سيدات صعيد مصر دائما ما يضربن المثل فى النجاح والتفوق، وقادرات على تحقيق أحلامهن، فعلى الرغم من صعوبة المجال الذى اختارته لكنها صممت أن تكون قادرة على صعابه وعقباته وتصبح قدوة لمن حولها والجميع يتعلم منها وتحت إشرافها، إنها هالة محمد امام محمد طاهر، أستاذ مساعد بجامعة نجران بالمملكة العربية السعودية، حيث حصلت على الماجستير فى القانون العام والعلوم الإدارية، بعمر اثنين وعشرين عاما إلا انها سجلت الدكتوراه بتخصص القانون الجنائي، وكانت أول سيدة تحصل على الدكتوراه فى القانون الجنائى بصعيد مصر بموضوع الجوانب الإجرائية والموضوعية للمسؤولية الجنائية للطفل، وخبيرة فى قضايا المرأة معتمدة من الاتحاد الافروآسيوى للقانون الدولى وفض المنازعات، خبيرة معتمدة بالمنصة الرقمية لخبراء المسئولية المجتمعية بالدول العربية.
تحكى هالة رحلتها مع القانون قائلة: «فى البداية كنت علمى بالثانوية العامة و تطلعت لدخول كلية الهندسة ولكن لم يشأ القدر بذلك و لكن كثيرا ما يكون اختيارات القدر أجمل بكثير من اختياراتنا، حيث التحقت بكلية الحقوق ومن أول يوم دراسى كانت محاضرة عن القانون الجنائى والذى كان شغفى الوحيد بعد ذلك تخرجت بعمر ٢٠ سنة وحصلت على الماجستير بعمر ٢٢ سنة بعدها، سعيت لتحقيق حلمى بالتسجيل بالدكتوراه بتخصص القانون الجنائى وكونى من شمال صعيد مصر لم يتقبل الأهل الفكرة فى البداية وقالوا: ان التخصص للذكور أكثر من النساء لأنهم يلتحقون بالنيابة العامة ، حيث لم يكن متاحا تقدم النساء للنيابة العامة، ولكن شغفى وحبى للتخصص كان دافعا لى لذلك سجلت الدكتوراه تخصص القانون الجنائي ووجدت مساندة ودعما كبيرا من والدتى ووالدى وبدعمهم أنجزت دراستى وأصبحت أول فتاة تحصل على الدكتوراه فى صعيد مصر.
ثم تزوجت وسافرت للمملكة بجانب زوجى الذى يعمل بالخارج بجنوب المملكة بنجران وقدمت بالعمل بجامعة نجران وبالفعل تم تعاقدى وشغلت كثيرا من المهام التى أصقلت من خبرتى وبدأت بتطوير ذاتى بشكل مستمر، وبالطبع لكل عمل يوجد عقبات له فقد واجهت كلام بعض المحيطين من العمل أو الأصدقاء بانتقاد التخصص ورفضهم له كان إحدى الصعوبات لكن شغفي بالقانون الجنائى كان دافعا لى للتغلب على كل الصعوبات».
وأنهت حديثها بتشجيع الفتيات على تعلم القانون قائلة: «أوجه كلماتي لكل فتاة ترغب بدراسة القانون لابد أن تعلمي أنك بدراسة القانون سيكون لك دور مهم للغاية في تحقيق مصالح الناس وخدمة المجتمع وتوعية الجميع بحقوقهم وواجباتهم، واعلمي أن تخصص القانون هو أحد التخصصات المهمة والمرغوبة في كل أنحاء العالم، وذلك بسبب حاجة المجتمع إلى قوانين وقواعد لتنظيم علاقات الأفراد والجماعات ببعض، فيعد القانون من حاجات المجتمع الضرورية لاستمراره وبتخصصك بالقانون يفتح لك مجالا بالعمل في العديد من المجالات الخاصة بالقانون والحقوق، بما فى ذلك المحاماة، والاستشارات القانونية».
