ارتفاع عدد الشهداء إلى 9 آلاف.. إسرائيل ضربت غزة بما يعادل قنبلتين نوويتين

فلسطينى يحتضن طفله المصاب جراء القصف الاسرائيلى على غزة
فلسطينى يحتضن طفله المصاب جراء القصف الاسرائيلى على غزة

تواصل العدوان الهمجى الوحشى الذى يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة جوا بالتزامن مع هزائم يتكبدها من عناصر المقاومة الفلسطينية بحركة حماس فى مساعيه الفاشلة للتوغل البرى داخل القطاع.. ولم تسلم أى منطقة بالقطاع من الغارات الكثيفة التى تستهدفه فى كل وقت وكل مكان ليرتفع عدد الشهداء إلى 9061 من بينهم 3760 طفلا، وأكثر من 32 ألف مصاب بالإضافة الى أكثر من 2000 شخص لا يزالون فى عداد المفقودين تحت الأنقاض، وذلك بحسب الأرقام الرسمية الواردة من القطاع.

وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، إن إسرائيل أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة فى إطار حربها واسعة النطاق المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضى بما يعادل قنبلتين نوويتين.

اقرأ ايضاً| مقتل ١٥ من جنود الاحتلال خلال 24 ساعة.. ونتنياهو: خسائرنا مؤلمة

وأبرز الأورومتوسطى ومقره جنيف، فى بيان له، أمس اعتراف الجيش الإسرائيلى بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف فى قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلو جرامات من المتفجرات.

ونبه المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التى أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناجازاكى فى اليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية فى أغسطس 1945 قدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات.

ويعنى ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التى ألقيت على غزة تزيد على ما ألقى على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينة اليابانية 900 كيلومتر مربع بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومترا، وفق البيان. وقال المرصد الأورومتوسطى إن إسرائيل تستخدم قنابل ذات قوة تدميرية ضخمة بعضها يبدأ من 150 كيلو جراما إلى ألف كجم.

ووثق فريق الأورومتوسطى استخدام إسرائيل أسلحة محرمة دوليا فى هجماتها على قطاع غزة، ولا سيما القنابل العنقودية والفسفورية والتى هى عبارة عن مادة سامة شمعية تتفاعل مع الأوكسجين بسرعة وتتسبب بحروق بالغة من الدرجة الثانية والثالثة عبر اختراق الشظايا للجسم واحداث انفجارات بداخله، مع حروق بالغة تؤدى لإذابة جلود المصابين بها وفى بعض الأحيان إلى الموت.. يضاف إلى ذلك استخدام إسرائيل قنابل متفجرة ذات آثار تدميرية ضخمة فى المناطق المأهولة بالسكان والذى يمثل أخطر التهديدات للمدنيين فى النزاعات المسلحة المعاصرة ويفسر ذلك حدة الدمار الهائل وتسوية أحياء سكنية بكاملها وتحويلها إلى أنقاض وخراب فى قطاع غزة.

وأكد الأورومتوسطى أن هجمات إسرائيل التدميرية والعشوائية وغير المتناسبة تمثل انتهاكا صريحا لقوانين الحرب وقواعد القانون الإنسانى الذى ينص على أن حماية المدنيين واجبة فى جميع الحالات وتحت أى ظرف، ويعد قتل المدنيين جريمة حرب فى كل من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، وقد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية.

ودعا المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة فى حجم المتفجرات وفى الأسلحة المحرمة دوليا التى استخدمتها ولا تزال إسرائيل ضد المدنيين فى قطاع غزة ومحاسبة المسئولين عن ذلك بما يشمل من أصدر الأوامر وخطط وتنفيذ واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة للضحايا الفلسطينيين.

وفى اليوم ال 27 من العدوان الإسرائيلي، استهدفت طائرات الاحتلال مدرسة تابعة لوكالة «أونروا» فى مخيم الشاطئ، غربيّ القطاع، وذلك بقذائف الفسفور. وأفاد المكتب الإعلامى الحكومى بأن 16 مستشفى، و32 مركزا صحيا من أصل 52 مركز رعاية أولية، خرجوا عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي.

وشنّ الاحتلال أحزمة نارية على مدينة غزة، أدت إلى تدمير عدد من المبانى فوق رؤوس قاطنيها، وأيضاً فى محيط حى الزيتون والشجاعية والرضوان والشاطئ.. واستهدفت طائرات الاحتلال منطقة الفالوجا شماليّ القطاع، كما استهدفت مدفعية الاحتلال بيت حانون، وشمال بيت لاهيا، والتوام، وشرق جباليا. كما تعرّض محيط مستشفى القدس، الذى يضم 14 ألف نازحٍ لقصف عنيف.

وارتكب الاحتلال، فى ال 24 ساعة الماضية، 3 مجازر فى مخيم جباليا، إذ قصفت طائراته المربعات السكنية كاملةً على رؤوس ساكنيها، ومعظهم من النساء والأطفال. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، الغارات الإسرائيلية على المخيم ب» المجزرة « و»المروّعة». ومن جانبها، حذرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أمس الأول، من أن قصف القوات الإسرائيلية لمخيم جباليا للاجئين فى قطاع غزة قد يرقى إلى جريمة حرب. ومن جانبها، قالت منظمة العفو الدولية، «أننا تحققنا من استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض فى غزة ولبنان»، مشيرة إلى مطالبتها بتحقيق دولى فى كل هذه الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولى الإنساني».