هجمة مرتدة

ازدواج المعايير

إلهام عبدالفتاح
إلهام عبدالفتاح

قبل عدة أسابيع تقمص البرلمان الاوروبى دور الواعظ المدافع عن حقوق الانسان وطالب مصر بالإفراج الفورى عن مصرى مدان فى قضية منظورة أمام المحاكم المصرية ولقن المصريون البرلمان الاوروبى درسا فى احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لمصر.

انتظرت الأيام الماضية أن ينتفض البرلمان الاوروبى لما يحدث لمواطنين يحملون جنسية دولة أوروبية  يتم الاعتداء على حقهم فى التعبير وآخرون يعيشون فى أوروبا ويُمارس ضدهم شتى أنواع الترهيب لمجرد إبداء وجهة نظرهم.

كريم بنزيمة اللاعب الفرنسى صاحب الكرة الذهبية تجرأ ودعم على حسابه الشخصى الفلسطينيين وندد بما يحدث من مجازر فى قطاع غزة فتعرض كريم لأسوأ ما يتعرض له مواطن داخل بلده باتهامه بانتمائه لجماعة إرهابية من قبل مسئولين فرنسيين على رأسهم وزير الداخليه ويطالبون بسحب الكرة الذهبية منه. أنور الغازى لاعب هولندى من أصل مغربى قام نادى ماينز الالمانى الذى يلعب ضمن صفوفه بفسخ التعاقد معه بعد تغريدة مساندة للقضية الفلسطينية..

والأمثلة كثيرة لن تتسع لها صفحات.  البرلمان الاوروبى الذى يدعى الدفاع عن حرية التعبير لم يكلف نفسه عناء الدفاع عن مواطنين أوروبيين يتعرضون لانتهاك حريتهم فى التعبير عن آرائهم بل إنهم يوصمون بتهم تضعهم تحت طائلة القانون  ومنع  أحد نوابه من ارتداء الكوفية الفلسطينية أثناء إحدى جلساته.. أين هى حقوق الإنسان؟

لقد أزالت الحرب الدائرة فى غزة الكثير من الأقنعة وأسقطت ورقة التوت عن الكثير من المؤسسات الدولية التى تكيل بمكيالين وتعيش على إزدواجية المعايير التى تقيم بها الأمور، ويجب أن يعلم المصريون أننا لابد أن نعتمد على أنفسنا فى حماية أرضنا وأمننا القومى.. وهذا الوقت الحاسم للاصطفاف خلف القيادة السياسية ودعم قرارها، ويجب أن يكون المصريون على قلب رجل واحد للدفاع عن ترابها وقوة مصر فى قوة تلاحم شعبها ووعيه بمصالح بلده.