الغربية - محمد عوف
شهدت قرية شبراطو التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، جريمة قتل بشعة، حينما أقدم شاب على طعن والد زوجته بسكين بمساعدة زوجته الجديدة بسبب خلافات أسرية بينهما، وذلك أثناء جلسة عرفية لمحاولة الصلح بينهما، وخيم الحزن على أرجاء القرية حزنًا على مقتل المجني عليه.
تبدأ تفاصيل الواقعة منذ سنوات حينما بدأت الخلافات تدب بين الزوجين "أ" و"س"، ووصلت إلى طريق مسدود لكن كثيرًا ما حاول الأهل والأقارب التدخل لحل المشكلات بينهما خاصة مع وجود طفلة صغيرة ونشبت خلافات كثيرة فاضطرت الزوجة على إثر تلك الخلافات لحمل حقيبتها وطفلتها وترك منزل زوجها بقرية الشين مركز قطور والذهاب إلى منزل أسرتها، وبقيت به لعدة أيام قبل أن يحاول الزوج إرجاع زوجته إلى منزله ولكنها رفضت ولجأت للمحكمة لتطليقها للضرر وحاول الزوج إدخال العديد من الحكماء للتوسط لديها ومحاولة إقناعها بالعودة لكن بلا جدوى, وأصرت الزوجة على عدم العودة لعدم شعورها طيلة حياتها معه بالأمان.
ذات يوم كان يسير والد الزوجة في الطريق لشراء بعض متطلبات المنزل والتقى بالصدفة مع زوجها الذي عاتبه على قيام ابنته برفع دعوى بالمحكمة للطلاق ليرد عليه والدها معاتبًا إياه على ما يفعله وعدم رغبة ابنته في العودة مرة اخرى لعدم شعورها معه بالأمان وأنه دائم التعدي عليها ويبخل في المصاريف وحتى في المشاعر تجاهها، واحتدم الحوار بينهما حتى اعتدى الزوج الشاب على حماه بلا مراعاة للسن أو كونه والد زوجته، وتدخل بعض الجيران للفصل بينهما وانصرف الطرفان.
اقترح بعض الوسطاء عقد جلسة عرفية بين الطرفين على أمل الصلح بينهما ومحو ما حدث وأن يقنعوها بالعودة إليه وأن يلتزم بحسن معاملتها، حضرها عدد من الأقارب والجيران من كبار رجال القرية الذين يصلحون بين الناس خلال ما يعرف بالجلسات العرفية، وأثناء جلسة الصلح قص كل طرف الحكاية من وجهة نظره، ليحتدم النقاش بينهما بعد إصرار كل طرف على أنه على حق، وتعالت الأصوات أثناء النقاش الذي احتدم بين والد الزوجة وزوجها، وتتحول الجلسة بين الطرفين إلى مشاجرة وحالة من الفوضى بسبب تعالي الأصوات وتعدي كل طرف على الآخر بالألفاظ ليقوم الزوج بالمبادرة بالتعدي على والد زوجته بسكين كان بحوزته بشكل مباغت وسدد له عدة طعنات، ليسقط المجني عليه على الأرض وسط بركة من الدماء وذهول الجميع.
تتعالى الصرخات بين الحاضرين الذين فزعوا من هول المشهد وأسرعوا من أجل إنقاذ المجني عليه لكن دون جدوى فقد وصلت الطعنات التي سددها الجاني للمجني عليه إلى أماكن خطرة في الرقبة والصدر، وتم الاتصال بالإسعاف من أجل إنقاذه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وتلقى اللواء خالد عبد السلام مدير أمن الغربية، إخطارًا من مستشفى بسيون المركزي، بوصول المواطن مد.م، 50 سنة من قرية شبراطو مركز بسيون، جثة هامدة ، إثر إصابته بطعنات نافذة بالرقبة والصدر، وعلى الفور انتقل العميد أحمد الخولى مأمور مركز بسيون، والرائد أحمد عوض رئيس المباحث، والنقيب كريم نافع معاون المباحث، لمكان الواقعة للمعاينة و كشفت التحريات أن زوج ابنة القتيل والذي يعيش بقرية الشين مركز قطور، وراء ارتكاب الواقعة بسبب خلافات أسرية وتم ضبطه، وحُرر محضر بالواقعة، وأحيل المتهم للنيابة العامة للتحقيق، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى بسيون المركزى تحت تصرف النيابة التي طلبت عرضها على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وبمواجهة المتهم بما ورد في التحريات اعترف بارتكاب الواقعة للخلافات المشار إليها.
انتقلت "أخبار الحوادث" إلى منزل المجني عليه، والتقينا مع أسرته وقال ا.م، نجل المجني عليه، إن المتهم كان دائم الشجار مع زوجته والاعتداء عليها وأنها سبق أن تركت المنزل أكثر من مرة بسبب سوء معاملته لها وكانت تعود على أمل أن ينصلح حاله لكنه لم يتغير، وفي يوم الحادث كان المجني عليه خارجًا من البيت لشراء بعض الطلبات، وقابل بالصدفة المتهم ودار بينهما حوار وعاتب المتهم حماه على لجوء ابنته للمحكمة ونشبت بينهما مشاجرة في أحد شوارع مدينة بسيون بالغربية، وتدخل بعض الحاضرين لفض المشاجرة وتم تحديد موعد لعقد جلسة عرفية لإنهاء هذه الخلافات والتي تحولت إلى مشاجرة واستغل المتهم الفرصة واستل سكينًا كان بحوزته وطعن بها والدي .
يضيف نجل المجني عليه، شقيقتي تركت المنزل منذ فترة ولجأت للمحكمة ورفعت دعوى للطلاق للضرر مطالبة بالحصول على حقوقها الشرعية وحق ابنتها في النفقة، مشيرًا أن والده كان دائم الخلاف مع زوج ابنته وزوجته الجديدة، ويتلقى تهديدات بالقتل منهما، ضغطًا على الأسرة للتنازل عن الدعاوى القضائية وعودتها إليه.
اقرأ أيضا : بسبب الغيرة .. مقتل ربة منزل بحقنة هيروين على يد «ضرتها»