«في عشق أمل دنقل» قصة قصيرة للكاتب محمد محمود غدية

 قصة قصيرة للكاتب محمد محمود غدية
قصة قصيرة للكاتب محمد محمود غدية

توقفت أمام ديوان للشاعر أمل دنقل، جمالها هادئ، اقترب منها تسبقه ابتسامة قائلا: هل قرأت له قصيدة لا تصالح؟

لا تصالح

ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما

هل ترى؟

هي أشياء لا تشترى

وكيف استقبلها المثقفون في مصر والعالم العربي، قال عنه الدكتور نصار عبد الله: أنه شاعر لا يموت لأنه مازال يكبر بعد الموت لأنه استطاع أن ينفذ إلى أعماق الجرح العربي، أخذت تنصت له بإعجاب فقد كان حكاء وراوي جيد للشعر، إنه يكتب الشعر متأثرا بصاحب البكاء بين يدي زرقاء اليمامة.

 عرف منها أنها تزور معرض الكتاب لأول مرة، لم تمانع في مرافقته لأجنحة المعرض المختلفة، خاصة سور الأذبكية الذى يبيع الكتب رخيصة الثمن، لم يسبق لها أن رأت مثل هذا السوق الشعبي للكتاب، حدثها عن تجربته العاطفية الصادمة التي انتهت بالفشل، حدثته عن شقيقها المتشدد وخوفها من الخوض في تجربة عاطفية، لذا أغلقت عواطفها بالضبة والمفتاح رغم علمها أن الحب شيء راق وجميل، حتى الصداقة بين الولد والبنت في محيط الجامعة تخشاها، لأنها على يقين أنه حب مؤجل، شكرته وتبادلا الهاتف وانصرفا، تسلل الدفء عبر الهاتف وهى تحادثه، رغم برودة الجو شاكرة الصدفة التي جمعتهما في عشق أمل دنقل.

 

 تهاتفه كل ليلة حتى كان يوما صارحته بعواطفها نحوه، وكيف أنها لم تستطع إكمال القصيدة التي كتبتها لأجله، لأنها تعيش الحب الأكبر من كل قصيد، سألته: هل تعيش الحب مثلي؟  لم يجب وانقطع اتصال الهاتف، ولم تفلح في الاتصال به وقد أغلق هاتفه، أصابتها الدهشة، حتى استقبل هاتفها رسالة منه تقول: أحببتك ولأن تجربتي السابقة في الحب كانت صادمة، فقد خشيت أن أفتقدك، لذا آثرت الرحيل لتبقى ذكراك أجمل ما صادفني في عمري .