قصة شاب مغربي يحلم بالفنون القتالية الصينية

صورة للشاب المغربي
صورة للشاب المغربي

على خلفية التبادلات الودية بين الصين والدول العربية، يختار مزيد من العرب المجيء إلى الصين للدراسة والعمل.  يحملون تطلعاتهم للثقافة الصينية، يشرعون في رحلة فريدة لاستكشاف الصين، البلد الشرقي الغامض، ويكتبون قصصهم الخاصة مثل قصة عبد العزيز العروسي، شاب مغربي يسعى لتعلم الفنون القتالية في الصين.

باعتبارها ثقافة تقليدية تتمتع بتاريخ طويل، تجذب فنون الدفاع عن النفس الصينية عشاق الفنون القتالية من شتى أنحاء العالم بسحرها الفريد يأتي المزيد من الأجانب من بعيد لكشف أسرار فنون القتال الصينية، ومنهم عبد العزيز العروسي من المغرب.

في الساعة الثامنة من كل صباح، يظهر عبد العزيز العروسي في الوقت المحدد في صالة الألعاب الرياضية للفنون القتالية بجامعة بكين الرياضية لبدء التدريبات عبد العزيز العروسي البالغ من العمر 28 عامًا هو الآن طالب دولي في معهد فنون القتال الصينية بجامعة بكين الرياضية  مرت 8 سنوات منذ أن بدأ تعلم فنون القتال، لم يتلاش حبه لفنون القتال. مثل معظم الأجانب، بدأ "حلم فنون القتال الصينية" مع مشاهدته لـ "أفلام كونغ فو الصينية".

 

وقال عبد العزيز العروسي، "أعجبت برياضة الكونغ فو منذ الصغر مثل باقي الاجانب منذ الصغر كما نحاول مشاهدة أفلام متنوعة خصوصا افلام الأكشن وقد شاهدنا بعض الافلام الأكشن والتي كان من بينها افلام بروس لي ومنذ ذلك الوقت ونحن معجبون بالأفلام القتالية الصينية."

في السنة الثالثة من المدرسة الثانوية، بدأ عبد العزيز العروسي في تعلم فنون القتال الصينية في صالة رياضية محلية لفنون القتال في المغرب. لكن التعليم المحلي كان مختلفًا تمامًا عن الكونغ فو الذي شاهده في الأفلام، فلم يكن أمامه أي خيار سوى البدء في البحث عن مقاطع فيديو تعليمية للكونغ فو الصينية على الإنترنت لمشاهدتها وتعلمها.

ووفقا لتقرير "CGTN" العربية فإن معظم مقاطع الفيديو تلك كانت باللغة الصينية، ولم يستطع عبد العزيز العروسي فهمها  من أجل تعلم فنون القتال الصينية بشكل أفضل، علق عبد العزيز العروسي دراساته في الفنون القتالية في المغرب وبدأ في تعلم اللغة الصينية في معهد كونفوشيوس هناك.

وبعد ثلاث سنوات من دراسة اللغة الصينية، في عام 2018، تقدم عبد العزيز العروسي بطلب للسفر إلى الصين في دورة لتعلم اللغة الصينية. منذ اللحظة التي وطأت فيها قدمه الصين، اشتعل في قلبه مرة أخرى "حلم الكونغ فو الصيني".

بعد عام، التحق بمعهد فنون القتال الصينية بجامعة بكين الرياضية لدراسة الكونغ فو والرياضات الوطنية التقليدية، مصممًا على تحويل اهتمامه بالكونغ فو الصيني إلى تخصصه وبعد تلقي تعليم متخصص، أصبح لدى عبد العزيز العروسي فهم أعمق تجاه فنون القتال.


ووفقا لتقرير "CGTN" العربيةتعتبر فنون القتال الصينية واحدة من أقدم فنون القتال وأكثرها تمثيلا في العالم. إنها ليست رياضة فحسب، بل هي فن شامل أيضا فإذا كنت تريد أن تتعلم فنون القتال بعمق، يجب ألا تتقن الحركات فقط، بل ينبغي لك إدراك الفلسفة الكامنة وراءها أيضا.

