رغم المآسي والحكايات الدرامية التي لم يعد يتحملها قلب، من جراء تواصل قصف قوات الاحتلال لقطاع غزة، الذي يستهدف الأطفال والنساء، عمدًا، فالاحتلال لا يشن غارات عشوائية أو من قبيل الصدفة، لكنها مدروسة ومخطط لها، فالهدف واضح كوضوح الشمس في كبد السماء، فالكيان الصهيوني يطلق سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة بغرض التهجير على حساب دول الجوار، بجانب ما تفعله من تدمير للبنية التحتية وشبكات المياه في القطاع، مما يعد جرائم حرب، كافة محاولات الضغط قد فشلت فإسرائيل تسير وفق مخطط رسمته ووضعته من أجل إعادة غزة إلى ما قبل 50 عاما، وسط صمت دولي ومحاولات عربية لإيقاف القصف والحرب، وسط ذلك يقف أهالي غزة صامدين، يتحدون الاحتلال، أبطال وسط المعركة، يقاومون، يرفضون التخلي عن أرضهم، فقضيتهم راسخة داخل وجدان يمتد إلى جذور الأجداد، تتوارثه أجيال جديدة، شاهدناهم وهم لا يهابون الموت، لأنهم يعلمون أنها الشهادة.
فالقطاع بات أشبه بمدينة أشباح، الجثامين في الشوارع وتحت الأنقاض، عدد الشهداء تجاوز الـ8 آلاف، كارثة ووضع إنساني صعب، فالأطباء يجرون عمليات للمصابين بدون بنج، نداءات ومناشدات للمنظمات الإغاثية العالمية بالإمداد بالأدوية والمساعدات، لكن الكيان الصهيوني مستمر في جرائمه، إضافة إلى أن المؤشرات تقول إن هناك ما يقارب من 10 آلاف فلسطيني بين شهيد ومفقود، بجانب أن القدرة الاستيعابية للمستشفيات في غزة وصلت إلى 170 %، ونقص الوقود دفع مؤسسات الإغاثة لإعلان توقف مساعداتها.
أذن من طين وأخرى من عجين، هذا هو مبدأ الاحتلال، بعد مرور أكثر من 23 يوما على الحرب الغاشمة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، ليواصل انتهاكاته ضد الإنسانية وكافة المواثيق الدولية.
الدور المصري ناحية القضية الفلسطينية، يؤكد كل يوم، بالقول والفعل أن فلسطين في القلب، ولا يمكن التفريط في هذه القضية، ودائما القيادة السياسية ما تؤكد على موقف مصر الثابت برفض سياسة العقاب الجماعي والتهجير ويشدد على أن مصر لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من القطاع، فدور مصر تاريخي على مر العقود من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، فهي تكافح ولا تزال حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
فالدولة المصرية تبذل جهودًا غير عادية في مساندة الشعب الفلسطيني، من خلال تحركات واتصالات واسعة، فنجاح مصر في إطلاق سراح محتجزتين بغزة يعكس دورها الدبلوماسي الرائد بالمنطقة، ومساعيها لخفض التصعيد في فلسطين، كما أن مصر تطالب دائما بإعلاء صوت العقل لوقف نزيف الدماء وإرساء السلام العادل بالدعوة لحل الدولتين وفقا لمرجعيات الشرعية الدولية.