تقوى الله

شعب يتحدى الموت

جلال السيد
جلال السيد

عشت طوال عمرى وأنا أؤمن بالمبادئ الإنسانية والرحمة والحب مع أخى الإنسان..

وكرهت طوال عمرى الظلم والجبروت وسفك دماء البشر.. وعشت أيضا مخدوعا بمن يرفعون أعلام حقوق الإنسان ويتغنون بأنهم دولة الديمقراطية والعدالة..

ولكن الزمن كشف أن العالم كله اليوم يشاهد حربا وحشية تشنها إسرائيل نحو شعب أعزل ويشاهد الاعتداء على الإنسانية وقتل الأبرياء من النساء والأطفال والرجال فى غزة دون ذنب جنوه فإذا كانت حماس إحدى قوى المعارضة قد أوقعت العار على إسرائيل باعتداء أودى بحياة بعض الجنود الإسرائيليين فما ذنب الشعب الفلسطينى فى هذا المطر المستمر من أحدث القنابل وأشدها تدميرا وتخريبا لدرجة أن بعض القنابل تذيب الإنسان كله فى ثوان وقنابل أخرى تدمر الأبراج فى ثانية واحدة..

كل هذا بتأييد صارخ من أم الديمقراطية والحريات أمريكا ومعها حلفاؤها وإذا كانت إسرائيل تريد الانتقام من حماس فما ذنب المستشفيات التى ترعى المرضى ويحتمى بها بعض البشر خوفا من أتون نار القنابل المدمرة وما ذنب الأطفال الرضع الدفن تحت الأنقاض..

حتى المساعدات الإنسانية التى تدخل لإنقاذ من تبقى من سكان غزة تحاول أن تدمره إسرائيل حتى لا يصل إلى الجوعى والمحرومين من الوقود والماء والمأوى..

ولأول مرة نسمع عن الأرض المحروقة أى ضرب المدن وجعل مبانيها ترابا يدفن تحته سكانها حتى بلغ بعد ٢٧ يوما من الحرب عدد الشهداء ٨٥٠٠ شهيد قابل للزيادة كل يوم بل كل ساعة وثلث هؤلاء القتلى من الأطفال والنساء والرضع..

وهنا تسربت إلى نفسى مسألة الإنسانية التى أصبحت سرابا.. كيف يسكت العالم كله وهو يشاهد هذه الفظائع والوحشية بين القوة الغاشمة المؤيدة من دول الديمقراطية وحقوق الإنسان..

كيف يعيش العالم الذى يدعى إنه عالم حر وهو يشاهد أفظع جرائم القتل من الوحوش ضد الإنسان الاعزل بل نجد أكبر هيئة قومية مهمتها الحفاظ على الأرواح تصوت وتقف فى صف العدوان وحينما تجرأ أمين عام هذه الهيئة وصرح بأعلى صوت بما شاهده من وحشية ترتكبها إسرائيل ثارت عليه بعض الشعوب!!

لأنه قال كلمة حق وبعيدا عن الإنسانية التى دفنتها إسرائيل يتكشف لنا خطة إسرائيل التى تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطينى من وطنه إلى وطن آخر على حساب القضاء على القضية الفلسطينية والتى عارضها بشدة الشعب الفلسطينى نفسه بالصراخ «لن نترك وطننا ولن نعيش إلا فى أرضنا حتى لو دفنا تحت التراب».

وبمناسبة الإنسانية ماذا تريد إسرائيل من حربها ومن خطتها ومن وحشيتها.. أليس لك يوم يا ظالم.