ميرنا وليد: أتحدى نفسى مع « قمر »l حوار

ميرنا وليد
ميرنا وليد

محمد‭ ‬بركات

تجربة جديدة تخوضها ميرنا وليد لأول مرة على خشبة مسرح “البالون”، من خلال بطولتها لمسرحية “قمر بنت الغجر”، للكاتب محمود مكي، وكتابة وإخراج د. عمرو دوارة، وتقدم ميرنا شخصية “قمر الغجرية”، مؤكدة أنها مرعوبة منها، وتحدت نفسها بهذا الدور، وسيكون مفاجأة للجمهور، ويعتبر العرض المشاركة الثانية لها على خشبة المسرح بعد مسرحية “القطط”.. فى السطور التالية تكشف ميرنا عن تفاصيل شخصيتها في المسرحية والإستعداد لها والصعوبات التي واجهتها، وعن مشاركتها في مسلسل “تعويذة رشيدة”، كما تكشف عن سبب غيابها خلال الفترة الماضية عن الدراما والسينما.

- في البداية.. ما الذى جذبك للمشاركة في مسرحية “قمر بنت الغجر”؟

عندما عرض علي د. عمرو دوارة مخرج العرض فكرة النص، تحمست له وأعجبت بالفكرة لأنها ستقدمني بشكل جديد ومختلف لا يتوقعه الجمهور، واستفزني الدور، وتحديت نفسي بهذه الشخصية، لأن الجمهور إعتاد أن يشاهدني في أدوار البنت الرقيقة “الدلوعة” الرومانسية، وترسخت عنده هذه الفكرة، المسرحية مفاجأة للجمهور، ولأول مرة سيشاهدني الجمهور على المسرح أرقص وأغني وأقرأ “الودع”، وكثيرا ما عرض علي تقديم عروض على “البالون”، لكن لم يحالفني الحظ بالمشاركة، بسبب إرتباطي بأعمال أخرى، وأنا بشكل عام أهرب من المسرح لأنه مسئولية كبيرة، ويحتاج تفرغ وإلتزام، لأن العرض أو البروفات تكون يومية، وغير مسموح بالإعتذار، وحاليا نكثف البروفات ليتم عرض المسرحية مطلع الشهر المقبل.

- ما طبيعة شخصيتك؟

“قمر بنت الغجر” عرض غنائي إستعراضي، أجسد فيه شخصية “قمر”، فتاة غجرية، والفنان علاء حسني يقدم شخصية “أمير” الشاب الثري الذي يقع في حبها، والأحداث تدور في إحدى القري السياحية بالساحل الشمالي، وتتناول قصة العشق التي جمعت بين “قمر الغجرية” وابن الوزير الفنان التشكيلي، “أمير”، وبالتالي فإن الأحداث تجمع بين أجواء مختلفة، عالم الصيادين والصيد والغجر بتفرد عاداتهم وتقاليدهم، وأجواء طلاب الجامعة بثقافتهم، وتتضح تلك الأجواء بنهاية العرض، حيث تشارك كل مجموعة بحفل الزفاف، وتقدم بعض الفقرات التي توضح تنوع وثراء فنوننا الشعبية.. و”قمر بنت الغجر”  كتابة وإخراج عمرو دوارة، عن فكرة للكاتب محمود مكي، ويتضمن 9 استعراضات، و9 أغنيات فردية وثنائية، وكتب الأغاني الشاعر سعيد شحاتة، وقام بالتلحين ووضع الموسيقى التعبيرية الموسيقار أحمد الناصر، وتصميم الاستعراضات للفنان محمد زينهم، الديكورات محمد سعد، وتصميم الملابس مروة عودة، الإضاءة شريف البرعي، ويشارك بالبطولة والغناء والاستعراض مصطفى هريدي، سيد جبر، وفاء السيد، عصام عبد الله، ريم أحمد، أحمد السباعي، صابر عبد الله، أحمد مصطفى، فارس وليد، وبمشاركة ضيوف الشرف أمال رمزي، نهلة خليل، أحمد قنديل.

- هل واجهت صعوبات في تقديم دور البنت الغجرية؟

بالتأكيد، بحثت كثيراً عن فيديوهات على موقع “يوتيوب” وباقي مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدة “الغجريات” بكل تفاصيل ملابسهم ومكياجهم وإكسسواراتهم وطريقة كلامهم وقراءتهم لـ”الودع”، حتى طريقة وقوفهم مع الزبائن وحركاتهم، ووجدت فيديوهات كثيرة وموثقة، وأكتشفت أن الغجر مختلفين وليس شكل وطبع واحد، بل مختلفين عن بعضهم حسب البلد، والتحدي الأكبر بالنسبة لي أن “قمر” بعيدة عني تماما، فكلما تكون الشخصية التي أقدمها بعيدة عن طبيعتي وتفاصيلي في الحياة كلما أشعر بالمتعة أكثر، رغم صعوبة ذلك، وتطلبه مجهود ووقت كبير مني، حيث قمت بعمل بروفات لمدة طويلة، لأن الجمهور يحب أن يشاهد الفنان على غير طبيعته، بالإضافة لحرص د. عمرو دوارة على خروج العرض بشكل رائع، فهو أهتم بكل تفاصيل المسرحية من ديكور وملابس، ووضع كل الإمكانيات التي تستخدم على المسرح، حتى يشاهد الجمهور عرض مختلف، وأنا لدي قلق من هذه التجربة الصعبة، بل مرعوبة جداً، لأنها مسئولية كبيرة أن تقوم ببطولة عرض وتجسد شخصية جديدة تماماً، وعلى مسرح كبير بقيمة “البالون”، لذلك أتمنى أكون عند حسن ظن الجمهور، وأقدم عرض جيد.

