خبراء: الثقافة الشعبية عن السيارات الصينية تغير ت.. وإقبال المصريين يتزايد

زمن التنين.. السيطرة صينية| زيادة وتصدر في المبيعات ومنافسة بين الوكلاء

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتبت: هند أسامة

تغير كبير فى النظرة إلى السيارات الصينية بطرازاتها المختلفة؛ شهدتها السوق المصرية فى الأعوام الماضية، حيث استطاعت الشركات الأم ووكلائها أن تخترق حاجز الثقة وترسم طريقها وتحسن من جودة إنتاجها وتطورها مما زاد من مبيعاتها داخل مصر  وتحقيق الكثير من النجاحات بل وتهاتف الوكلاء لجذب العديد من الطرازات الصينية تحت عبائتها، ولأنها تهدف إلى مزيد من التقدم التكنولوجي ومنافسة غيرها من الدول الأوروبية والأسيوية أقتحم التنين الصيني السوق بالسيارات الكهربائية وأصبح رائدا في صناعة البطاريات وتصديرها إلى مختلف دول العالم .

"أخبار السيارات" رصدت آراء الخبراء والمتخصصين حول الانتشار المتزايد وصدارة السيارات الصينية لمبيعات السوق المصرية، وأكدوا أنها ستحظى بشعبية كبيرة وثقه لدى المواطن المصرى على مدار السنوات القادمة خاصة وانها تبحث  دائما عن رضاء العميل .

◄ حسين مصطفى: تتميز بتكنولوجيا عالمية حديثة وقيادة ممتعة ومريحة

◄ 2.5 مليون سيارة سنويا
في البداية، قال اللواء حسين مصطفى- خبير السيارات - إننا بصدد الحديث عن  دولة قوية جدا في مجال صناعة السيارات فهى تصنع ثلث إنتاج العالم تقريبا وتعد  ثانى بلد مصدرة للسيارات بعد اليابان حيث تصدر 2.5 مليون سيارة في العام وبذلك تكون قد تجاوزت ألمانيا وكوريا الجنوبيه في مبيعاتها .

وأضاف أن أغلب المصانع الموجوده في الصين تعمل بالنظم العالمية الحديثة وتحتفظ بالجودة العالية وفى نفس الوقت حاصلة على الترخيص بتصنيع كل الموديلات العالمية وهذا يدل على مراقبة الجودة بشكل عالى جدا ودقيق .

وأشار مصطفى إلى أن الصين تهتم كثيرا بالتكنولوجيا والتقدم الإليكترونى داخل السيارة لتجعل من قيادة موديلاتها ممتعة ومريحة لسائق المركبة بالإضافة إلى تنبيهه بالمحيط الخارجى للسيارة من خلال تزويدها بكاميرات وحساسات تلفت إنتباهه فى حاله وجود عوائق فى القيادة.

وأوضح أنه سابقا لم تكن السيارات الصينية تتمتع بمثل هذا القدر من السمعة والجودة العالمية لذلك كان لا يقبل عليها المستهلك وكانوا يبتعدون عن أى موديلات صينيه الصنع ولكن فى الأعوام الأخيرة شهدت الأسواق تغيرا تاما فى الرؤية خاصة وأن أسعارها أقل نسبيا بمقارنتها بمثيلاتها من السيارات الاخرى ويتوافر منها العديد من الموديلات وبعض الأنواع أصبحت تصنع فى مصر ويستطيع الوكلاء بشكل أو بآخر إستيراد عدد معقول منها للعرض داخل المعارض. 

وأشار مصطفى إلى أن الصين لم تكتف فقط بصناعة السيارات العاملة بالوقود التقليدي بل أصبحت الأولى فى صناعة السيارت الكهربائية عالميا ويتواجد بها نصف إنتاج العالم وتقدمت فى صناعتها كمًا وجودة كما أنها الدولة الأولى فى تصنيع البطاريات الكهربائية ولهذا تتزايد أعداد المبيعات وتتضاعف وتتنتشر فيها محطات الشحن ويتم تصديرها إلى كل المصانع التى تصنع السيارات الكهربائية وتستخدمها بثقة تامة .

وأكد حسين مصطفى أن ما سيتم تصنيعه داخل مصر من سيارات كهربائية مستقبلا سيكون من المنشأ الصينى وحاليا كل المفاوضات التى تجرى لتصنيع سيارة كهربائية هى بالأساس مع شركات صينية وبالأخص فى محاولات أحياء شركة النصر لصناعة السيارات.

