الخروج عن الصمت

أشلاء غزة

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

بقلم: محمد عبد الواحد

اصرخوا ابكوا بأعلى صوت فصراخككم وبكاؤكم لم يعد يجدى فى عالم أصم لا يرى ولا يسمع غير صوت الرصاص حتى أشلائكم المتناثرة هنا وهناك غضوا الطرف عنها ، كل ما يعنيهم هو حماية وليدهم النازى المدلل على القتل وسفك الدماء.. أباحوا له كل شيء من اغتصاب للأرض وهتك للعرض وحرق للزرع.. وعندما تصرخ من شدة الألم فأنت سفاح تحاول جرح إحساس أبنائهم.. نحن تركناهم بينكم يتمتعون بكل خيراتكم فلماذا تبكون وتشتكون الحرمان. حتى دمائكم فهم يتلذذون بإسالتها عندما يلهون بالسلاح. مقدساتكم مرطع لهم ويدعون أنها مدفن لهيكل جدهم سليمان.

كل ذنبكم أنكم تجرأتم فى الرد على سفاهة أبنائهم وفضحتم عجزهم وأيقظتم الجميع من الوهم الذى صنعناه على مدى أعوام.. لا تنتظروا أن يرق قلب بايدن أو نظامه أو من يسيرون فى ركابهم لأنهم كلهم مدعون حتى ولو نادوا بهدنة فهى مزيفة لأنهم يعلمون جيدًا أن وليدهم سيفتك بالجرحى وإن كانوا فى طريقهم للعلاج.. جراحكم وقتلاكم كثر فأنتم من تزرعون الحقد والكراهية وسوف تحصدونها ولن تعيشوا فى مأمن حتى لو انتزعتم غزة وأبدتم أهلها سيولد على الأرض غزاوية آخرون أحرار يفضحون جرائمكم ويدمرون مخططاتكم فى انتزاع الأرض وحرمان أهلها منها .
ستظل أجفانكم لا تعرف النوم ولا ترتاح أجسادكم لأن شبح الدم وصوره المرعبة ستطاردكم فى أحلامكم.

حتى من وهبتموهم للحرب سيقبعون بعد انتهائها فى مصحات نفسية يعالجون من مناظر الرعب التى زرعوها فى قلوب الأطفال.

وأخيرًا أقول لكم هنيئًا بديمقراطيتكم التى صدعتم العالم بها وأنكم الوحيدون المنادون بحقوق الإنسان.. ولتعلموا جيدًا أن ما تدعونه زيف لأن من يريد العيش فى سلام عليه أن يعلم جيدًا عندما يهنأ جيرانه فى ديارهم فسيعم عليه السلام.

ومهما امتلكتم من قوة مفرطة وغاشمة تنوعت أسلحتها سيخرج من يثبت عجزها وأنها لن تستطيع حمايتكم وستبكون كثيرًا لأنكم أهدرتم عليها أموالكم وكان أولى أن تمدوا جسور المودة بينكم وبين الجيران.

حتما ستعود الأرض المغتصبة لأصحابها وسينتصر كل مظلوم وتبقى الوجوه القبيحة تفضحها أفعالها وستلعن فى طيات صفحات التاريخ على يد من يسطرونه دون زيف أو تحريف.