الشرقية - إسلام عبدالخالق
عيار طائش.. لفظ يُطلق دومًا على تلك الأعيرة النارية التي قد تنهي حياة البعض أثناء حضور المناسبات المختلفة من زفاف أو احتفالات ، بيد أن ما جرى في قرية «الأعراس» التابعة لدائرة ونطاق مركز شرطة منيا القمح في محافظة الشرقية كان أمرًا يفوق التوقع ؛ إذ وقع حادث راح ضحيته طفل بالكاد أتم ربيعه الرابع عشر وفارق الحياة وهو طالب في الصف الثاني الإعدادي، إلا أن الغرابة كلها كانت في شخص من أطلق النار وأصاب عياره الطفل المقتول، والذي تبين أنه نجل عمه الطفل هو الآخر الذي يكبر القتيل بعامٍ واحد ويسبقه في سنوات الدراسة بسنة واحدة.
اصطحب الأب ابنه «محمد» صاحب الأربعة عشر ربيعًا الذي لا يزل طالبًا في الصف الثاني بالمرحلة الإعدادية، لحضور حفل زفاف إحدى قريباته في جو عائلي داخل قرية «الأعراس التابعة لدائرة ونطاق مركز شرطة منيا القمح في محافظة الشرقية.
وصل الابن رفقة والده إلى البلدة، وبين أهازيج وبهجات الحفل والزفاف بحضور الأهل والأقارب بدأت أصوات الأعيرة النارية تدوي في سماء البلدة ابتهاجًا بالعُرس، إلا أنه بين المُطلقين لتلك الأعيرة كان هناك «يوسف» ابن عم «محمد» الذي يسبقه في سنوات الدراسة بسنة واحدة ويكبره كذلك ببضعة أشهر.
استل «يوسف» السلاح الناري وراح يُطلق أعيرة نارية بشكل عشوائي ابتهاجًا بحفل الزفاف، بيد أن أحد تلك الأعيرة سكن في رأس «محمد» ليُرديه قتيلًا ويتحول الفرح إلى مأتم في ظرف ثوانٍ قليلة.
خفت صوت الحفل وتوقفت الموسيقى وحل السكون على الأجواء وتبدلت الزغاريد بالصراخ واللطم بين نسوة العائلة، وبين هذا وذاك حضرت إحدى عربات الإسعاف إلى المكان ونقلت الجثة إلى مشرحة المستشفى، في الوقت الذي ألقى رجال الشرطة القبض على الطفل المتهم وبحوزته سلاح جريمته الذي قتل به نجل عمه دون قصد.
البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بتلقي مأمور مركز شرطة منيا القمح إشارة من مستشفى منيا القمح المركزي بوصول «محمد ع م ع»، طفل يبلغ من العمر أربعة عشر ربيعًا، طالب في الصف الثاني بالمرحلة الإعدادي، مُقيم في نطاق ودائرة مركز شرطة منيا القمح، جثة هامدة إثر إصابته بطلق ناري في الرأس، وجرى نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى والتحفظ عليه تحت تصرف النيابة العامة.
بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية أنه أثناء تواجد الطفل المقتول رفقة والده في حفل زفاف إحدى أقارب والده بناحية قرية «الأعراس» التابعة لدائرة ونطاق مركز شرطة منيا القمح، قتله ابن عمه المدعو «ي ال» طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، طالب في الصف الثالث بالمرحلة الإعدادية؛ بعدما أطلق الأخير عيارًا ناريًا أثناء اللهو بسلاح ناري ابتهاجًا بحفل الزفاف، فأصاب العيار الطفل المتوفى ليرديه قتيلًا ويودي بحياته.
جرى ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 9294 إداري مركز شرطة منيا القمح لسنة 2023، وبالعرض على نيابة منيا القمح العامة، برئاسة عنتر حشيش رئيس النيابة، قررت نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق وانتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وصرحت بالدفن وتسليم الجثمان إلى ذويه لدفنه عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وكيفية حدوثها، والتحفظ على الطفل المتهم لحين ورود تقرير الطب الشرعي.
اقرأ أيضا : تأجيل محاكمة التاجر المتهم بقتل شيف البدرشين لجلسة 18 نوفمبر
