أولاد الخال اعتدوا على ابن عمتهم ضربًا حتى الموت

بسبب دفاعه عن «كلب».. صراع عائلي ينتهي بالدم

نزيه الضحية
نزيه الضحية

المنوفية:‭ ‬إيمان‭ ‬البلطي

 بمجرد قراءة العنوان تظن أن الأمر لا يُصدق، بل هو ضرب من ضروب الخيال،  كيف يقوم صراع عائلي ينتهي بموت أحدهم بسبب «كلبة»، لكن البديهي والمؤكد أن هذا الموقف أشعل فقط الصراع في حين أنه كان موجودًا وقائمًا، تفاصيل أكثر عن تلك الواقعة التي راح ضحيتها نزيه، ابن الـ29عامًا، على يد أبناء خاله، والتي شهدت أحداثها إحدى قرى مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، في السطور التالية.

واقعة تقشعر لها القلوب، ليس فقط لتفاصيلها، بل لغرابتها، ونُدرة أحداثها، خاصة وأنها تحمل جحودًا عائليًا كبيرًا، وتحمل حقدًا بين الإخوة هائلاً، وكل هذا كانت نتيجته الموت قتلا، وقد كان، يقولون إن السبب «كلبة»، حامل، تعرضت للضرب، فقام «نزيه» بالدفاع عنها، وهنا تعرض للقتل، على يد أبناء خاله.

يحكي تفاصيل تلك الواقعة لـ»أخبار الحوادث»، شقيق المجني عليه، هاني، قائلا: «منذ زمن وهناك خلافات بين أخوالي الثلاثة، وبين أمهم وشقيقهم، وهي جدتي وأمي، وهذا الخلاف امتد حتى إلى أبنائهم، والذين كانوا يكيلون لنا العدواة والبغضاء، بسبب أو دون سبب».

واستكمل: «أنا أعيش في منزل مع ٩ أشخاص، والدتي وجدتي لأمي، وأشقائي لأمي، ومنذ الصغر وبعد وفاة والدى وأنا أتولى مسؤليتهم جميعًا، نعيش فى منزل واحد يسوده الاحترام والهدوء والمودة، وكانت أمي لديها ٣ أشقاء (أخوالي)، جميعهم طردوا أمهم (جدتي)، ولم يبق لها سوى ابنتها (أمى) لتعيش معها، وبفضل الله عشنا تحت سقف واحد في بيتنا، نتقاسم العيش والزاد واستمرت الحياة بحلوها ومرها».

وأضاف: «أولاد خالي بعد وفاة خالي، كانت والدتهم تنشر السم في داخلهم تجاه أمي، وتريد أن تفتعل المشكلات معنا، وكنا نبتعد عن المشكلات من أجل أن تستمر الحياة، ويشاء القدر أن يشتروا قطعة أرض مجاورة لمنزلنا، يربون فيها الدواجن والطيور، وكذلك يتخذونها حظيرة للمواشي، يوميا يتلفظون بألفاظ قبيحة حتى يفتعلون مشكلة معنا».

وعن يوم الواقعة أضاف: «كان بعض أولاد خالي يعملون بإحدى الشركات بالقاهرة، يأخذون إجازة الخميس والجمعة، وفي يوم الجمعة دخل إسلام ابن خالي إلى حظيرتهم، وبمجرد مروره نبحت الكلبة عليه، فجاء بقالب من الطوب وضرب الكلبة الحامل ببطنها، ولما قالت له أمى (عمة إسلام)، «حرام عليك هذا حيوان أخرس ولا يستطيع أن يفعل شيئا ولن يؤذيك لماذا تضرب الكلبة»؟، عندها تجرد إسلام من الرحمة وسحب عودا كبيرا، وأراد أن يضرب بها الكلبة، وقال لها أنه سيقتلها، كل ذلك من أجل أن يفتعل مشكلة، لأن أطفاله كل يوم يلعبون مع هذه الكلبة وهو يعلم جيدًا أنها غير مؤذية، وفى ذلك الوقت قام أخي نزيه بحماية الكلبة الحامل، وتلقى الضربة على جسده، وأدخل الكلبة إلى المنزل».

