حديث الأربعاء

من يتحمل فاتورة الحرب على غزة ؟!

محمد سلامة
محمد سلامة

  أجاي بانجا رئيس البنك الدولي  حذر من تداعيات الحرب في غزة التى  قد تسبب عواقب اقتصادية خطيرة على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ...  أكد بانجا أن الواقع الجديد الذى تفرضه الأحداث المتسارعة فى غزة يعني استمرار أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مع ما تمثله من ضغوط إضافية على عملية الاستثمار فى وقت تضغط المخاطر الجيوسياسية بالشرق الأوسط على النمو الاقتصادى العالمي بقوة ... أحدث تقرير للبنك الدولى يشير الى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واجهت ولاتزال شأنها شأن باقي مناطق العالم سلسلةً غير مسبوقةٍ من صدمات الاقتصاد الكلي العالمية منذ عام 2020 ... ركز تقرير «تحقيق التوازن  ... الوظائف والأجور عند وقوع الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذى أصدره البنك الدولى على الخسائر البشرية نتيجة صدمات الاقتصاد الكلي على مستوى فقدان الوظائف ... تدهور سبل كسب العيش لسكان المنطقة ... تراجع الطلب على الأيدي العاملة ...  توقع تقرير البنك الدولى أن يشهد النشاط الاقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الحالى 2023 تباطؤاً حاداً مقارنة بالنمو السريع للغاية العام السابق 2022 الذى دعمه الارتفاع الحاد فى أسعار البترول عقب اشتعال الحرب فى أوكرانيا ... توقع التقرير تباطؤ النشاط الاقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الحالى 2023  بما لا يتجاوز 1.9% مقارنة بمعدل نمو للناتج المحلى الإجمالى 6% العام االسابق 2022 مقترباً من المتوسط العالمى للنمو الاقتصادى العام الحالى 2023 ، عكس الحال العام السابق 2022 الذى شهد معدلات نمو مرتفعة لاقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ... توقع تقرير البنك الدولى تراجع معدل نمو الاقتصاد العالمى العام الحالى 2023  الى 2.5% من 3.1% العام السابق 2022 ... أشار تقرير البنك الدولى الى تسجيل الدول المصدرة للبترول فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خاصة دول مجلس التعاون الخليجى نمواً سريعاً متجاوزة الدول المستوردة للبترول عدا مصر  خلال العام السابق 2022 ... الوضح الحالى فى غزة «الجريحة» فى ظل العدوان الصهيونى المتواصل على مدى أكثر من أسبوعين منذ ملحمة القسام فى 7 أكتوبر الحالى يشير الى أن فاتورة الحرب التى يشنها العدو الصهيونى كما أصابت ولا تزال اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى مقتل ، فإنه فى المقابل أصابت الاقتصاد الصهيونى فى الصميم مع استمرار نزيف هذا الاقتصاد «الهش» الذى يعتمد على الدعم غير المسبوق من «ماما أمريكا» وحلفائها بالاتحاد الأوروبى ...  بعيداً عن أكثر من ١٥٠٠ قتيل صهيوني  ... أكثر من ٥٠٠٠ مصاب حتى الآن ... أكثر من 222 أسيراً بين ضابط وجندي صهيونى ...  من قبل هزيمة نفسية تعرض لها العدو الصهيونى وجيشه الذي تلقى صفعة مدوية من رجال القسام أعادت اليه ذكريات «علقة» ساخنة لم ولن ينساها فى حرب «كيبور» حرب أكتوبر المجيدة  1973 ... بعيداً عن هذا هنالك «الشيكل»  عملة العدو الصهيونى التى فقدت أكثر من 30%  من قيمتها خلال أسبوعين من الحرب على غزة «النضال»  ... خسائر بمليارات الشيكل أصابت تعاملات البورصة الصهيونية ... موارد سياحة ذهبت مع الريح ولن تعود قريباً ... مستوطنات تضررت يتطلب الأمر أكثر من مليار شيكل كما أكد وزير مالية العدو الصهيونى لإعادة إعمارها  ...  نفقات إيواء مئات الآلاف من الصهاينة فروا هاربين كعادتهم الى مناطق أخرى داخل الكيان الصهيونى مع ما يمثله هذا من أعباء إضافية على اقتصاد العدو ... صحيفة «هآرتس» الصهيونية أو «الأرض» باللغة العبرية ... أكبر صحف العدو الصهيونى فى افتتاحيتها قبل أيام قدرت خسائر العدو الصهيونى يومياً بأكثر من 304 ملايين دولار تكلفة فاتورة الحرب على غزة « الصامدة «  من طلعات الطائرات ... صواريخ باتريوت ... تزويد الدبابات والآليات المدرعة الصهيونية  بالوقود  ... استهلاك ذخيرة ...  تجمد النشاط التجارى ... انهيار البورصة  ... توقف أغلب إن لم يكن كل المؤسسات الصهيونية  ... أعمال البناء  ... المزارع ... تعطل حركة السفر بالمطارات ... خطوط القطارات ... الطرق البرية ... البحرية ...  تدمير بيوت ... محال تجارية ... سيارات ... مصانع بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية  ...  دعت الجريدة عاصمة العدو الصهيونى تل أبيب  بعدما ذاقت صواريخ المقاومة لأن تتخلى عن حلمها الزائف بإسرائيل الكبرى ... طالبت بأن تكون لفلسطين دولة جارة تسالمنا ونسالمها ، مما يطيل عمر الكيان الصهيونى على هذه الأرض بضع سنين فقط ...  أعربت الجريدة الصهيونية عن اعتقادها أنه لو بعد ألف عام هذا إن استطاع هذا الكيان الصهيونى أن يستمر 10 أعوام قادمة .. الدولة الصهيونية لا بد أن يأتي يوم تدفع فيه كل الفاتورة .