مقتل صاحبة البيت .. ربة منزل وشقيقها قتلاها خنقا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

‭ ‬بسمة‭ ‬وشقيقها‭ ‬من‭ ‬الأم‭ ‬اجتمعت‭ ‬قلوبهما‭ ‬على‭ ‬الشر،‭ ‬وحتى‭ ‬يحققان‭ ‬أطماعهما،‭ ‬قررا‭ ‬قتل‭ ‬صاحبة‭ ‬المنزل‭ ‬الذي‭ ‬يسكنان‭ ‬فيه،‭ ‬استغلا‭ ‬إقامتها‭ ‬بمفردها‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مخططهما‭ ‬بقتلها‭ ‬وسرقتها‭.‬

والمثير‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬انهما‭ ‬حاولا‭ ‬قتلها‭ ‬بالسم‭ ‬وعندما‭ ‬فشلا،‭ ‬عادا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مخططهما‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بخنقها‭ ‬وإلقاء‭ ‬جثتها‭ ‬في‭ ‬الترعة‭ ‬بالغربية‭.‬

‭ ‬ولأن‭ ‬صاحبة‭ ‬العقار‭ ‬تعيش‭ ‬وحدها‭ ‬ظنا‭ ‬أن‭ ‬جريمتهما‭ ‬لن‭ ‬يكشفها‭ ‬أحد،‭ ‬لكن‭ ‬جريمتهما‭ ‬كشفها‭ ‬رجال‭ ‬المباحث‭ ‬وتم‭ ‬تقديمهما‭ ‬للعدالة‭ ‬والتى‭ ‬أصدرت‭ ‬قرارها‭ ‬بإحالة‭ ‬أوراقهما‭ ‬لفضيلة‭ ‬المفتى‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬ترويها‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬‮«‬

في‭ ‬مركز‭ ‬بسيون‭ ‬بالغربية‭ ‬تعيش‭ ‬الحاجة‭ ‬سعاد‭ ‬وحيدة‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬زوجها‭ ‬وسفر‭ ‬ابنها‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬محبوبة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬اهل‭ ‬المنطقة‭ ‬وكذلك‭ ‬جيرانها‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬فهي‭ ‬طيبة‭ ‬القلب‭ ‬وتحب‭ ‬الخير‭ ‬للجميع،‭ ‬تساعد‭ ‬المحتاج‭ ‬ولا‭ ‬تبخل‭ ‬بمال‭ ‬او‭ ‬نصيحة‭ ‬على‭ ‬احد،‭ ‬فجميع‭ ‬جيرانها‭ ‬واهل‭ ‬منطقتها‭ ‬يزورونها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬للاطمئنان‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬صحتها‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬مساعدتها‭ ‬بإرسال‭ ‬الطعام‭ ‬لها‭ ‬وكذلك‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتها‭ ‬المنزلية

في‭ ‬نفس‭ ‬المنزل‭ ‬تسكن‭ ‬بسمة‭ ‬وشقيقها‭ ‬من‭ ‬الأم‭ ‬والذى‭ ‬يعمل‭ ‬سباكا،‭ ‬كان‭ ‬يشعران‭ ‬دائما‭ ‬بأنهما‭ ‬يستحقان‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬التى‭ ‬يعيشانها،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬شقيق‭ ‬بسمة‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬شريفة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المخدرات‭ ‬وجلسات‭ ‬المزاج‭ ‬مع‭ ‬صديقه‭ ‬جعلته‭ ‬ناقما‭ ‬على‭ ‬عمله‭ ‬وحياته،‭ ‬وبدأ‭ ‬الاثنان‭ ‬يفكران‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة‭ ‬تكون،‭  ‬لكنهما‭ ‬وجدا‭ ‬الطرق‭ ‬الحلال‭ ‬ستكلفهما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الحظة‭ ‬بدأ‭ ‬الاثنان‭ ‬يتجهان‭ ‬بتفكيرهما‭ ‬الى‭ ‬الحاجة‭ ‬سعاد‭ ‬صاحب‭ ‬المنزل‭ ‬الذي‭ ‬يعيشان‭ ‬فيه،‭ ‬فهي‭ ‬سيدة‭ ‬مسنة‭ ‬وتعيش‭ ‬وحدها‭ ‬ومعها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬والمصوغات،‭ ‬وبدأت‭ ‬بسمة‭ ‬تخطط‭ ‬مع‭ ‬شقيقها‭ ‬لسرقتها‭ ‬لكنهما‭ ‬واجها‭ ‬مشكلة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬سعاد‭ ‬بابها‭ ‬مفتوح‭ ‬طول‭ ‬الوقت‭ ‬والجيران‭ ‬في‭ ‬زيارتها‭ ‬بصفة‭ ‬مستمرة‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬اكتشاف‭ ‬جريمتهما‭.‬

