شمس سيناء تشرق بالمشروعات العملاقة

أحلام أرض الفيروز تتحقق بأكثر من تريليون جنيه

المشروعات العملاقة ترسم ملامح جديدة لمستقبل أرض الفيروز
المشروعات العملاقة ترسم ملامح جديدة لمستقبل أرض الفيروز

خبراء الاقتصاد: التنمية تخدم مبادرة «الحزام والطريق» وتزيد التعاون مع دول بريكس

نواب: انتعاش اقتصادى حوّل المنطقة من بؤرة للإرهاب إلى مقصد استثمارى

كنز مصرى لم يكن مُستغلًا .. موقع خلاب وطبيعة لا تُوصف ، على أرضها اجتمعت الأديان ، ولحمايتها دفع شباب مصر دماءهم للحفاظ  عليها .. عانت كثيراً من الإهمال وحاولوا جعلها قبلة الإرهاب  لكنهم فشلوا مع قدوم الرئيس السيسى  وتبدل الإهمال باهتمام ..

ودحرت عجلة التنمية وحش الإرهاب لتنتهى العزلة ويتم ربطها بالجمهورية الجديدة ، بإنشاء ٥ أنفاق جعلت الطريق منها وإليها سهلاً بلا صعوباتٍ ، إنها سيناء أرض الفيروز درة الجمهورية الجديدة ..التى انتهت سنواتها العجاف مع الرئيس السيسى وشهدت تنمية عملاقة .. 

«الأخبار» ترصد فى هذا التحقيق آثار التنمية الإيجابية فى أرض الفيروز مع الخبراء والمتخصصين ..

إنجاز كبير حققته مصر على أرض الفيروز .. أصبحت شمس سيناء تشرق بالتنمية ، بعد أن تغيرت بفضل المشروعات القومية العملاقة التى نفذتها الدولة ، والتى وصلت  الى أكثر من 994 مشروعًا تنمويًا فى سيناء خلال السنوات الماضية، تم إنجاز القدر الأكبر منها على أرض الواقع، وأغلبها مشروعات قومية تتعلق بمشروعات البنية التحتية والمشروعات الاقتصادية والخدمية التى تشمل: الصحة والتعليم فى المقام الأول. 

إضافة إلى المشروعات الاقتصادية .. وأسهمت هذه المشروعات فى تغيير أرض الفيروز بعد سنواتٍ طويلة من التردى الواضح فى الخدمات الأساسية .. وقد تم إطلاق «مشروع تنمية سيناء» ، بحيث يسير هذا الجهد جنباً إلى جنب مع جهود مكافحة الإرهاب واستقرار الأمن فى كافة مناطق سيناء ،  حيث رصدت الدولة موازنة اقتربت خلال الربع الأخير من 2023 من التريليون جنيه.

فى البداية يؤكد اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، أن تعمير سيناء يبدأ من خلال الإنفاق التى تصل سيناء بالدلتا والعكس ..

لسهولة الوصول من وإلى سيناء ، ثم استزراع أكثر من 400 ألف فدان من خلال محطة التنقية الثلاثية الجديدة ، وهذه أكبر محطة لتنقية المياه بالعالم وتطهير بحيرة البردويل ومطار البردويل، وتطوير ميناء العريش، ليكون من أكبر موانئ البحر الأبيض المتوسط، ليدخل فى حزمة الحاويات.

وإنشاء 3 مصانع أسمنت جديدة وإنشاء مصنع الرخام وتطوير شبكة الطرق وتوطين البدو، وإنشاء المدارس الثانوية ليستفيد أبناء سيناء بها والجامعات الجديدة والمدن الجديدة شرق بورسعيد وشرق الإسماعيلية وجنوب السويس.

ويؤكد النائب  محمد عبد الرحمن راضى ، أمين سر لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب أن ما فعلته الدولة خلال تسع سنوات لم يحدث طوال الأنظمة السابقة .. ويمثل طفرة إعجاز على كافة المستويات فى سيناء ..

