مؤمن‭ ‬حيدة - أمل‭ ‬صبحي

في ظل العدوان المستمر من الجانب الإسرائيلي على أهالي غزة ظهرت عدة دعوات جماهيرية وأحيانا من أبناء الوسط الفني أنفسهم بالتوقف عن تقديم أعمال فنية سبق التحضير لها، البعض أيد هذه الفكرة بحكم أن الأجواء لا تسمح بتقديم أعمال فنية خاصة لو كانت كوميدية، وآخرين يرون أن الفن سلاح قوي في الدعم النفسي والمعنوي، وأيضا لا يعيب الفن شيء في تقديمه في أي وقت، كما أن الأعمال الفنية هي صناعة في النهاية يعمل بها المئات ويجب أن تستمر حتى لا تحدث خسائر في هذا القطاع..

في البداية تتحدث النجمة إلهام شاهين عن رأيها في توقف فنانين عن ممارسة أعمالهم بسبب أحداث غزة، فتقول: “الفن ليس وسيلة للترفيه فقط، بل يعبر عن أفكار ومشاعر إنسانية، وقادر أن يعبر عن أحزاننا وأفراحنا، وانتصارتنا واخفاقاتنا، من هنا يعتبر الفن شيء أساسي وليس من (كماليات) الحياة، ولا توجد مهنة توقفت بسبب الحرب، فلماذا الفن فقط الذي يجب أن يتوقف؟.. بل بالعكس يمكن للفن أن يعبر عنا أكثر من أي مهنة أخرى، خاصة في هذا التوقيت”.

بينما تقول داليا البحيري: الإجابة على السؤال صعب أن تكون محددة، فنحن تعودنا في الفن وخصوصا بالنسبة للأعمال المسرحية أن العمل مستمر على خشبة المسرح مهما كانت الظروف المحيطة بالفنان سواء تلك الظروف عامة أو شخصية، وعلى سبيل المثال هناك العديد من الفنانين الذين تعرضوا لحالات وفاة ذويهم وكان لديهم ارتباط مسرحي وقاموا بدفن أقاربهم في الصباح وتوجهوا إلى المسرح ليلًا لعرض المسرحية.

وأضافت: المسرح يلزم الفنان التزام معنوي وأدبي أمام الجمهور الذي قطع التذكرة وقرر الخروج من منزله ليأتي إليك، ولكن رغم كل ذلك فإن الأحداث التي تمر بها المنطقة بالكامل هي أحداث استثنائية، فالجميع مصاب بحالة من الإرهاق والتعب النفسي مما يحدث في غزة، وأنا عن نفسي مترددة في اتخاذ قرار سواء بالتوقف أو استمرار العمل، ففي البداية تعاطفت مع فكرة التوقف، ولكن بعد ذلك عندما فكرت في المسألة بشكل أعمق وجدت أننا لابد أن نستكمل ما نقوم به، لأننى قد أستطيع تحمل تداعيات توقفي عن العمل لفترة ليست محددة ولكن هناك عمال بكل عمل فني لا يستطيعون فعل ذلك.

واستكملت حديثها قائلة: نحن ليس بيدينا أى شئ نفعله رغم الإبادة التي تحدث لإخوتنا الفلسطينين، ولذلك فأنا لا أستطيع اللوم على من يتخذ قرار التوقف، ولكن عن نفسي أرى أن العمل والاستمرار فيه أمر لابد منه.

أما تامر عبد المنعم فيقول: عندما التحقت بمهنة الفن اعتبرتها مهنة سامية مثل باقي المهن الأخرى، وعندما يتصور البعض أنها مهنة للترفية أو أنها للتسلية فهذا الأمر يندرج تحت المزايدة والكذب، لأن من الأفضل أن أطوع مهنتي لخدمة فلسطين وأحداث غزة، وأضعف الإيمان أن أتبرع بالمقابل المادي الذي أتقاضاه نظير أعمالي الفنية خلال تلك الفترة لضحايا غزة، وفي النهاية الفن رسالة، وكون أن هناك بعض ممن امتهنوا المهنة حولوها من رسالة إلى ترفية فهذا لا يمكن أن يغير الحقيقة.

وأضاف: تعلمت من الزعيم عادل إمام أهمية الفن وقيمته، وإذا كان هناك أشخاص معترضين على ذلك ويرفضون العمل أو الاستمرار في ظل الظروف الحالية فمن الممكن أن يتوقفوا ولكن دون الإعلان عن هذا حتى لا يحرج زملاءه.

وأوضح: أنا ضد وقف أو تأجيل المهرجانات الفنية لأن عن طريقها يمكن توجيه رسالة للعالم كله، وإذا كانت المشكلة في الريد كاربت فيمكن إلغاءها تماما، وفي رأيي المهرجان مثل العملية الجراحية، فإذا توقف الأطباء عن عمل العمليات الجراحية فنحن نتوقف وقتها، لأن تأثير القوى الناعمة قوي جدا في مثل تلك الظروف.