فمعظم الطلاب الذي يدرسون معي هم صينيون ودرسوا وتتدرب منذ الصغر، فهم يتقنون هذه الأساليب، وكل وهو قال، "طالب يدرس معي هو محترف بأسلوب من اساليب الكونغ فو. وبالتالي فهم يجيدون كل هذه الحركات معظم المعرفة النظرية التي تكون هذه الاساليب تستمد محتوها واسسها من الثقافة الصينية ومن عدة فلاسفة صينين ومن عدة فلسفات صينية، معظم هذه الاساليب اعمل ع هذه النظريات لتصميم هذه الحركات وتنفيذه."


ووفقا لتقرير "CGTN" العربية فإن فنون القتال الصينية هي نتاج تأثير الثقافة الصينية، وهي أيضًا مصدر للأفكار الثقافية الوطنية الصينية عبر التدريب اليومي، أدرك عبد العزيز العروسي أنه سواء كان يتعلم فنون القتال أو غيرها، فقط من خلال الجهود الدؤوبة يمكن تحقيق التقدم والإنجازات الحقيقية من خلال التواصل مع المزيد من الأصدقاء والزملاء والمعلمين، شعر عبد العزيز العروسي بالجوهر الروحي لتواضع ومثابرة ممارسي فنون القتال الصينيين، وتعلم أيضًا احترام التنوع وقبول آراء الآخرين وتجاربهم إنه يؤمن بأن التسامح هو الموقف الذي يعزز التعلم والتقدم المشترك.

وقال عبد العزيز العروسي، "في البداية تعلمت كثير من الاشياء من خلال التبادل الثقافي مع مختلف الاصدقاء الصينين تعلمت كثير من الحركات منهم والاشياء الثقافية التي تخص بكل منطقة كما نعلم مختلف الناس بكون لهم فهم مختلف الاشياء وأراءهم تتنوع في مختلف المفاهيم التي تتعلق بالكونغ فو تعلمت الكثير من اصدقائي من خلال التبادل المعرفي والثقافي في الجامعة علموني كثير من الحركات والأساليب وطرق التدريب وكل ما يتعلق بهذه الرياضة."

يقدر مدرب عبد العزيز العروسي حماسته ومثابرته في فنون القتال. وهو قال، "أحرز عبد العزيز العروسي تقدمًا كبيرًا في السنوات الأربع الماضية. يجب الإشادة بحبه وتفانيه في فنون القتال. لم يكن يعرف الكثير عن فنون القتال في البداية، لكن من خلال عمله الدؤوب، تعلم الكثير من فنون القتال الأساسية كما تحسنت لياقته البدنية بشكل كبير.

إن فنون القتال هي معرفة عميقة جدًا للطلاب الأجانب. بالنسبة للطلاب الصينيين، فقد تعرفوا على الثقافة الصينية منذ الطفولة، لذلك لديهم فهم أفضل لفنون القتال. أما بالنسبة للطلاب الأجانب، مثل عبد العزيز العروسي، فقد لا يكون لديهم الكثير من المعرفة الأساسية عنها، أولي المزيد من الاهتمام لتقديم الخلفية التاريخية للثقافة الصينية وفنون القتال الصينية عند التعلم، حتى يكون لديهم فهم أعمق."

في الجامعة، إلى جانب صالة فنون القتال، فإن المكان المفضل لعبد العزيز العروسي هو المكتبة هناك العديد من الكتب حول تاريخ وثقافة فنون القتال في المكتبة، وهي جزء لا غنى عنه في تعلم فنون القتال. في مواجهة التعبيرات الصعبة في الكتب، أصبح أصدقاء عبد العزيز العروسي في الجامعة مدرسين له في اللغة الصينية، وهم تفاجأوا بقدرته على التعلم أثناء مساعدته في حل المشكلات.

وقال أحد أصدقائه، "إنه يقرأ كثيرًا. يقرأ بعض الكتب القديمة عن تاريخ فنون القتال، حتى أنا لم أقرأها. لا أعرف أين وجدها في المكتبة. عندما يصادف شيئًا لا يفهمه، يسألني أحيانًا لأشرح له ذلك، نتناقش معًا عندما نواجه بعض الأشياء المعقدة. أتذكر أنه عندما التقيت به لأول مرة، لم تكن لغته الشفوية جيدة، لكن الآن، يمكنه فهم كل الكلمات المتعددة المعاني أو الأمثال التي يصعب فهمها تقريبا، يمكن القول إنه خبير صيني صغير إنه شخص مرح ومهذب، وعادة ما نتعامل معه بشكل جيد، كما نجتمع في عطلات نهاية الأسبوع للتسلية".