◄ تامر حنفي: أثبتت نفسها بقوة في السوق المصرى.. وطرحت طرازات متنوعة

◄ كماليات ومواصفات متنوعة
أكد تامر حنفي، مدير التسويق والمبيعات بشركة الليثى، أن السيارات الصينية أثبتت نفسها وبقوة بالسوق المصرى، لأنها قدمت طرازات متنوعة ومتعددة للمستهلك ، كما أن الشركات الأم الصينية بالخارج تنتج كماليات ومواصفات متنوعة تتسم بالأمان والثبات لقائدى السيارات الصينية، كما أنها تتفهم طبيعة السوق المصري، بل وأصبحت تحظى بشعبية كبيرة لدى المستهلك، وقال: لا ننسى أن أسعار السيارات الصينية تناسب الكثير من المستهلكين المصريين، وذلك بمقارنتها بالطرازات الأوروبية والتى تمتلك نفس المواصفات والكماليات و لكن فى الوقت الحالى أسعارها فى ظل الظروف الحالية تفوق قدرة المستهلك الذى يفكر فى شراء تلك الطرازات. 

وأضاف حنفى أن السيارات الصينية أثبتت نجاحها فى البلاد العربية مثل السعودية والأردن والامارات وغيرها، بل و أنتشرت العديد من الطرازات الصينية و كسبت ثقة المستهلك العربى، و تلاها انتشار السيارات الكهربائية و نجاحها بصورة كبيرة، وقامت البنوك وشركات التأمين بوضعها فى خططها بعد أن كانت ترفض التأمين عليها أو إعطاء القروض لشرائها، بل واعتبارها واقع فى سوق السيارات، خصوصا فى ظل ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات التى تعمل بالوقود، فنحن نعلم أن فكرة السيارات الكهربائية قائمة على البطارية. 

كما أكد تامر حنفى أن الكثير من الوكلاء المحليين الأن أصبحوا توكيلات لماركات صينية مما أعطى ثقل وأهمية لاختيار المستهلك المصرى لتلك الطرازات ، لأن العميل يضمن أن التوكيل الكبير سوف يقوم بتوفير مراكز صيانة على أعلى مستوى برعاية من الشركات الأم ،وخدمات ما بعد البيع تضمن صيانة متميزة للسيارة. 

◄ مواطنون: تجهيزات وإضافات كثيرة في مختلف الطرازات والأسعار  مناسبة

◄  د. أسامة محمود: الانتشار فاق التوقعات.. وموديلاتها أنعشت السوق

◄ انتعاش وإثبات وجود
أوضح الدكتور أسامة محمود – إستشاري إدارة الأعمال والتسويق الدولى وعضو الجمعية الأمريكية للتسويق، أن الأسواق المصرية  تشهد إنتعاشا كبيرا بسبب الموديلات الصينية فهى الأكثر توافرا ولا يوجد بدائل غيرها أمام المستهلك خصوصا فى ظل الأرتفاع الجنونى للطرازات الأوروبية والأسيوية و تفشي ما يسمى بظاهرة "الاوفر برايس " .

وأشار محمود إلى أن الموديلات الواردة من الصين على مدار عقد من الزمن أثبتت تواجدها السريع الذى فاق توقعاتنا و تأتى فى المقدمة شيرى التى تشهد رواجا داخل السوق المصرى يليها إم جى وجيتور و byd و جيلى و يقبل عليهم نسبة كبيرة من المستهلكين وإن كان هناك العديد من الماركات الأخرى أصبحت تتنافس معهم  فى  المميزات والأمكانيات وخاصة الطرازات الصينية ذات التجميع المحلى والتى تعرض من خلال توكيلات ذات اسم وثقه كبيرة لدى المستهلك المصرى وكل هذا مثبت من خلال التقارير والأرقام الخاصة بعدد السيارات التى تم ترخيصها خلال الفترة الماضية .

وذكر أسامه محمود أن هناك تسيهلات تقدم للمستورد الراغب فى إستيراد طرازات صينية المنشأ وبالتالى لم تتعرض الموديلات الصينية إلى تلك الهزة الكبيرة فى الأسعار و هناك كميات كبيرة منها داخل المعارض وبالتالي لا ينتظر المستهلك لوقت طويل حتى يتسلم السيارة وأيضا أسعارها تعتبر إلى حد ما فى المتناول خاصة وأن هناك أنواع أخرى أوروبية أو أسيويه المنشأ إرتفعت أسعارها بشكل كبير جدا بالإضافة إلى أنها تتمتع بنفس المواصفات والكماليات والمزايا التي تقدمها المصانع الصينية داخل سيارتها الموجوده في طرازاتها المختلفة .

