فلسطين فى قلب مصر

أيمن‭ ‬فاروق‭ ‬
أيمن‭ ‬فاروق‭ ‬

‭‬رغم‭ ‬المآسي‭ ‬والحكايات‭ ‬الدرامية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتحملها‭ ‬قلب،‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬تواصل‭ ‬قصف‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء،‭ ‬عمدًا،‭ ‬فالاحتلال‭ ‬لا‭ ‬يشن‭ ‬غارات‭ ‬عشوائية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الصدفة،‭ ‬لكنها‭ ‬مدروسة‭ ‬ومخطط‭ ‬لها،‭ ‬فالهدف‭ ‬واضح‭ ‬كوضوح‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬كبد‭ ‬السماء،‭ ‬فالكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يطلق‭ ‬سياسة‭ ‬الأرض‭ ‬المحروقة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بغرض‭ ‬التهجير‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬بجانب‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬وشبكات‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬كافة‭ ‬محاولات‭ ‬الضغط‭ ‬قد‭ ‬فشلت‭ ‬فإسرائيل‭ ‬تسير‭ ‬وفق‭ ‬مخطط‭ ‬رسمته‭ ‬ووضعته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬عاما،‭ ‬وسط‭ ‬صمت‭ ‬دولي‭ ‬ومحاولات‭ ‬عربية‭ ‬لإيقاف‭ ‬القصف‭ ‬والحرب،‭ ‬وسط‭ ‬ذلك‭ ‬يقف‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬صامدين،‭ ‬يتحدون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬أبطال‭ ‬وسط‭ ‬المعركة،‭ ‬يقاومون،‭ ‬يرفضون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬أرضهم،‭ ‬فقضيتهم‭ ‬راسخة‭ ‬داخل‭ ‬وجدان‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬جذور‭ ‬الأجداد،‭ ‬تتوارثه‭ ‬أجيال‭ ‬جديدة،‭ ‬شاهدناهم‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يهابون‭ ‬الموت،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعلمون‭ ‬أنها‭ ‬الشهادة‭.‬

فالقطاع‭ ‬بات‭ ‬أشبه‭ ‬بمدينة‭ ‬أشباح،‭ ‬الجثامين‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬وتحت‭ ‬الأنقاض،‭ ‬عدد‭ ‬الشهداء‭ ‬تجاوز‭ ‬الـ8‭ ‬آلاف،‭ ‬كارثة‭ ‬ووضع‭ ‬إنساني‭ ‬صعب،‭ ‬فالأطباء‭ ‬يجرون‭ ‬عمليات‭ ‬للمصابين‭ ‬بدون‭ ‬بنج،‭ ‬نداءات‭ ‬ومناشدات‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإغاثية‭ ‬العالمية‭ ‬بالإمداد‭ ‬بالأدوية‭ ‬والمساعدات،‭ ‬لكن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬جرائمه،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤشرات‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬فلسطيني‭ ‬بين‭ ‬شهيد‭ ‬ومفقود،‭ ‬بجانب‭ ‬أن‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬للمستشفيات‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬170‭ %‬،‭ ‬ونقص‭ ‬الوقود‭ ‬دفع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الإغاثة‭ ‬لإعلان‭ ‬توقف‭ ‬مساعداتها‭.‬

أذن‭ ‬من‭ ‬طين‭ ‬وأخرى‭ ‬من‭ ‬عجين،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مبدأ‭ ‬الاحتلال،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭  ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬يوما‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الغاشمة‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ليواصل‭ ‬انتهاكاته‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وكافة‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭.‬

الدور‭ ‬المصري‭ ‬ناحية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬يؤكد‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬بالقول‭ ‬والفعل‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬القلب،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬ودائما‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬ما‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬الثابت‭ ‬برفض‭ ‬سياسة‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬والتهجير‭ ‬ويشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تسمح‭ ‬بتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬القطاع،‭ ‬فدور‭ ‬مصر‭ ‬تاريخي‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العقود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فهي‭ ‬تكافح‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬حتى‭ ‬يحصل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭.‬

‭ ‬فالدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحركات‭ ‬واتصالات‭ ‬واسعة،‭ ‬فنجاح‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬محتجزتين‭ ‬بغزة‭ ‬يعكس‭ ‬دورها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الرائد‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬ومساعيها‭ ‬لخفض‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تطالب‭ ‬دائما‭ ‬بإعلاء‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬لوقف‭ ‬نزيف‭ ‬الدماء‭ ‬وإرساء‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬بالدعوة‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وفقا‭ ‬لمرجعيات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭. ‬


 

;