بقلم مصرى

ضد مجهول

صلاح سعد
صلاح سعد

عقارب الساعة لا تعود الى الوراء ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة عندما تعود ذاكرة التاريخ الى الزعيم النازى هتلر الذى اتهم بارتكاب محرقة فى حق اليهود وأدانه العالم بأسره بل إن الأمر وصل الى حد الإدانة لكل من ينكر هذه المحرقة واتهامه بمعاداة السامية بل إن ألمانيا بعد انتهاء النازية ظلت ولسنوات طويلة تقوم بدفع تعويضات للضحايا والتى تصب فى النهاية  فى خزينة إسرائيل.. هذا عن البارحة. 

ولكن ماذا عن جرائم العدو الصهيونى منذ النكبة عام 1948 حتى طوفان الأقصى عام 2023؟ إن ما يرتكبه من مذابح يفوق المحرقة فهل ستدفع إسرائيل ثمن هذه الجرائم التى ارتكبتها فى حق الشعب الفلسطينى؟ 

لقد تحولت غزة الى محارق مشتعلة ومذابح دامية تساقطت فيها الأرواح تحت الأنقاض وجرحى ضاقت بهم المستشفيات بلا ماء او دواء او غذاء. 
هذه الجرائم التى يرتكبها العدو امام انظار العالم تفوق وبلا شك محرقة هتلر ولكن أمريكا والغرب يرونها دفاعا عن النفس ولا يطرف لها عين وهى ترى جثامين الشهداء وقد تحولت الى أشلاء داخل الاكفان وتحت الأنقاض. 

وبدلا من ان تجد هذه الجرائم من يردعها  تتعالى أصوات الباطل بعدم اتساع نطاقها وحصرها فقط على غزة الى ان تتم إبادة شعبها عن بكرة ابيه.
حتى الجريمة التى راح ضحيتها زوجة وأبناء مراسل الجزيرة وائل الدحدوح الذى ظهر امام الكاميرات وهو يحمل جثمان حفيده شككت امريكا فى صحتها بحجة عدم معرفة ظروفها وملابساتها وهو ما حدث من قبل مع الشهيدة شيرين ابو عاقلة وتم قيد هذه الجريمة ضد مجهول رغم انه معلوم للعالم كله !!