بالإضافة إلى فنون القتال، يحب عبد العزيز العروسي أيضًا ثقافة بكين كثيرًا، وفي أوقات الفراغ، يركب دراجة في أزقة بكين المميزة، أو يزور بعض المعالم الثقافية لتجربة الثقافة الفريدة لبكين وسحرها عادة ما يزور البساتين الامبراطورية بجانب القصر الإمبراطوري الصيني، ويكون حوله الكثير من كبار السن الذين يقومون بالتدرب على الكونغ فو وعلى بعض اساليبها بجانب البحيرة هناك.

وبالتالي يشاهدهم ويتعلم منهم ويقوم بالتبادل الثقافي معهم ويعلموني بعض الحركات وبعد زيارة العديد من المواقع التاريخية والمناظر الخلابة في بكين والتعرف على العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار والمهن، أدرك عبد العزيز العروسي تاريخ الصين الطويل وعاداتها الثقافية الفريدة.

 هذه التجارب جعلته يقع في حب الصين أكثر، وعززت أيضًا تصميمه على مواصلة الحياة والدراسة في الصين. فيما يتعلق بالاتجاه المستقبلي، لدى عبد العزيز العروسي خطته الخاصة.
وهو قال، "لدي خطة واضحة وبسيطة وهي ترجمة الكتب والفيديوهات الى اللغة العربية ونشرها في الوطن العربي هذا اولا، ثم القيام بعدة انشطة رياضية ودعوت بعض المدربين الصينين الى العالم العربي وجعل هذه الانشطة انشطة تبادل ثقافي لهذه الرياضة."

خلال رحلة تعلم واستكشاف فنون القتال منذ سنوات، تعلم عبد العزيز العروسي أن هناك العديد من الأجانب مثله يحبون فنون القتال الصينية ويريدون تعلم فنون القتال الصينية، وبسبب حاجز اللغة، لا يمكنهم فهم جوهر فنون القتال بعمق إنه يريد مساعدة المزيد من عشاق فنون القتال الأجانب من خلال دراسته وخبرته لسنوات، في كسر الحاجز، ومساعدة المزيد من الأشخاص الذين يحبون فنون القتال الصينية في تحقيق أحلامهم.

قال عبد العزيز، "بصفتي خبير في اللغة الصينية لأكثر من تسع سنوات فلدي خبرة في اعمال الترجمة فيمكنني تشغيل هذه الخبرة لترجمة الكتب والفيديوهات التعليمية وكل ما يخص رياضة الكونغ فو."

"الحضارات متنوعة بسبب التبادلات، الحضارات ثرية بسبب التعلم المتبادل." بعد أن سمع عبد العزيز العروسي هذه الجملة في الفصل، حفظها في قلبه فنون القتال ليست تخصصه فحسب، بل ونمط حياة أيضا كعربي درس وعاش وعمل في الصين لسنوات عديدة، ارتبط حاضره ومستقبله ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الصينية في السنوات الأخيرة، شارك عبد العزيز العروسي في تصوير العديد من البرامج والأنشطة الدولية، وتم تعيينه سفيراً للطلاب الدوليين لجامعة بكين الرياضية، وقد أدرك عبد العزيز العروسي أنه يمكن خلق قيمة أكبر.

"كما انني أريد نشر اللغة والثقافة العربية هنا في الصين ونشر كل ما يتعلق بالعالم العربي بكل ما يتعلق من تاريخ وحضارة وثقافة اسمحوا لي أن أكون جسرا بين الحضارتين العربية والصينية وأكون سفيرا للثقافتين العربية والصينية" قال عبد العزيز هكذا.

من عاشق لأفلام الكونغ فو إلى طالب للفنون القتالية الآن، واصل عبد العزيز العروسي تعميق تعلمه لفنون القتال واستمر في التقدم على طريق التواصل بين الثقافات نعتقد أنه من خلال رابط فنون القتال، سيكون  قادرًا بالتأكيد على المساهمة في التكامل والتعلم المتبادل بين الثقافتين الصينية والعربية، تماما مثل معنى الاسم الصيني الذي أطلقه على نفسه، تشي يوان - أن يمشي بعيدا على الطريق الواسع.