- ننتقل إلى الدراما.. ماذا عن مشاركتك في مسلسل”تعويذة رشيدة”؟

أجسد شخصية « ميار » صحفية وصولية، تسعى لتلبية وإنجاز أحلامها وأهدافها وتقع في صراعات مع رئيس تحريرها وزملائها بالجريدة، وتتعرض لحادث أثناء عملها الصحفي وتنقلب حياتها رأسًا على عقب، والمسلسل يصور حاليا، وسيعرض في 15 حلقة، ويشارك في بطولته القديرة سميرة عبدالعزيز، راندا البحيري، عمرو رمزي، عن قصة وحوار وإخراج حاتم صلاح.

- كيف حققت التوازن بين تصوير المسلسل وبروفات المسرحية؟

دائما صناع الدراما يقدرون العمل في المسرح، وأمنح الأولوية للبروفات، وطلبت من مخرج المسلسل تأجيل التصوير لحين الانتهاء من البروفات، خاصة أننا في مرحلة التحضيرات النهائية، حتى أستطيع التركيز في العرض، لأنني كما ذكرت متوترة وخائفة، وبعد افتتاح العرض استكمل تصوير المسلسل نهارا، وفي المساء اتفرغ للعرض.  

- تعودين للسينما بفيلم “الورقة الثالثة”.. ما تفاصيل العمل؟

سعيدة بمشاركتي في الفيلم الفرنسي “La troisieme feuille - الورقة الثالثة”، وأجسد شخصية قاتلة، وأحداث الفيلم تم تصويرها بالكامل في باريس، وتدور أحداثه عن عائلة مصرية تعيش بباريس ويموت الأب ليبدأ الصراع على الميراث، الفيلم قصة سارة شولح، ويضم العديد من الممثلين من أكثر من دولة مثل أحمد فوزي من مصر وفراس الجميلي من تونس وJeanne Siclier  وGabriel Gavietto من فرنسا ومن سوريا فادي بطل، والفيلم إخراج منى خضري، وسيتم عرض الفيلم تجاريا في مصر وفرنسا قريبا.

- بدايتك الفنية شهدت إنطلاقة قوية مع كبار النجوم لكن بعد ذلك حدث تراجع في عدد أعمالك وظهورك.. ما السبب؟

أحب عملى جداً، والفن بالنسبة لي ليست مهنة لكسب المال، لذلك لا أعمل من أجل التواجد فقط، رغم أنني يعرض علي الكثير من الأعمال، لكن أغلبها لا تناسبنى، وهذا سبب غيابي لفترة طويلة، ويشعر الجمهور ببطء خطواتي الفنية، لكن الجمهور إعتاد أن يشاهدني بمستوى فني معين، ولا أريد التراجع عن هذه الصورة، خاصة أنني ظهرت في أعمال تعد من كلاسيكيات الدراما المصرية، مثل “ذئاب الجبل، قصة الأمس، قاسم أمين، أم كلثوم”، وغيرها من الأعمال التي مازال يستمتع بها الجمهور، وتعوض غيابي، هذا بالإضافة لتركيزي مع أسرتي وبناتي وزوجي، وربما لو كنت ركزت في التمثيل على حساب أسرتي لأصبحت في مكانة مختلفة تماماً، لكني راضية عن كل ما حققت في حياتي المهنية والأسرية.

- كيف تقيمين مكانتك الفنية بين أبناء جيلك؟

في البداية كانت تشغلني هذه الفكرة، لكن بعدما وصلت لمرحلة أنني اختار الغياب عن الشاشة بإرادتي، والتقييم بالنسبة لي هو رأي الجمهور، ولمست قبولهم لغيابي عنهم مع العودة بأعمال مميزة، أصبحت لا أفكر بهذه الطريقة، وعندما ابتعدت عن الفن بعد زواجي وحملي وبعد فترة توقف الحالة الفنية في 2011، كان لدي قلق من مقابلة الجمهور، وشعرت أنني سأبدأ مشواري من الصفر، واكتشفت أن شعوري خطأ، والجمهور تقبلني لأنه مازال يتذكر أعمالي المحترمة. 

- معنى ذلك أنه لا تشغلك البطولة المطلقة؟

مشهد رائع في عمل جيد أفضل من بطولة مطلقة في عمل لا يشعر به أحد، الجمهور لا يحسب المشاهد للممثل، لكنه يتذكر الدور الجيد المحترم المميز، الكثير يقدمون أفلام تجارية من أجل الظهور فقط ولا يشعر بهم أحد، وأحياناً كثرة الأعمال تكون ضد الفنان وليست في صالحه، لأن الجمهور يشعر بالملل ولا يريد مشاهدته.

- ما معاييرك الفنية؟

أن يتضمن العمل فكرة جيدة تهم الجمهور، ولا أقبل دور كبير لا يقدمني بشكل جيد، أو لا يقدم رسالة وفكرة للجمهور، وأقبل فقط عملا استمتع بمشاهدته ويقدمني بشكل محترم، وطوال مشواري لا أقبل أدوار بها عُري أو إغراء حتى لا أشعر بالحرج أثناء تصويره أو مشاهدته، ولا افضل تقديم السير الذاتية، فلا أريد أكون نسخة ثانية من شخصية عامة، لأنني لن أستطيع الوصول لتفاصيل وجمال النسخة الأصلية.

اقرأ أيضا : حلا الترك: «سكر» كسر حاجز الخوف بداخلى l حوار


 

;