تقرير| معاناة الباعة في غزة.. التُجار ينتشلون بضاعتهم من تحت الأنقاض ثم يبيعونها

معاناة الباعة في غزة
معاناة الباعة في غزة

في ظل الحصار القائم على قطاع غزة، يواجه السكان تحديات كبيرة وتداعيات قاسية جراء القصف والعدوان الإسرائيلي الذي لم يترك حجرًا على حجر، ولكل فردٍ منهم قصة حزينة، حيث خسروا أشياء لا تعوض في حياتهم، سواء كان ذلك أحد أقربائهم الأبرياء أو منازلهم أو ممتلكاتهم، فالقصف الوحشي جعل الدمار يمتد إلى أسواقهم وبضائعهم مما أدى إلى خسارة مصدر رزقهم الأساسي، وزاد من حدة الضغوط وصعوبة الحياة.

وتحت هذه الظروف القاسية في القطاع، يبحث الباعة والتجار بين الركام والأنقاض عن بضاعتهم، وأي أثر يمكنهم تحويله إلى لقمة عيش تساعدهم على البقاء وتأمين احتياجات عائلاتهم.

ويبذل الباعة الجائلين والتجار في غزة جهدًا كبيرًا للعمل بين الأنقاض من أجل توفير الضروريات لأطفالهم وأسرهم، فهم الآن يعيشون بحثًا عن الأمل في ظل الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، ويبذلون قصارى جهدهم لتحسين وضعهم ومستقبل أطفالهم رغم كل الصعاب.

قام الأهالي في غزة بتأسيس سوق صغير يقع بالقرب من مستشفى الشفاء، وذلك بهدف توفير لقمة عيشهم ومساعدة أسرهم، ويتوجب عليهم التنقل بين الأنقاض والركام لاستخراج بضائعهم وجمعها،والتي تتمثل في الملابس والأحذية والأدوات المنزلية والعديد من السلع الأخرى التي يمكن أن تجدها في هذا السوق البسيط.

وبالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشونها، أصبح هذا السوق مصدرًا مهمًا للعديد من الأسر في غزة، ويمنح هذا الجهد الصغير لهؤلاء الأهالي فرصة لبيع بضائعهم بأسعار ميسرة، مما يساهم في توفير لقمة عيشهم، لتظهر هذه الجهود روح المرونة والصمود 

التي يتحلى بها سكان غزة، فهم يقفون بقوة رغم كل المصاعب التي يواجهونها يومًا بعد الآخر.


روايات بعض الباعة ومعاناتهم جراء القصف

وفي هذا الصدد، أشار أحد الباعة الفلسطينيين، إلى تجربته: وقال "لقد نزحنا من حي الشجاعية ووجدنا أنفسنا هنا في محيط مستشفى الشفاء، بحثًا عن وسيلة لتأمين لقمة عيشنا بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منزلنا، ونستخرج هذه البضائع من تحت الأنقاض ومن ثم نبيعها للناس، فنحن لا يمكننا تحمل تكاليف طعامنا إذا لم نعمل"، وذلك حسبما أفادت قناة "العربية" الإخبارية.

ويقول بائع آخر في القطاع: "إننا كنا نعيش في هدوء وسعادة قبل القصف الهمجي الذي شنته إسرائيل، والذي أسفر عن تدمير منازلنا، وبعد تلك اللحظة المأساوية، اضطررنا إلى اللجوء إلى محيط مستشفى الشفاء بحثًا عن الأمان، والآن نجد أنفسنا مضطرين للعمل كبائعين متجولين لنجد قوت يومنا ونتمكن من توفير الطعام لأطفالنا وأسرنا".

فهذه الكلمات التي قالها الباعة في غزة، توضح المعاناة والظروف التي فُرضت عليهم في هذا القطاع جراء القصف الإسرائيلي، ولكنهم يحاولون البقاء أقوياء ومستمرين في مواجهة الحياة رغم كل التحديات.

ومنذ صباح يوم السبت 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، كما قصف المقاومة مستوطنات غلاف غزة بآلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع عديدة في المستوطنات الإسرائيلية، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، والذي تم بشكل واسع ومكثف.

وسقط مئات القتلى في إسرائيل جراء هجمات المقاومة الفلسطينية، وقال هيئة البث الإسرائيلية.

وقال موقع "واللا" العبري، في وقتٍ سابقٍ، نقلًا عن العاملين في المستشفيات الإسرائيلية، "ما يحدث حاليًا لا يمكن وصفه بالفوضى العارمة بل أسوأ من ذلك بكثير".

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصق مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

وأشار نتنياهو إلى أن فصائل المقاومة مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الإحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها آلاف الشهداء من الجانب الفلسطيني.