«القنبلة الإسفنجية».. السلاح الجديد لمحاصرة أنفاق غزة

صورة تعبيرية عن طريقة استخدام القنبلة الإسفنجية فى الأنفاق
صورة تعبيرية عن طريقة استخدام القنبلة الإسفنجية فى الأنفاق

القنبلة الإسفنجية
عبارة عن كيس كبير من البلاستيك يحتوى على سائلين يفصل بينهما حاجز معدنى «مكان السهم» 

بعد أن استخدمت إسرائيل الفوسفور الأبيض المحرم دوليَا فى عدوانها الراهن على غزة يدور الحديث الآن عن استعدادها لاستخدام سلاح كيماوى جديد مثير للجدل هو القنبلة الإسفنجية، بهدف تحييد خطر الأنفاق، وتقليل خسائرها البشرية فى غزوها البرى الذى بدأته قبل أسبوع ولم تتقدم فيه من وقتها، إثر تلقيها ضربة خطيرة بمقتل 11 من أفرادها فى يوم واحد.
ومع أن «القنبلة الإسفنجية» قنبلة كيميائية، لكنها لا تحتوى على مادة متفجرة. وتستخدم لسد الفراغات أو مداخل الأنفاق التى يخرج منها المسلحون. ورغم انها تستخدم فى الحروب، إلا أنها سهلة الصنع بالمنازل ويقوم الآباء بمشاركة أطفالهم فى صنعها كإحدى ألعاب الأطفال المنزلية.


مع ذلك يثير استخدام هذا النوع من القنابل قضايا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، فى ظل تأثيرها على الصحة، إذ قد تؤدى فى بعض الأحيان إلى العمى المؤقت أو الدائم. وقد أشارت صحيفة التلجراف البريطانية إلى أن القنبلة تشكل خطرا كبيرا على من يستخدمها، وأوضحت أن عددا من جنود الاحتلال فقدوا أبصارهم بسبب سوء التعامل مع الخليط بداخلها، أثناء إجراء الجيش الإسرائيلى تدريبات على استخدام هذه القنابل الكيماوية، عام 2021، عندما أقام نظام الأنفاق المقلدة فى قاعدة عسكرية قرب الحدود مع غزة.


وتحدث القنابل، بحسب التقرير، «انفجارا مفاجئا للرغوة التى تتوسع بسرعة وتتصلب»، وهى تتكون من خزان يحتوى على سائلين يفصل بينهما حاجز معدنى ويختلطان عند إزالة الحاجز. تتفاعل المادة الموجودة فى القنبلة وينتج عن تفعيلها انفجار مادة رغوية تتمدد ثم تتجمد لتملأ الفراغات الكبيرة. إلا أن الصحيفة تزعم أن هناك مضاعفات محتملة فى استخدام القنبلة، عندما تكون المادة الموجودة فيها خطيرة.


يبدو أن الاحتلال لجأ لهذا النوع من الأسلحة رغم خطورته على مستخدميه، بسبب حجم التحدى الفريد من نوعه الذى تواجهه قواته فى الأنفاق تحت الأرض بغزة، لأن شبكة الأنفاق الكبيرة والمتوسعة تمثل مشكلة «ليس لها حل مثالى». حسب چون سپنسر، وهو ضابط كبير فى الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست پوينت. فقد استعدت إسرائيل بالروبوتات والطائرات بدون طيار للمساعدة فى التنقل داخل الأنفاق، ولكن حتى الآن توجد صعوبات فى تشغيل الروبوتات تحت الأرض، حيث يعمل بعضها عن طريق الأسلاك، والبعض الآخر يعمل عن طريق موجات الراديو القياسية. لذلك تشكل شبكة الأنفاق التى بنتها حماس أحد أكبر التحديات أمام جيش الاحتلال الإسرائيلى إذا قام بغزو قطاع غزة من الأرض.


وبحسب التقديرات، تضم شبكة الأنفاق 1300 نفق يبلغ طولها نحو 500 كيلومتر، ويصل عمق بعض الأنفاق إلى 70 متراً تحت سطح الأرض، بينما تشير التقارير إلى أن معظم هذه الأنفاق يبلغ ارتفاعها مترين فقط. وعرضها متران. ويقدر الخبراء أنه من المحتمل أن يكون الرهائن الذين أسرتهم حماس خلال الهجوم على إسرائيل فى 7 أكتوبر، موجودين داخل هذه الأنفاق، وقد تكون مكانًا لتخزين الأسلحة والغذاء والمياه والوقود. كما أن بعض قيادات التنظيم يتمركزون داخل هذه الأنفاق، التى ستزيد من تعقيد السيناريو القتالى فى حال الدخول البرى الإسرائيلى إلى القطاع، لأنها تسمح «للمقاتلين بالتنقل بين مجموعة متنوعة من مواقع القتال المختلفة بأمان وحرية».
هالة العيسوى