وأضاف أن قرار شراء السيارة لم يعد بتلك السهولة التى كان عليها فى السابق ولذلك على الوكلاء المحليين العمل على تقديم خطة لتحسين مبيعات السوق وطمئنة المستهلك لشراء الطرزات الصينية ، فنسبة كبيرة من الموديلات الاوروبية والاسيوية  المعروضه تستحوذ على ثقة الكثير من العملاء لأنها تحت عباءة توكيلات تحرص على تقديم كافة الخدمات التى يحتاجها العميل. 

وأكد محمود أن السيارات الكهربائية تحتاج إلى فترة زمنية حتى تتبلور فكرة إقتنائها وتثبت قدرتها وإمكانياتها داخل السوق المصرى فقد أخذت في أوروبا من عقدين إلى ثلاث عقود حتى تصل بالفكر ة إلى ما وصلت عليه الأن بجانب الجهد المبذول من الحكومات أثناء بحثها الدائم عن الأمان البيئي ولذلك وفرت عوامل  دعم و تحفيز  لتصبح السيارات الكهربائية هي الأكثر مبيعا وطلبا الأن .

وطالب بضرورة الأهتمام بالبنية التحتية للسيارات الكهربائية قبل طرح المزيد منها فعدم توافر محطات الشحن في العديد من المحافظات وإنشاء مراكز الخدمة والصيانة المتخصصه ببطارية السيارة وتوفير العمالة الواعيه بأجزاءها المختلفة وضمانها في حالة إستيراد السيارة من أوروبا؛ قد يحد من إقبال المستهلك عليها خاصة فى ظل إرتفاع الأسعار فلم يعد أمام المواطن رفاهية تغيير السيارة كل فترة قصيرة كما كان يحدث في الماضى .

◄ جودة وأمان وثبات
بينما أوضح كريم محمود، مدير التسويق بمجموعة بودى جروب، أن فكرة التفصيل حسب رغبه العميل التى كانت تتبعها الشركات الصينية قديما من ناحية الإمكانيات والتكلفة التي يريدها اختلفت تماما  الأن وبدأت الشركات تتبع سياسة أخرى بأن تصنع من الموديل خمس فئات مختلفة وعلى العميل إختيار الفئة التي تتناسب في مواصفتها وسعرها وإمكانياتها مع الدولة التي يرغب في تصدير السيارة لها ومن هنا إطمئن الوكلاء للسيارات الصينية وزادت مده الضمان الى6 و7 سنوات . 

وأكد محمود أن جودة صناعة السيارات الصينية أثبتت نجاحها وإكتسبت ثقة العملاء داخل الأسواق الأسيوية لذلك إقتحمت بشكل كبير السوق الأفريقى والأوروبى فمثلا BYD كانت راعى للدورى الإنجليزى وموجوده بكثرة في اوروبا وايضا بايك موجوده بالمانيا وشريكة بنسبة 10 % من أسهم شركة مرسيدس بينز .

وأشار  إلى أن هناك عوامل تساعد في زياده سعر السيارات منها تكلفه الشحن من بلد الى آخر وتتوقف حسب بعد أو قرب المسافة بين الصين والدولة المستورده زاد على ذلك أن التكنولوجيا الموجوده في الصين ومنتجاتها أصبحت تنافس بشكل كبير داخل الأسواق الأوروبية بسبب الأتفاقات التي تمت  بين الشركات الاوروبيه والصينية . 

كما أشار  الى أهمية إعاده النظر في قيمة الجمارك المفروضة على إستيراد السيارات الصينية فقد وصلت إلى 67% بخلاف ضريبه القيمة المضافة ورسوم الشحن، وأشاد بالطفرة التكنولوجيه في القياده الذاتية "الجيل الرابع والخامس "التي وضعتها الصين في السيارات الكهربائية وحاليا هناك بعض الموديلات التتى تتمتع بالجيل التاسع وتستطيع أن تتصل بالاقمار الصناعية وتسير آليا وهذا ما يطمح له العميل من متعة القياده والأستمتاع بالتطور التكنولوجى المتاح بالسيارة .

وقال كريم محمود إن الصين نحجت فى التقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الأمان والثبات فى موديلاتها المختلفة فكثير منها تخطى الأربع والخمس نجوم فى أختبارات البرنامج الأوروبى لتقييم السيارات الجديده  "Euro NCAP   " وهذا رقم كثير من سيارات الأتحاد الأوروبى لم تحققه .

