د. أحمد ضياء الدين يكتب: حقيقة وعد بلفور

د. أحمد ضياء الدين
د. أحمد ضياء الدين

الحقيقة غالية ولهذا يجب ان تحاط بمجموعة كبيرة من الاكاذيب 
 قال جوبلز وزير الدعاية الالمانى أثناء الحرب العالمية الثانية ( اعطنى حقيقة واحدة وانأ على استطاعة أن ابني عليها هرم من الإشاعات ) 

هذا هو المدخل للموضوع الذي سوف نتحدث عنة انة موضوع وعد بلفور وكما أطلق علية العرب ( أعطى من لايملك لمن لا يستحق ) وفى واقع الأمر فان الرجوع الى التاريخ وحقيقة ما حدث في هذه الفترة (1914-1918) تخبرنا بغير ذلك انأ هنا لاادافع عن بريطانيا ولكن أحاول أن أتلمس حقيقة ما حدث في هذه الفترة وخاصة انة كان هناك اتجاه فيها لرفض إعطاء اليهود ما يريدون بل لقد عرضوا عليهم جنوب إفريقيا غير أن مجريات الإحداث دفعت البريطانيين الى الرضوخ فى النهاية لما طلبة اليهود واخذ فلسطين وسوف نبدا بسرد ما حدث 

اننا نكتب عن حدث وقع مند أكثر من قرن من الزمان ولكن إثارة ممتدة حتى الآن وهو وعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فبعد اتفاقية سايكس بيكو التي وقعت لتقسيم المنطقة العربية والتي عرفت في الاتفاقية باسم الشرق الأوسط وجد اليهود أنهم لم يحصلوا على ما وعدتهم بها حكومة بريطانيا وعرضت عليهم جنوب افريقيا بدلا من فلسطين وهذا ثابت من المذكرة التى سجلت بتاريخ 28/11/1915 اذ قال اسكويب رئيس وزراء بريطانيا وقتها الاتى (تلقيت مذكرة من هربرت صاموئيل تحت عنوان "مستقبل فلسطين " ومن الواضح أنة يظن إننا نستطيع توطين (3-4) مليون يهود في هذه البلد لقد شعرت بالنفور من هذة المذكرة )ان هذا الرفض ليس من اجل الحفاظ على الأرض العربية موحدة ولكن حتى يتم تامين خطوط المواصلات الى المستعمرات فى الشرق ولكن اليهود أصروا على فلسطين ليس لأنها ارض الميعاد أو لوجود هيكل سليمان كما يدعوا ولكن حقيقة الامر لان بها ثروات معدنية كثيرة وذلك بعد رفض الحكومة البريطانية الطلب الذي تقدمت بة مجموعة ال روتشيلد مما حدي بهم إلى تدبير ما يعرف باسم مؤامرة ( النادي الزجاجي ) وهى كالاتى: 

قام مجموعة من الأثرياء اليهود من احد المهندسين تحويل قصر قديم في احد ضواحي بريطانيا إلى نادي خاص للترفية عن الجنود العائدين فى أجازات من الجبهة واستخدموا في هذا النادي زوجات وبنات أعضاء مجلس العموم البريطاني وأعطوا كل واحدة منهم رقم ثابت وطليوا منهم الترقية عن الضباط والجنود والحصول على معلومات مهمة ثم تسجيلها في سجل أطلق علية اسم ( السجل الأسود ) وقد أدى هذا إلى حصول اليهود على الكثير من أسرار جبهات القتال وأوضاع الجنود وحجم الأسلحة والقوة النيرانية وبعد قترة من الزمن رفض الكثير من الضباط الإدلاء بالمعلومات إلى جانب أنة بعد رفض اسكويب الخطاب الخاص بتوطين اليهود في فلسطين قام المسئولين عن النادي باستدعاء مجموعة من أعضاء مجلس العموم وادخلوا عليهم زوجاتهم وبناتهم مما أدى إلى استقالة حكومة اسكويب وتعين حكومة الفرسان الثلاثة وهى (لويد جورج رئيسا للوزراء وتشرشل ثم بلفور وزيرا للخارجية ) مقابل إغلاق وهدم البيت الزجاجى وللعلم الثلاثة المختارين كانوا من أعضاء المنظمة الماسونية والتي انبثق عنها المنظمة الصهيونية ومن سخريات القدر ان مسودة وعد بلفور وقعت في أمريكا وكانت عبارة عن بند واد وهو

1-توافق حكومة حاحب الجلالة (بريطانيا ) على مبدأ إعادة تأسيس فلسطين كوطن قومى لليهود 

2- تبذل الحكومة البريطانية كل الجهد فى سبيل ذلك اما بخصوص الطرق فسوف يتم مناقشة ذلك مع المنظمة الصهيونية 
 كما كان هناك شرط أخر غير مكتوب وهو اجبار الولايات المتحدة الأمريكية على دخول الحرب إلى جانب الحلفاء وهو ماحدث وأرسلت أمريكا قوات إلى فرنسا فى يوليو 1917 وأرسل روتشيلد رسالة إلى المنظمة الصهيونية من فرع نيويورك مفادها إننا ألان نستطيع أن نحصل على مساعدات من كل من بريطانيا وفرنسا وأمريكا لتوطين شعبنا فى فلسطين 
وكانت الخطوة الثانية للسيطرة على فلسطين هو تفريغ اسيا الوسطى من الأتراك وللأسف الشديد ساعدهم العرب على ذلك دون دراية أو ادراك وتم تشكيل لجنة لهذا الغرض من كل من 

1- كولونيل اورسياى هور 

2- اللورد هارليك 

3- كولونيل جيمس دى روتشيلد ( رئيس الفرع الفرنسى للعائلة فى فرنسا وعضو مجلس العموم البريطاني (1929-1945) 

4- حاييم وايزمان ( اول رئيس لإسرائيل ) والكميائى الشهير الذي اخترع الأسيتون الذى يسرع عمليات الانفجار فى الأسلحة والذخيرة 
هذه هى حقيقة وعد بلفور وحقيقة المقولة أعطى من لايملك لمن لا يستحق غير أن الأمر يختلف تماما عما يشاع فقد أجبرت انجلترا وفرنسا وأمريكا على فعل ذلك للتخلص من الضغط المالى والاخلاقى الذي تعرضوا له