ويوضح أن استراتيجية وفكر الدولة تجاه سيناء تغير مع انطلاق عام ٢٠١٤  لتتبنى الدولة نهجاً جديداً للقضاء على الإرهاب .. وفى نفس الوقت يُعد نهجاً وقائياً يمنع عودة الإرهاب مرة أخري.. وهذا النهج هو التنمية المستدامة والمشروعات الاقتصادية العملاقة ..

وكان يتم هذا الاتجاه جنباً الى جنب مع جهود القوات المسلحة فى دحر الإرهاب ، ويضيف: أنه نتاج تبنى هذا الاتجاه التنموى تم فتح جامعاتٍ واستصلاح أراضٍ زراعية و تطوير  للخدمات الصحية،  ناهيك عن إقامة أنفاق لربط سيناء بباقى الجمهورية، بالإضافة الى إنشاء ميناء جاف وغيرها من المشروعات العملاقة ..

كما أشار راضى إلى أن كل هذه المشروعات أسهمت  فى تحويل سيناء من بؤرة للإرهاب إلى مدينة اقتصادية كاملة الأركان يتوافر بها  كافه المقومات من بنية تحتية لتكون سيناء درة الجمهورية الجديدة.. القاطرة التى ستسهم فى دفع دفة الاقتصاد القومي.

إنعاش سياسى واقتصادي

من جانبه يؤكد اللواء الهامى البارودى ،عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن مسيرة التنمية العملاقة التى تشهدها سيناء تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى الوعى الاستراتيجى للقيادة السياسية بقيادة الرئيس السيسى ، خاصة مع النظر لتاريخ سيناء والأزمات التى حاول البعض صنعها منها .. ويضيف: سيناء ليست عمقاً استراتيجياً لمصر فقط والتنمية فيها لا تقتصر على الشق الاقتصادى .. لكن التنمية فى سيناء لها وضع خاص فهى إنعاش سياسى واقتصادى وعسكرى ووقائى .

ويشير الى انه يُقصد بهذا أن سيناء دائماً تعد هى البوابة الشرقية التى يحاول منها كافة الطامعين إلحاق الضرر بمصر من احتلال لإرهاب وغيره .. ودائماً ما كان يسهل هذا الأمر عدم تواجد السكان والتنمية والإهمال وأنها معزولة عن مصر  .. ولكن مع التنمية والمشروعات التى تتم بها كل اليوم ، بالإضافة للأنفاق التى أنشأها الرئيس  ..

تغير كل هذا وتغلبنا على الثغرة الاستراتيجية نتاج أنها ستكون قبلة لكثيرٍ من السكان وستكون مأهولة وبيئة خصبة للنزوح السكانى بسبب التنمية العملاقة التى تتم على أرضها الآن ، ويوضح : هذا بالنسبة للعمق الاستراتيجي، أما اقتصاديا وسياسيا فإن تنمية سيناء نصر سياسى يؤكد أن مصر قهرت الإرهاب وأنها قادمة للتنمية بقوة وهذه رسالة للقوى المعادية على نجاح مصر وأنها على الطريق الصحيح ..

ومن هنا سيظهر لنا فائدة عظيمة من هذا الانتصار وهى جذب الاستثمارات نتاج الثقة فى بسط الأمان على أهم المناطق التى كان يحاول البعض منها جعلها بؤرة إرهابية ليس هذا فحسب، بل إنها أيضاً تشهد طفرة تنموية ستجعلها درة مصر وكنزها .

أما عن الفائدة الاقتصادية، فيوضح البارودي: أن الفوائد الاقتصادية من سيناء كثيرة أهمها: أنها أرض الفيروز والبيئة الخصبة للسياحة ، وعندما تصبح أكثر عماراً هذا سيفيد السياحة أكثر وأكثر ، ناهيك عن أنها أرض الخيرات وبها كثير من الكنوز ..

ومع تواجد التنمية الصناعية والاجتماعية بها وتوافر السكان والأيدى العاملة فى محيطها سيجعل الاستثمار بها أكثر يسراً ويعظم الاستفادة من كنوزها ..