ليكون‭ ‬قرارهما‭ ‬قتلها‭ ‬وسرقتها،‭ ‬وكانت‭ ‬خطتهما‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬طحن‭ ‬حبوب‭ ‬الغلال‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬طبق‭ ‬حلوى‭ ‬وإرساله‭ ‬لها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬نفذت‭ ‬بسمة‭ ‬ما‭ ‬خططت‭ ‬وصنعت‭ ‬طبق‭ ‬الحلوى،‭ ‬ودست‭ ‬فيه‭ ‬حبوب‭ ‬الغلال‭ ‬المطحونة،‭ ‬وذهبت‭ ‬لتقديمه‭ ‬للحاجة‭ ‬سعاد،‭ ‬وانتظرت‭ ‬داخل‭ ‬شقتها‭ ‬موت‭ ‬السيدة‭ ‬العجوز،‭ ‬لكنها‭ ‬فوجئت‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثالى‭ ‬بالحاجة‭ ‬سعاد‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬حال‭ ‬وهي‭ ‬تقول‭ ‬لها‭ ‬انها‭ ‬شعرت‭ ‬بطعم‭ ‬غريب‭ ‬في‭ ‬طبق‭ ‬الحلوى‭ ‬فألقته‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬المهملات

لتبدأ‭ ‬بسمة‭ ‬وشقيقها‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬خطة‭ ‬أخرى‭ ‬لقتل‭ ‬الحاجة‭ ‬سعاد،‭ ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬ذهبت‭ ‬بسمة‭ ‬اليها‭ ‬تتودد‭ ‬اليها‭ ‬وتطلب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تزورهما‭ ‬لتناول‭ ‬الغداء‭ ‬معهما‭ ‬ولأنها‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬جيدا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬تجمع‭ ‬الإيجار‭ ‬،‭ ‬وافقت‭ ‬الحاجة‭ ‬سعاد‭ ‬وذهبت‭ ‬اليهما‭ ‬وأثناء‭ ‬جلوسها‭ ‬معهما‭ ‬قام‭ ‬شقيقها‭ ‬بشل‭ ‬حركتها‭ ‬وكتما‭ ‬الاثنان‭ ‬انفاسها،‭ ‬ثم‭ ‬حملا‭ ‬جثتها‭ ‬ليلا‭ ‬وألقياها‭ ‬في‭ ‬ترعة‭ ‬مياه‭ ‬ببسيون،‭ ‬بعد‭ ‬سرقة‭ ‬ما‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬أموال‭.‬

وظن‭ ‬الاثنان‭ ‬انه‭ ‬لن‭ ‬يشعر‭ ‬احد‭ ‬بغياب‭ ‬الحاجة‭ ‬سعاد‭ ‬وستموت‭ ‬جريمتهما‭ ‬بوفاتها،‭ ‬لكن‭ ‬احد‭ ‬الجيران‭ ‬شعر‭ ‬بغيابها‭ ‬وذهب‭ ‬لها‭ ‬ليجد‭ ‬شقتها‭ ‬مغلقة‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬العادةـ،‭ ‬ليتصل‭ ‬بابنها‭ ‬ويخبره‭ ‬والذى‭ ‬أكد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬والدته‭ ‬لم‭ ‬تتصل‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬ليطلب‭ ‬منه‭ ‬تحرير‭ ‬محضر‭ ‬بغيابها‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬التوقيت‭ ‬عثر‭ ‬أحد‭ ‬الأهالى‭ ‬على‭ ‬جثتها‭ ‬بالترعة‭ ‬وبفحص‭ ‬بلاغات‭ ‬الغياب‭ ‬تم‭ ‬مطابقة‭ ‬اوصاف‭ ‬الجثة‭ ‬بأوصاف‭ ‬بلاغ‭ ‬الحاجة‭ ‬سعاد‭.‬

