نضال تشكيلي بـ«رموز الهوية الفلسطينية»

نبيل عناني ركز فى لوحته على تداخل التكوينات
نبيل عناني ركز فى لوحته على تداخل التكوينات

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

منذ بداية نكبة 1948 رسم الكثير من الفنانين الفلسطينيين لوحات تعبر عن هويتهم، منهم نبيل عناني وسليمان منصور وتيسير بركات، الذين عبّروا في أعمالهم عن القضية من خلال الرموز البصرية، مثل العلم الفلسطيني، ونبات الصبّار الذى يرمز لمعاودة النهوض بعد التدمير والاقتلاع، والحمامة كرمز للسلام، والقبضة كرمز للقوة، والأسلاك الشائكة والجدران والقضبان كرمز للاحتلال، وكذلك خريطة فلسطين، والمفتاح الذى يرمز إلى الحلم بالعودة.

يصوّر الفنان نبيل عنانى فى إحدى لوحاته، مشهداً طبيعياً متدرجاً، يبدأ بأرضية عشبية أسفل اللوحة، تتخللها الأحجار فى المنتصف، صعوداً إلى أعلى اللوحة حيث تنتشر مساحات من الشجر الأخضر على أرضية ترابية حمراء، ويعتمد الفنان فى لوحاته عمومًا أسلوباً يركز على الأشكال البسيطة مع تداخل تكوينات اللوحة مع خلفيتها، والمميز دائمًا هو حيوية الألوان. 

■ المسجد الأقصى مضاء بنور الشمس

وفى لوحة أخرى للفنان سليمان منصور، يرسم مشاهد من الطبيعة يمزج معها نماذج من العمارة الفلسطينية، كأنها مؤلفة من أربع طبقات متراكبة فوق بعضها البعض، فى الطبقة الأولى تظهر امرأتان بالزى التقليدي الفلسطيني، ومن خلفهما أبنية عمرانية، ثم تتكرر الأبنية فى الطبقات الثلاث التالية، وفى الطبقة العلوية الرابعة والأخيرة سنميز من هذه الأبنية المسجد الأقصى مضاءً بنور الشمس المرسومة فوقه. وفى كلا اللوحتين نجد رغبة الرسام فى التوثيق، ففى الأولى يوثق المشهد الطبيعي، وفى الثانية يوثق المشهد العمراني.

◄ اقرأ أيضًا | معرض فن تشكيلي للمكفوفين

■ أوراق البرتقال

وفي لوحة أخرى الفنان تظهر أشجار البرتقال كثيفة الأوراق التى تمتد على كامل مساحة وسط اللوحة، ويقدمها الفنان بحضور جمالى مميز، حيث رسم أوراق الأشجار بدقة وبحيوية الكثافة، كما استعمل الألوان النابضة، كالأخضر، والأزرق، والبرتقالي المائل إلى الأصفر. ولا يميز اللوحتين مجرد حضور المرأة كرمز للهوية الفلسطينية، بل حضور المرأة العاملة، لذا فإن اللوحتين تركزان على مشهد من الحياة المهنية.. نساء مزارعات يتحلقن حول الأشجار أثناء قطف ثمار البرتقال، ونساء يحملن سلال البرتقال على رؤوسهن.

■ «الاجتياح» لتيسير بركات

أما لوحة «الاجتياح» للفنان تيسير بركات، فتتكون من عدة طبقات، الأولى تنحصر فى شريط ضيق وأعلى اللوحة مجموعة من الآليات العسكرية، بينما تمتد على كامل باقى مساحة اللوحة كتلة لونية توحى بطبقات الأرض، كما توحى بأبنية ومنازل وأجساد بشرية متراصة، ويحدث الاجتياح فى اللوحة على كل ما توحى به هذه الكتلة التشكيلية، هو اجتياح للأرض، وللمدينة، وللإنسان.

■ المرأة الفلسطينية العاملة لسليمان منصور