مشاجرة عائلية

واستكمل هاني، شقيق المجني عليه، حديثه عن الواقعة، قائلا: «بعد أن أدخل شقيقي الكلبة الحامل للداخل، انهال ابن خالي على عمته بالشتائم والألفاظ النابية، والتى يعاقب عليها القانون، وهنا شعرت أمي بالاهانة، وأخذت تردد حسبي الله ونعم الوكيل، ولم ينته الموقف حتى رأينا مجموعة أشخاص، رجال ونساء يقتحمون البيت، ومعهم عصيان وأسلاك وكابلات كبيرة، وحجارة، ولم يتركوا أحدا بالبيت إلا وضربوه وسحلوه».

واستطرد قائلا: «هؤلاء الأشخاص لم يكونوا أغرابًا عنا، أولاد خالي إسلام وإبراهيم، ومعهم سلك كهربائي، وبصحبتهم شقيقهم الثالث طلال، ومعه سلاح أبيض، (سنجة)، وانهالوا بالضرب على أخي نزيه، حتى سقط على الأرض مغشيًا عليه، وضربتني والدتهم، وعندما دافع ابني إبراهيم، البالغ من العمر ١١ عامّا عنى، ضربوه ضربة قوية على رأسه وأصيب إصابة بالغة، وعليه تم الاتصال بالاسعاف، ونقل أخي نزيه إلى مستشفى ميت خلف، وهو في غيبوبة تامة، بسبب نزيف بالمخ، وخضع لعملية تفريغ نزيف من قبل أطباء جراحة المخ والأعصاب، وتم حجز المريض بالعناية المركزة، وظل أخي  على جهاز تنفس صناعي بدرجة وعي 4/15، وظل في غيبوبة تامة إلى أن لقى ربه ومات».

وأنهى شقيق المجني عليه حديثه قائلا: «فور ما حدث تحرر محضر بالواقعة، وبالفعل أحيل إلى النيابة العامة، والتي أمرت بحبس كل من إسلام وإبراهيم، على ذمة القضية، وجارٍ إحضار باقى الأطراف الذين كانوا بالمشاجرة، وأنا أعلم علم اليقين أن قضاءنا العادل سوف يقتص لنا من الجناه، حتى تثلج قلوبنا، فقد مات شقيقي بعمر ٢٩ عامًا، تاركا طفلة صغيرة، ومرارة الحزن عليه».

جحود

في حديثها لـ»أخبار الحوادث»، قالت الجدة: «أنا سيدة عجوز وكفيفة، بلغت من الكبر عتيا، يوم الحادث سمعتهم وهم يضربون أحفادي، ولم يكتفوا بذلك بل قامت زوجة ابني (زوجة خال المجنى عليه) بتكتيفي، وظلت تضربني بقالب حجارة حتى كسرت اصبعى، ولم يرحموا ضعفي ولا قلة حيلتي، وأننى لا أتحرك بسبب إصابتي بجلطة من فترة».

وبدموع وحرقة استكملت كلامها قائلة: نزيه رحمة الله عليه كان بيشلني يدخلني الحمام وبيخدمنى، وعمره ما اتأخر عني، أولاد ابني قتلوه، ربنا ينقتم منهم».

واختتمت والدة المجني عليه، قائلة: «مش عارفة أعمل ايه، ابني مات، واللي قتله ولاد أخويا، مشاكل قديمة ومنتهتش، وحتى بعد ما مات أخويا، مراته فضلت تزرع السم في والدها، وقدرت تكرهم فينا، ووصل الأمر إلى قتل ابني على يد ابنائها، أمهم سبب الخلاف من الأول، أمهم هي اللي حرضت جوزها على أمه، ودلوقتي حرضت ولادها على ابني، وقتلوه، دلوقتي هي فرحانة كده، ابني مات وولادها في السجن، ياريت تكون عرفت دلوقتي أخرة اللي كانت بتعمله إيه».

اقرأ أيضا : طفل يقتل نجل عمه بعيار طائش خلال حفل زفاف


 

;