ليختتم حديثه مؤكدًا أن ما يحدث فى سيناء إعجاز كنا ننتظره منذ فترة طويلة، ولكنه يتحقق الآن ليكتب لأرض الفيروز تاريخاً جديداً من النهضة والتطور بعد سنوات من المعاناة والتهميش .

قضية أمن قومي

وفى السياق ذاته .. أكد اللواء فاروق المقرحى الخبير الاستراتيجي: أن الكثير والكثير حدث فى سيناء بعد أن كانت قيد الإهمال لعقودٍ، ولم تمتد لها يد التنمية والتعمير إلا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية، فمنذ انتصار أكتوبر 1973 لم تبدأ بها أى خطوات نحو التنمية الاقتصادية والاستثمارية، حتى تبنَّت الدولة رؤية متكاملة ومتعددة الأبعاد، كونها قضية أمن قومي.

فعلى المستوى الصناعى أنشئ عدة مصانع للرخام والكوارتز والأسمنت، وعلى مستوى الزراعة فهناك ما يقرب من نصف المليون فدان تم تمهيدها للزراعة وتوصيل لهم مياه صالحة للزراعة، وتطهير بحيرة البردويل وإعادتها لحالتها الطبيعية ، وبناء القرى البدوية على أحدث النظم التى تناسب سكان سيناء الأصليين من البدو وإنشاء شبكة طرق تصل لـ 3000  كيلو متر ، وإيصال مياه معالجة من ترعة الإسماعيلية.

وإنشاء الجامعات مثل: جامعة الملك سلمان وغيرها، وإعادة رونق طابا وشرم الشيخ ودهب وجنوب سيناء عمومًا، فسيناء فى القلب والعين ومحل رعاية بشكل كامل لسيادة الرئيس، ويجب ألا ننسى أنه اصبح هناك 6 أنفاق تربط الوادى بسيناء بعيداً عن المعابر والكبارى .

ويشير الدكتور مجدى الشريف الخبير الاقتصادى الدولى ، إلى أن هناك مدرستين للتعامل مع شبه جزيرة سيناء ، المدرسة الأولى والتى تعتبر استراتيجية النظام السابق  كانت جعل سيناء منطقة معزولة ، أما المدرسة الثانية وهى التى نسير عليها منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم ، فهى تحويلها إلى منطقة حضارية استثمارية ومدن قائمة بذاتها جاذبة للاستثمارات والموارد البشرية بحيث تحقق نوعاً من الكثافة السكانية .

وأضاف خبير الاقتصاد الدولى أن السنوات العشر الماضية كانت خير دليل على تنمية سيناء  ، علاوةً على أهمية استمرار الدولة على هذا النهج ، حتى تكون سيناء مركز تجميع للوجيستيات وحركة التجارة العالمية ، فهى مليئة بالكنوز المدفونة، وتنميتها تخدم مبادرة الحزام والطريق كقاعدة لوجيستية ، كما أنها ستحول الإقليم إلى منطقة نشطة للتعاون بين دول البريكس، مؤكداً أن جميع ذلك سينعكس بالإيجاب مع الكثافة السكانية فى سيناء وتصبح متصلة بكل محافظات مصر ، مؤيداً للمدرسة الثانية التى تتبناها مصر.

تحرك دائم

ويرى د. وائل النحاس الخبير الاقتصادي: أنه مع تطوير سيناء وتنميتها ، أصبحت هناك نظرة مختلفة تماماً لسيناء وتغير الوضع هناك بشكل كبير ، وأضاف النحاس: أن سيناء تتمتع بالمعادن النفيسة والثروات الطبيعية ، بالإضافة إلى السياحة العلاجية فهى فرصة كبيرة للاستثمار ، وطالب النحاس بالمزيد من التنمية الخدمية لتنمية المجتمع السيناوى أكثر وأكثر، وذلك لزرع الانتماء فى الأجيال القادمة فى خضم حروب الجيل الرابع والخامس حتى نستخدمها حائط صد وصمام أمان.

