أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: جاهزون

عصام السباعي
عصام السباعي

تستحق الدبلوماسية المصرية التحية، على ذلك الأداء المتميز، الذي نتابعه فيما يتعلق بالمأساة الإنسانية في قطاع غزة في مواجهة احتلال فاجر مدعوم لأسباب مختلفة بالعديد من الدول الكبري وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وهى مواقف ناهيك عن كونها وصمة عار في تاريخ الإنسانية وتاريخ تلك الدول، فهي أيضا تعرقل جهود إدخال مواد ومستلزمات الإغاثة الإنسانية إلى مئات الألوف من أهل القطاع المحبوسين في فرن من نار، يتعرضون لأبشع وأخس وأفظع أنواع القصف، فضلا عن عملية تجويع، وإبادة بلا تمييز بين المدنيين عن غيرهم، ولا احترام للموظفين الدوليين التابعين للأمم المتحدة، فهؤلاء الجبناء لا تهمهم الروح الإنسانية أصلا، فهم يزهقونها بدم بارد وبدعم غريب من عواصم العالم الغربي، والعجيب أن ذلك الاحتلال الملعون يقلب الأوضاع، والمثال الواضح على ذلك، ظهر في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على لسان «قردان» مندوب إسرائيل، الذي كان يشكو من الوحشية، وجيش بلاده يرتكب جرائم الحرب ضد شعب محتل أعزل، يسجنه ويمنع عنه الاحتياجات الأساسية للحياة، ويقصف البشر والحجر بوحشية طوال الليل والنهار، ويصف حماس بأنها داعش، فيما يتجاهل أن إسرائيل دولة دينية عنصرية استيطانية ألعن وأحقر من داعش، يزعم أن المقاومة تريد تدمير إسرائل بالكامل، فيما يغيرون من معالم قطاع غزة بالقنابل والصواريخ كما سبق وغيروا ملامح وعناوين الجغرافيا والديموجرافيا في كل الأراضي المحتلة  .

ولا أستطيع وصف المشهد سوي بأنه نوع من الجنون في المواقف والارتباطات والمصالح، تابعنا فيها على مدار الأيام ردود فعل أكثر من مجنونة لجيش إسرائيل بعد أن تلقي صفعة مدوية تابعها كل العالم بالصوت والصورة، وبدلا من محاسبة الحكومة وقادة الجيش الإسرائيلي على زلاتهم الشديدة، فتحوا الطريق أمامهم لارتكاب ما شاءوا من جرائم الحرب لا لشيء سوي حفظ كرامتهم التي لن تعود حتما، بعد أن أصبحت في ذمة التاريخ .

وفي هذا السياق كانت للدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أســاسيات وأولويات، ظهرت في كل المواقف، وتم تأكيدها بصفة شبه يومية، وكان أول مرتكزاتها أنه لا تهاون عند تجاوز الخط الأحمر للأمن القومي المصري، ورفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، والالتزام بالسلام كمنطلق لحل القضية على أساس الدولتين، أما الأولويات فقد كانت من أجل تطبيق القانون الدولي الإنساني، ووقف القصف الوحشي للمدنيين، وإدخال مواد الإغاثة، وفي ذلك السياق كثفت مصر اتصالاتها مع كافة الدول والأطراف المعنية الإقليمية والدولية، لإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية لقطاع «غزة»، والسعي حثيثا من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، ويأتي ذلك في ضوء رسائل مباشرة خرجت من القاهرة على أعلى مستوى، كان آخرها في الملتقى والمعرض الدولى للصناعة، وقبلها في تفتيش الفرقة الرابعة بالجيش الثالث الميداني، حيث كان العنوان الرئيسي عبارة عن كلمة واحدة هي «جاهزون».. جاهزون لطي الأرض من أجل حماية الأمن القومي المصري وتنفيذ التعليمات، وهكذا كان لسان حال الشعب وجيشه الأبي العظيم، فقد أظهر التفتيش بالفعل مدي الجاهزية، وقوة وتنوع وكفاءة التسليح، وكانت الإشارة المهمة التي ركز عليها الرئيس السيسي، وملخصها أن الجيش المصري جيش رشيد، لا يبدأ بالعدوان، لكنه جاهز لأي ظرف، وجاءت أيضا النصيحة: «اتساع نطاق الصراع فى غزة ليس فى مصلحة المنطقة»، إضافة إلى تأكيده أحد البنود المهمة للشرف العسكري المصري في قوله: «إن سياسة مصر لا تقوم على الغدر أو الخسة أو التآمر، ولا تحركها المصالح، بل هدفها البناء والتعمير».

يبقى الأمر المهم وربما الأهم الذي شدد عليه الرئيس السيسي، وهو أن الدولة المصرية قادرة على حماية مصالحها بفضل الله وبفضل شعبها وشبابها وجيشها ووعيهم .. الوعي بطبيعة الموقف وخطورة التحديات الإقليمية والدولية، وتفهم المصالح الوطنية، والثقة في أنه طالما الشعب والحكومة والجيش على قلب رجل واحد، فسوف نتجاوز التحديات مهما كانت.
ودائما ودوما وأبدا.. تحيا مصر .

◄ بوكس

المصانع المصرية قادرة على توفير البيجامات الكستور، في أي وقت، وبأي كمية !