فواصل

‫ الفتنة نائمة

أسامة عجاج
أسامة عجاج

شهدنا جميعا وقائع هذا (المزاد) المنصوب منذ السابع من أكتوبر ،وعنوانه (دعم إسرائيل)، زعيم أكبر دولة فى العالم يزور تل أبيب، ويحضر اجتماع مجلس  وزراء الحرب لدولة أخري، ويأمر  بتحريك أساطيل، ومشاركة عناصر من قواته فى التنفيذ والتخطيط،  رئيس وزراء بريطانيا يستقل طائرة عسكرية محملة بالمساعدات إليها ، ولكن الأخطر من كل ذلك تلك المبادرة التى طرحها الرئيس ماكرون، بتشكيل تحالف دولى ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، على غرار تجربة  تنظيم داعش ،والمقترح يمثل تطرفا غير مسبوق، وتصعيدا غير مقبول للصراع فى المنطقة، وانتقالا لظاهرة (الاسلاموفوبيا)  من الأشخاص إلى الدول وقيادتها ،وحسنا مافعلته جهات عديدة عربية وأوروبية بعدم تبنيه ، حيث تجاهل ماكرون البون الشاسع بين النموذجين، داعش بكل مايحيط بها من شبهات فى ظهورها المريب، كتنظيم عابر للدول، لا نعرف حتى اليوم كيف تم تجميع عناصره من شتات الأرض ؟ وكيف وصلوا إلى مسرح العمليات ؟ وظهوره عام ٢٠٠٦ فى ظل حالة الفوضي، التى اجتاحت العراق بعد الغزو الأمريكى لبغداد، وقدرته على السيطرة بعد ذلك على ثلث مساحة العراق وسوريا، حتى تم تشكيل تحالف دولى ضم ٧٩ دولة فى عام ٢٠١٤  ،بينما حركات المقاومة الفلسطينية ليس لها هدف سوى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الجاثم على صدور الشعب الفلسطينى منذ ٧٥ عاما ،عملياتها محصورة فى الداخل الفلسطيني، وتمارس عملها تحت مظلة القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات لاهاي، وقرارات المنظمة الدولية وأهمها القرار ٢٦٤٩ لعام ١٩٧٠ ،الذى يؤكد على حق الشعوب فى نضالها، ويبدو الرئيس الفرنسى كان متحمسا أكثر من اللازم، فلم يتوقف ليدرس ماهى الدول التى ستنضم الى هكذا تحالف؟، وأحيله الى الفشل الذريع، الذى كان من نصيب كندا، فى اجتماعات الأمم المتحدة ، أثناء مناقشة القرار الأخير ، عندما طالبت بإضافة نص يتضمن ليس اعتبار حماس جماعة إرهابية، ولكن - فقط - اتهامها رسميا باستخدام الوحشية المتعمدة،  فى هجماتها على اسرائيل، فواجه بسخرية من الوفود، ووصفوه بأنه أحادى الجانب وغير عادل ، للأسف الشديد قادة العالم غاب عنهم أن استقرار المنطقة ، مرتبط بحل القضية الفلسطينية .