وترى نهال عنبر أن كل الشعب العربي يشعر بالحزن والفنانين جزءا منه، والجميع يحاول قدر المستطاع أن يشارك في مساعدة أهالي غزة، مثل مشاركة عدد من الفنانين – ونهال منهم – في تقديم المساعدات عبر “الهلال الأحمر”، وتضيف نهال: “نحاول قدر المستطاع كفنانين أن نقدم الدعم والمساعدة ولو بالكلمة في وسائل الإعلام، لعل صوتنا يصل، لكن في النهاية الحياة يجب أن لا تتوقف، ولا أن تتوقف عملية الإنتاج في أي مجال، فلا يعقل أن يتوقف المهندس أو الطبيب أو المحامي أو القاضي عن العمل، والفنان مثله مثلهم، لأنه في النهاية يعمل من أجل أسرته، بل على العكس توقف أي عمل ضد مصلحة القضية، ويفيد الأعداء، لكن دون مظاهر احتفالية، مثلا كان حفل عيد ميلادي منذ أيام، ورفضت القيام بأي مظاهر احتفالية، ورغم أنه احتفال شخصي لكنني رفضت أي مظاهر احتفال في ظل الظروف الحالية، وأغلب الفنانون يؤيدون وجهة نظري، لكنني أؤكد أنني ضد فكرة توقف أي فنان عن عمله، فهذا مرفوض بشتى أشكاله”.

“الفن مسئولية”

“لماذا تضغطون على محمد سلام وتصنعوا قصة بسبب قراره؟”، هكذا بدأت الفنانة مادلين طبر حديثها، قبل أن تضيف: “هذا قرار شخصي، وأسبابه واضحة، وموقف سلام قد يكون رغبة لدى البعض صعب تحقيقها.. لكن أيضا الفن مسئولية وعلينا أن نلتزم بالاتفاقات والعقود، ومن خلال أعمالنا نسجل مواقفنا”.

فى حين تحدث محمد كيلاني عن رأيه قائلاً: كل شخص يفعل ما يمليه عليه ضميره، لأن الحديث عن التوقف عن العمل ليس صحيح وكذلك الحديث عن العمل ربما يكون أمر صعب نفسيًا بالنسبة للبعض، ولذلك فإن كل شخص يختار ما يراه الأفضل والأصح بالنسبة له، وأرجو ألا يزايد أحد على الأخر ولا نخون بعضنا البعض، لأن الأمور لا تستدعى هذة الحملات التي يشنها البعض على الأخر.

وأضاف: لابد من كل شخص وليس الفنانين فقط أن نعمل ولا نتدخل في تصرفات الآخر لأننا في النهاية لا نعرف ظروف الآخرين حتى نحكم عليهم، لأننا في النهاية نصدر أحكام خاطئة على أشخاص لا نعرف عنهم شئ لمجرد أنهم فنانين أو مشاهير، لذلك أدعو أن يتوقف الجميع عن الحديث ونفكر في العمل فقط.

أما لقاء سويدان فتقول: الحياة لابد أن تستمر لأننا جميعا لدينا مسئوليات والفن بالنسبة لنا هو مصدر رزقنا الوحيد، بل أنني عندما أعمل يمكن أن أساعد وأدعم أهالينا من خلال التبرع أو تقديم المساعدات، وهذا لا يعني على الإطلاق أنني لست مع القضية الفلسطينية بل أنني أقف معها وأدعمها بكل ما أملك، ونحن جميعا تربينا ونشأنا وكبرنا على دعم القضية الفلسطينية.

وأضافت: قوة الشعوب في أنها تكون شعوب عاملة، والدعوات للتوقف هو ضرر لدولتنا ولا يخدم غزة أو القضية في أى شئ.

“سلاح ضد العدو”

وبدأت نهلة سلامة حديثها قائلة: “الفن القوة الناعمة التي نتصدى بها كسلاح في وجه العدو، لذلك يجب ألا نتخلى عن رسالتنا في دعم الوطن من خلالها، ولا يجب أن يتوقف الفنانون عن تقديم أعمالهم، بل يجب لعجلة الحياة أن تسير، والعمل بالفن هو مصدر دخلنا الوحيد، لكن في المقابل لا يجب أن تقام مظاهر احتفالية لأي فعاليات فنية، كنوع من الاحترام والتقدير لمشاعر الأخوة في فلسطين، وما يتعرضون له من إبادة، وهذا أقل أنواع الدعم لهم، كما يجب على الفنانين أن يشاركوا في عمليات دعم ومساعدة أهالي غزة، لأنهم مؤثرون في المجتمع، وقادرون على نشر الوعي بأهمية سرعة تقديم المساعدات ونقلها لقطاع غزة، وأيضا بالتفكير في تقديم عمل فني يشارك فيه كوكبة من النجوم المصريين والعرب، سواء عمل غنائي أو تمثيلي يعرض ما يمر به أهالي فلسطين، وأن تنظم حفلات يذهب عائدها لصالح الضحايا، لكنني لست مع فكرة توقف عجلة الإنتاج الفني”.

وفيما قال أيمن قنديل : الفن ليس رفاهية  ولكنه رسالة فى المقام الأول وقوة داعمة للوطن مثل الجندى فى الميدان والطبيب فى المستشفى وغيرها من المهن الأخرى، وليس عبارة عن احتفالات وصخب وبهرجة، وأؤيد استمرار نشاط الفن لأنه مصدر دخل ولابد أن يتخللها أعمال تلقى الضوء على ما يحدث فى فلسطين حاليا .

اقرأ أيضا : كريم عبدالعزيز: أشكر الرئيس السيسي على قرار تطوير سيناء