وأضاف أن السيارت الكهربائية فى حاجة إلى وقت حتى يقبل المستهلك على شرائها فمن الطبيعى أن يشعر بخوف وعدم الأمان فى البداية خاصة فيما يتعلق بعمر البطارية والمسافة التى تقطعها وايضا عدم توافر مراكز الصيانه اللازمة بالأضافة إلى ضرورة وضع خطط لأنشاء العديد من نقاط الشحن فى جميع المحافظات حتى نساعد على انتشارها.

◄ مراكز  صيانة ووكلاء أقوياء
بينما أكد ياسر حشيش-  رئيس رابطة تجار السيارات بالبحيرة-  أن السيارات الصينية استحوذت  على نسبة مرتفعة من المبيعات  خلال الفترة الاخيرة، واحتلت مكانة كبيرة في السوق المصري بعد تحقيقها اداء جيد ونمو فى جودة الاداء وتوفير وسائل امان، كما أنها تخاطب شرائح ذات دخل متوسط وبالتالي سيفضل  العميل دائما السيارات  الصينية  ذات الرفاهية العالية والخطوط الجريئة والسعر المناسب .

وأضاف حشيش أن السيارات الصينية قديما  كان من أهم مشاكلها؛ ضعف الوكلاء ، ولكن مؤخرا تغير الموقف  تماما عن ذى قبل، وأصبح يدعم السيارات الصينية وكلاء أقوياء فى سوق السيارات المصرى بل يتنافسون فى جلب سيارات على مستوى عالى من الكفاءة فى المواصفات والإمكانيات الفخمة والتى تضاهى الطرازات الأخرى، وبالفعل تم تحسين خدمات ما بعد البيع بشكل كبير وتقديم الوكيل مراكز صيانة على أعلى مستوى و ذلك لجذب أكبر عدد من المستهلكين ،وقال: نعلم جميعا أن المنافسة أصبحت شديدة نظرا لقوة أسماء الوكلاء لبعض العلامات الصينية.

◄آراء المواطنين
في سياق متصل، رصدت "أخبار السيارات" آراء عدد من المواطنين حول السيارات الصينية ومدى انتشارها وجودتها، وأشاد محمود ماهر- مهندس ميكانيكى- بصناعة السيارات الصينية خاصة فى الأعوام الأخيرة من حيث التطور والتجهيزات والأضافات الكثيرة التى تقدمها وتنافس بها الطرازات الأخرى، وقال إن هذا ما شجعه على شراء جاك GS3  فهى ذات إمكانيات محترمة و مريحة فى القياده جدا وكان اختيار موفق بالرغم من الاوفر برايس الذى دفعه إلا أنه مقارنة بالموديلات الأخرى ليس بالكثير  وأوضح أن هذه هي أول مرة يشترى سيارة صينية  ولا يوجد بها شكوى حتى الأن.

أما إيمان شوقى  مالكة لسيارة جيتور – تقول: أشتريت السيارة بداية العام الحالى وعلى الرغم من مخاوفى الإ أن الأمكانيات والرفاهيه التى  وجدتها فى السيارة جذبتنى جدا ونصحنى البعض بموديل أخر  ولكن فارق السعر كان كبيرا جدا ولذلك استقريت على جيتور والحمد لله كان اختيارى فى محله .

وقال رامى محمد،  محاسب، انه كان يبحث عن سيارة اعتمادية تتحمل معه لذلك بحث كثيرا وقارن بين العديد من الطرازات لدى الوكلاء المعروفين حتى يضمن خدمه ما بعد البيع، أو على الأقل إذا أضطررت إلى شراء قطع غيار من السوق الخارجى أجدها متوافرة، ومن هنا استقر على شيرى اريزو 5  ووجد متعه فى قيادتها وذلك على عكس الموديلات الأخرى التى ترتفع اسعارها بشكل مبالغ فيه ومع ذلك لا تقدم له كافة الامكانيات التى وجدها فى شيرى .

وقالت فاطمة أحمد طالبة جامعية  إنها تمتلك إحدى السيارات الصينية والتى قامت بشرائها بسعر معقول ،كما أنها تعتبر موفرة فى البنزين ،وأيضا تجد قطع غيارها بمنتهى السهولة،و إذا حدثت أى مشكلة فى سيارتها ،تلجأ للميكانيكى الخاص بها ويقوم بحلها دون أدنى مجهود،بل ايضا سعر السيارة الأن أرتفع عن ذى قبل،وهذا يدل على التطور المستمر فى الإمكانيات والمواصفات .