الخروف الذي سرق سكين الجزار.. وألقاه في بالوعة

 أحد الجزارين
أحد الجزارين

قصة هي الأولى من نوعها في التاريخ، وليست من نسج الخيال أو فيلما سينمائيا.

ومما لاجدال فيه إن الذكاء وقف على الإنسان وحده يشاركه فيه بعض الحيوانات كالكلب، الثعلب، الفيل، والحصان.. أما الخروف فهو آخر رأس يمكن أن يفكر.

السطور التالية تروي أغرب واقعة نشرت في مجلة آخر ساعة عام ١٩٥٠.

ذلك عندما اعتاد أحد الجزارين أن يذبح لزبائنه بحي الغورية خروف كل يوم.. ولكنه في يوم الواقعة اشترى خروفين، واحدا للدكان، والثاني للأضحية به بمناسبة العيد الكبير.

ربط الجزار الخروفين بحبل في شجرة بجوار الدكان حتى يحين موعد ذبحمها.. وعند الغروب كان خروف العيد يحاول أن يشرب من بالوعة قريبة من الشجرة، وعندما رأى الجزار يجذب الخروف الأول ويلقيه على الأرض بعنف ثم يمر بسكينه على رقبته، فسال الدم بحرا في شارع العقادين، وبعد أن انتهى من ذبح الخروف.. القى السكين على الأرض ثم حمل الذبيحة على كتفه واتجه إلى الدكان.

وما إن رأى خروف العيد هذه المسألة التي جرت لزميله أمام عينيه، أيقن أن الجزار سيعود اليه ليغتاله بنفس السهولة التي اغتال بها الآخر.

حاول خروف العيد ان يقطع الحبل فلم يستطع، ورأى السكين وهو يقطر دما، فالتقطه بفمه وجرى بسرعة نحو البالوعة فالقاه فيها، وعاد إلى مكانه كأنه شيئا لم يكن.

وعندما عاد الجزار ليذبحه، لكنه افتقد السكين، وأخذ يبحث عنه هنا، وهناك فلم يعثر عليه، فأسرع إلى الدكان وجاء بسكين آخر، وهم بذبح الخروف، لكنه توقف فجأة بعدما سمع صوتا من أعلى القصر الذي يشرف على الأرض الفضاء التي بجوار الدكان. وقال صاحب الصوت مناديا الجزار.

- لاتذبح هذا الخروف.. انتظر.. انتظر لحظة.

وجاء خادم القصر يلهث، وروى قصة الخروف للجزار، فكذبه، لكنه استشهد بالناس، فكذبوه أيضا، وأخيرا ذهبوا إلى البالوعة ليبحثوا عن السكين.. علت الدهشة وجوه الجميع، وجحظت أعينهم عندما وجدوا السكين يطفو فوق سطح الماء.

وفي لحظة كانت القاهرة كلها تملأ حي الغورية، وتحاول الدخول في شارع العقادين لرؤية هذا الخروف الذي أتى بمعجزة.

ووصل الخبر إلى الخليفة الفاطمي الظافر بنصر الله، فذهب إلى هناك ورأى السكين وهو يطفو فوق الماء، فاشترى الخروف بمبلغ كبير، ثم أطلقه في حظيرة القصر، وأمر بعدم ذبحه.

ثم أصدر أمرا آخر ببناء جامع في هذه الارض الفضاء التي تضم الشجرة، والبالوعة، والسكين الذي يطفو فوق سطح الماء.

الجدير بالذكر أنه عندما نشرت مجلة آخر ساعة هذه الواقعة كان عمر هذا الجامع ١٠٠٠ سنة وتغير اسمه ٤ مرات، وآخر اسم له هو "جامع الفكهاني".

مركز معلومات أخبار اليوم