في ظل أزمة الوقود بغزة.. عربات «الكارو» بديلاً لسيارات الإسعاف في نقل الجثث

صورة من غزة
صورة من غزة

بعد مرور 28 يوم على الحرب المدمرة والقصف الهمجي على قطاع غزة المحاصر، تظهر مشاهد مأساوية بسبب الأوضاع الصعبة التي يواجهها السكان في القطاع، وتتزايد معاناتهم يومًا بعد يوم بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود، مما يجعل الوصول للمساعدة والرعاية الصحية أمرًا صعبًا، لنرى عشرات المشيعين يجتمعون حول الجثث التي تم نقلها على ظهر العربات التي يجرها الدواب بدلًا من سيارات الإسعاف.

فتلك العربات البدائية أو الكارو التي تجرها الدواب أصبحت الوسيلة الوحيدة المتاحة لنقل الضحايا في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وبديلاً عن سيارات الإسعاف التي أصبحت غير متوفرة بشكل كبير لأسباب عدة.

وبسبب أزمة الوقود في القطاع والأضرار الواسعة التي لحقت بالبنية التحتية بفعل القصف والاستهداف المكثف من قِبل الجيش الإسرائيلي للمنازل والمستشفيات والمنشآت الأخرى، أصبحت بعض سيارات الإسعاف خارجة عن نطاق الخدمة، إما أنها تم تدمير بعضها بفعل القصف وأصبح القليل منها فقط الذي يمكنه إغاثة المصابين أو نتيجة للدمار الذي يخلفه طائرات الجيش الإسرائيلي تكون عاجزة عن الوصول لمناطق الاستهداف بالغارات، مما يعيقها في تقديم الرعاية السريعة والضرورية للجرحى والمصابين وحمل الجثث.

اقرأ أيضًا: خاص| حكومة غزة: 15 شهيدًا وعشرات الجرحى حصيلة مجزرة الاحتلال في مستشفى الشفاء 

لتتجلى معاناة الأهالي في قطاع غزة بشكل مأساوي حتى بعد استشهاد ذويهم وأفراد عائلاتهم، ويجدون أنفسهم غير قادرين على نقل ذويهم للمستشفيات وإسعافهم، أو حتى حمل جثث أحبائهم المستشهدين الذين فارقوا الحياة إلى أماكن الدفن، وحتى عندما تكون هناك سيارات إسعاف متاحة، يكون من الصعب بشكل كبير عليها الوصول إلى المناطق التي تعرضت للقصف، نتيجة للتدمير الشديد الذي أصاب الطرق والمنازل وتراكمها فوق بعضها في الشوارع، ليضطر الأهالي إلى اللجوء إلى هذه العربات البدائية التي تجرها الدواب.

وقال رجل في قطاع غزة حول تجربته في ذلك السياق: إن "أفراد من عائلتي وأقربائي استشهدوا في بيت حانون، وكذلك جيراننا الأبرياء ولم يكن لدينا وسيلة للاتصال بالإسعاف أو أي مصدر للمساعدة، وكنا بحاجة ماسة لدفن أبنائنا وأقاربنا، ولم يكن لدينا أي خيار آخر، ولم نستطع الوصول إلى سيارات الإسعاف أو الوسائل التقليدية لنقل الجثث بسبب التدمير الهائل الذي أحاط بنا من كل مكان، وقام بعض الأشخاص بجلب عربة الكارو التي تجرها الحمير لنقل الجثث، ونقلوا 4 أو 6 جثث من بين آل البساينة وآل الدراج، لم نكن نريد شيئ سوى دفن أحبائنا وأقاربنا، ولم يكن لدينا خيار سوى اللجوء إلى هذه الفكرة"، وذلك بحسب ما أفادت به قناة "العربية" الإخبارية.

وفي ظل الصراع المستمر على قطاع غزة، يظهر أمامنا يومًا بعد يوم أزمات جديدة وحكايات مأساوية تزيد من معاناة الأهالي وتجعل وضعهم يزداد تعقيدًا، فمئات الشهداء يفارقون الحياة في هذا القطاع بكل مكان، بجانب الحاجة الماسة للدواء والمياه والوقود والكهرباء والطعام الذي لا غنى عنهم، ليبدو لنا أن كل يوم يمر في هذا القطاع المحاصر هو يوم ميلاد لكارثة جديدة تلوح في الأفق.

ومنذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى الآلاف في حصيلة تزداد بشكل كبير يوميا، بينما واصل جيش الاحتلال استهداف المدنيين والمستشفيات والكنائس وأي مكان يمكن أن يحتمي به سكان القطاع.

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصف مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

 وأشار نتنياهو إلى أن حركة حماس مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

 وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها مئات الشهداء من الجانب الفلسطيني.