لافتاً إلى أهمية تحقيق التمكين الاقتصادى القائم على المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى المجالات التى تمثل ميزة نسبية للمنطقة، فضلاً عن الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية ، واختتم النحاس حديثه بأهمية القرار الذى أُخذ منذ سنوات بربط سيناء بباقى الوطن ، حيث قمنا بتشييد ٤ أنفاق جديدة تعتبر شرايين للتنمية ، وذلك لأن شبه جزيرة سيناء كان يربطها بمصر نفق واحد فقط هو نفق الشهيد أحمد حمدي.

ويوضح اللواء يحيى الكدوانى ، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب: أن  هناك ارتباطاً وثيقاً بين تنمية سيناء والأمن القومى المصرى .. نظراً للموقع العبقرى لإقليم سيناء التى تقع فى قلب الأرض وتصل بين قارتى آسيا وأفريقيا وتطل على البحرين الأبيض والأحمر وتتحكم فى  قناة السويس التى تعد أهم شريان بحرى عالمى تعبره التجارة الدولية .

ويضيف: أنه برغم كل هذه الأهمية إلا أنه للأسف لم تحظَ سيناء باهتمام مناسب من الدولة بما يكفل الاستغلال الأمثل لمواردها الاقتصادية  ، أو ملء الفراغ السكانى لهذا الإقليم المهم الذى كان طوال التاريخ المصرى القديم والمعاصر باباً لجميع الغزوات التى تعرضت لها البلاد .. وترتب على إهمال تنميتها العديد من المشاكل التى تؤثر على الأمن القومى وفى مقدمتها: الإرهاب والذى قام المصريون وجيشهم العظيم بتضحيات كبيرة لفرض الاستقرار ومواجهة المخطط التآمرى الذى استهدف الاضرار بالأمن القومى المصرى .

نقلة نوعية

ويشير إلى أن كل هذا تغير  ويشهد التاريخ الآن بدور الرئيس عبد الفتاح السيسى واهتمامه بإحداث نقلة نوعية فى مشروعات تنمية سيناء فى مختلف المجالات بتكلفة قُدرت بحوالى ٦٥٠ مليار جنيه وهو رقم لم يسبق إنفاقه على سيناء طوال التاريخ السابق  عام ٢٠١٤ .

وأهم هذه المشروعات  إقامة العديد من المجتمعات العمرانية الجديدة لتوطين بدو سيناء ، واستهداف جذب السكان من الوادى والدلتا لاستيعاب ما يزيد على ثلاثة ملايين مواطن بما يقضى على الفراغ السكانى ، من خلال توفير كافة الخدمات والمقومات اللازمة لتلك التجمعات من خدمات تعليمية وصحية وسكانية واقتصادية واستثمارات زراعية وصناعية وتعدينية وسياحية  ..

الى جانب الخدمات الأمنية لخلق مناطق متكاملة ومجتمعات مكتفية ذاتياً، حيث تم النجاح فى إنشاء ما يزيد على 600 مشروع تنمية جديد وإحياء مشروع ترعة السلام  وانشاء سحارة سرابيوم لاستصلاح آلاف الأفدنة.

فضلاً عن إنشاء وتطوير ميناء العريش وشرق بور سعيد والسويس والسخنة وإنشاء جهاز تنمية سيناء وجهاز تنمية إقليم قناة السويس لجذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير ورفع كفاءة استغلال المحاجر والثروة المعدنية  ، وربط سيناء بالوادى من خلال إنشاء العديد من الطرق و الأنفاق والكبارى أسفل وأعلى قناه السويس ،وتطوير كوبرى الفردان للسكة الحديد لإعاده تشغيل القطارات لخدمة أغراض نقل الركاب والبضائع وربط سيناء بباقى البلاد وإنشاء عددٍ من الجامعات والمدارس والمستشفيات والوحدات الصحية التى تغطى جميع أنحاء سيناء والاهتمام بإنشاء العديد من الخدمات والمشروعات السياحية لتعظيم عائدات السياحة المصرية وتوفير فرص العمل ودعم الاقتصاد القومى المصرى.