ليتم‭ ‬تحرير‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة‭ ‬لتتوصل‭ ‬تحريات‭ ‬المباحث‭ ‬بعد‭ ‬سماع‭ ‬الشهود‭ ‬وتفريغ‭ ‬الكاميرات‭ ‬أن‭ ‬وراء‭ ‬الجريمة‭ ‬هي‭ ‬بسمة‭ ‬وشقيقها‭ ‬وبالقبض‭ ‬عليهما‭ ‬حاولا‭ ‬انكار‭ ‬جريمتهما‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬مواجهتهما‭ ‬بالشهود‭ ‬وما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬تحريات‭ ‬المباحث‭ ‬اعترفا‭ ‬بالواقعة‭ ‬ليتم‭ ‬إحالتهما‭ ‬الى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬والتى‭ ‬قررت‭ ‬حبسهما‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إحالتهما‭ ‬الى‭ ‬محكمة‭ ‬جنايات‭ ‬طنطا‭  ‬برئاسة‭ ‬المستشار‭ ‬على‭ ‬حسين‭ ‬البحيري‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬جنايات‭ ‬طنطا‭ ‬بمحافظة‭ ‬الغربية‭ ‬والتى‭ ‬أصدرت‭ ‬قرارها‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬رقم‭ ‬1459‭ ‬لسنه‭ ‬2020‭ ‬كلي‭ ‬غرب‭ ‬طنطا‭ ‬بإحالة‭ ‬اوراق‭ ‬بسمة‭ ‬وشقيقها‭ ‬الى‭ ‬فضيلة‭ ‬المفتى‭ ‬بعد‭ ‬أخذ‭ ‬رأيه‭ ‬الشرعى‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬إعدامهما‭ ‬بعد‭ ‬اتهامهما‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬الإحالة‭ ‬بأنهما‭ ‬بيتا‭ ‬النية‭ ‬وعقد‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬المجنى‭ ‬عليها‭ ‬وأعدا‭ ‬لذلك‭ ‬الغرض‭ ‬فوطه‭ ‬واستدرجا‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬لمسكن‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى،‭ ‬وقام‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بشل‭ ‬حركتها‭ ‬ومقاومتها‭ ‬و‭ ‬كتما‭ ‬أنفاسها‭ ‬قاصدين‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬إزهاق‭ ‬روحها‭ ‬فأحدثا‭ ‬بها‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بتقرير‭ ‬الصفة‭ ‬التشريحية‭ ‬ثم‭ ‬اصطحبا‭ ‬جثتها‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬غير‭ ‬مأهول‭ ‬بالسكان‭ ‬ثم‭ ‬ألقياها‭ ‬في‭ ‬ترعة‭ ‬مياه‭ ‬التنظيم‭ ‬بدائرة‭ ‬مركز‭ ‬بسيون‭.‬

وأفادت‭ ‬التحقيقات‭ ‬اقتران‭ ‬تلك‭ ‬الجناية‭ ‬بجناية‭ ‬أخري‭ ‬سبقتها‭ ‬انه‭ ‬بذات‭ ‬المكان‭ ‬شرعا‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بأن‭ ‬احضرا‭ ‬مادة‭ ‬سامة‭ ‬‮«‬‭ ‬قرص‭ ‬حفظ‭ ‬الغله‭ ‬‮«‬‭ ‬وطحناها‭ ‬ودساها‭ ‬لها‭ ‬داخل‭ ‬قطعة‭ ‬جاتوه‭ ‬وقدماها‭ ‬لها‭ ‬قاصدين‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬قتلها‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬خابت‭ ‬فعلتهما‭ ‬لسبب‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬إرادتهما‭ ‬وهي‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتناول‭ ‬القطعة‭ ‬كاملة‭ ‬لشعورها‭ ‬بمرارتها‭  ‬كما‭ ‬اقترنت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬بجريمة‭ ‬اخرى‭ ‬وهي‭ ‬سرقة‭ ‬المبلغ‭ ‬المالي‭ ‬الخاص‭ ‬بالمجني‭ ‬عليها‭.‬

اقرأ أيضا : عامل أحذية يقتل حلاقا لتعديه على أشقائه بالوراق


 

;