الاحتلال يقصف «جباليا» بـ 24 ألف طن متفجرات.. و70% من الشهداء أطفال ونساء

فلسطيني يبكي وهو يحمل جثمان قريب له وسط قطاع غزة
فلسطيني يبكي وهو يحمل جثمان قريب له وسط قطاع غزة

دخلت محرقة قوات الاحتلال الاسرائيلي فى قطاع غزة يومها الـ 25، بشن المزيد من الغارات الهمجية مع استمرار القصف المدفعى العنيف فى مختلف المناطق بقطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 8610 أشخاص بينهم 3542 طفلا، و2187 امرأة.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إن الاحتلال ارتكب 18 مجزرة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 216 شهيدا معظمهم من النازحين إلى جنوب قطاع غزة الذى يزعم الاحتلال أنها مناطق آمنة.

وأكد ارتفاع عدد المجازر التى تعمد الاحتلال ارتكابها بحق عائلات قطاع غزة الى 926 مجزرة، وقال إن وزارة الصحة تلقت 2000 بلاغ عن مفقودين تحت الانقاض منهم 1100 طفل.

واقترفت قوات الاحتلال مجزرة صباح أمس فى مخيم الشاطئ غرب غزة، بعدما قصفت عدة منازل، مما أدى إلى عدد كبير من الشهداء والمصابين. 

ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس مجزرة جديدة لعدوانه الغاشم على القطاع بغارات شديدة على مخيم جباليا أسفرت عن تسجيل 400 شهيد وجريح فلسطيني على الأقل جراء إلقاء جيش الاحتلال ستة قنابل تزن الواحدة منها طنا من المتفجرات (ما يعنى إلقاء 6000 كيلو جرام متفجرات).

وأسفرت غارات الاحتلال عن تدمير 40 منزلا فى منطقة بلوك 6 فى مخيم جباليا، المعروف بأنه الأكثر اكتظاظا فى قطاع غزة. وقالت وزارة الداخلية فى قطاع غزة، إن غارات الاحتلال الإسرائيلى دمرت حيًا سكنيًا بالكامل وسط المخيم، فيما تبين أن أغلب الشهداء والجرحي من النساء والأطفال، وأظهرت لقطات مصورة، حجمًا مفزعًا من الدمار الذى خلفته الغارات الإسرائيلية.

كما نفذ الاحتلال قصفا مدفعيا بمحيط مستشفى غزة الأوروبي فى خان يونس. كما استهدفت الغارات مواقع قرب مستشفى الإندونيسى شمال القطاع .وأعلن الهلال الأحمر الفلسطينى أن قصفا إسرائيليا جديدا استهدف مواقع فى محيط مستشفى القدس فى شمال غزة والذى نزح اليه آلاف المدنيين للاحتماء من القصف الإسرائيلي. يأتى ذلك مع إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى جوناثان كونريكوس عن نزوح نحو 800 ألف فلسطينى عن مناطق شمال قطاع غزة، بالرغم من أن حركة حماس منعت الكثيرين من ترك المنطقة الشمالية والنزوح نحو الجنوب. من جانبه، قال رئيس المكتب الإعلامى الحكومي سلامة معروف إن الاحتلال الإسرائيلى قصف غزة بـ 24 ألف طن من المتفجرات منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر الجارى ، توازى حجم القنبلة النووية التى ألقيت على هيروشيما مرة ونصف المرة.

وقال معروف إن العالم الذى كان يتداعى أمام ضحايا الكوارث الطبيعية من الفيضانات والزلازل، يصمت اليوم أمام جرائم الاحتلال التى يرتكبها فى غزة.

وحذر من أن المستشفيات تواجه واقعاً كارثياً، ولا يكتفى الاحتلال بذلك، فيزيد من تهديده وقصفه فى محيط مستشفى القدس ويرفع وتيرة تهديداته ضد مستشفى الشفاء، تزامناً مع قصفه المستشفى التركي جنوب مدينة غزة، بالرغم من أنها تمثل مبانى محمية وفق القانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جنيف.

من جهته، قال المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، إن 70 % من الشهداء فى الأسابيع الـ3 الماضية، هم من الأطفال والنساء، وأوضح لازارينى أنه لا يوجد مكان آمن فى غزة بسبب القصف الإسرائيلي.

وكان لازارينى قد حذر خلال جلسة طارئة بمجلس الأمن من أنه إذا تفاقم هذا الانهيار فإنه «سيجعل من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل» على الأمم المتحدة مواصلة العمل فى غزة.من جانبها، أوضحت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» كاثرين راسل أن العدوان الإسرائيلى أسفر عن مقتل أكثر من 3400 طفل، وإصابة 6300 على الأقل.وخلال جلسة طارئة بمجلس الأمن، ووصف مندوب فلسطين فى الأمم المتحدة الحرب التى تشنها إسرائيل بأنها «حرب ضد أطفالنا»، قائلا «كل 5 دقائق يُقتل طفل فلسطينى فى قطاع غزة». من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وصحية مع تزايد احتياجات النازحين من شمال غزة، بعد تحذيرات متتالية من الجيش الإسرائيلى للسكان بإخلاء منازلهم. وقال مسئولون بالأمم المتحدة إن أكثر من مليون من السكان المدنيين فى غزة البالغ عددهم نحو 2٫3 مليون نسمة، أصبحوا بلا مأوى بسبب القصف الإسرائيلي.

ووصف ريك برينان مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الوضع بأنه «كارثة فوق كارثة.. فالاحتياجات الصحية تتزايد وقدرتنا على تلبيتها تتراجع بسرعة»، مكررا المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية.