رأى

مقاطعة «بجد»

مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل

كالمتبع سألت أحفادى عما يجب أن أجهزه لهم من حلوى ومقرمشات انتظارا لزيارتهم الأسبوعية  لنا.. فكانت الإجابة «أى حاجة إلا الممنوعات من منتجات الشركات التى تدعم إسرائيل» ولما كنت أعرف مدى ولع الأطفال بتلك المنتجات سألت ابنتى عما فعلت حتى تغير ما بأنفسهم  قالت بكل بساطة عرضت عليهم صور جثث أطفال غزة وجثامين الشهداء تحت الأنقاض والبيوت المدمرة والأرض المحروقة ومشاهد الجوع والعطش وآلام الجرحى مع نقص العلاج وكان هذا كفيلا وكافيا كى يغيروا سلوكياتهم  ويعلموا أن كل جنيه يدفع فى شراء تلك المنتجات يتحول إلى رصاصة يقتل بها طفل أو مواطن فلسطينى إضافة إلى أنها أصبحت دعوة عامة بين أطفال وتلاميذ المدارس يشجع بعضهم البعض عليها كما انتشرت فى بعض الدول العربية تحت شعار «هل قتلت اليوم فلسطينى» يقصد طبعا بشراء أى منتج يدعم المعتدى. 

والحمد لله أن انتشرت تلك الدعوة على جروبات الأمهات ومواقع التواصل الاجتماعى وقد شملت أيضا ربات البيوت حيث بدأن فى استبدال المنتجات إياها بالمنتج المصرى وقد ساعدهن على ذلك ما تم نشره من بدائل محلية يمكن من خلالها الاستغناء عما غيرها من منتجات وهو ما يشى  بأن المقاطعة تلك المرة ستكون مقاطعة جدية لا مجرد كلام وهى ولا شك ضربة موجعة للغرب الذى يدعم المعتدى الإسرائيلى بكل قوته ولا شيء أكثر تأثيرا على أى قرار من الدولار وخسائر الاقتصاد. 

وهى بالمناسبة فرصة للمنتج المصرى كى يطور نفسه ويكون منافسا حقيقيا للمنتج الأجنبى ويكف يدنا عن المستورد ونحن فى هذه الظروف الاقتصادية الراهنة مع نقص العملة.. ونظرة إلى الماضى غير البعيد نجد أنه خلال الصراع المصرى الإسرائيلى فى ستينيات القرن الماضى انغلقت مصر على نفسها و اعتمدت على ما تنتجه محليا ومنعت أى استيراد من الخارج ولم يمت المصريون لأنهم لم يأكلوا الشيبسى ولا البيبسى ولا التفاح الأمريكانى.