«للتعرف على هويتهم حال استشهادهم».. أهالي غزة ينقشون أسمائهم على أرجلهم وأيديهم 

أهالي غزة ينقشون أسمائهم على أرجلهم وأيديهم 
أهالي غزة ينقشون أسمائهم على أرجلهم وأيديهم 

تم تداول مقاطع فيديو مؤثرة بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تلك المقاطع تسلط الضوء على واقع أطفال قطاع غزة والصعوبات البالغة التي يواجهونها في حياتهم اليومية، وتُلخص هذه اللقطات الحقيقة المريرة للحياة تحت ضغوط القصف المستمر والخوف المستمر الذي يحيط بهم نتيجة الصراعات الدائرة في المنطقة.

وعلى الرغم من صغر سنهم، إلا أنهم يستخدمون وسائل بسيطة للتعبير عن مشاعرهم وتجاربهم في محاولة للحفاظ على هويتهم وتمييزهم بين أقرانهم.

يُلاحظ في هذه الفيديوهات ظاهرة جديدة لم تكن مألوفة بشكل واسع في القطاع، وهي كتابة أسماء الأطفال على أجسادهم.


«الحبر الأسود سبيل معرفة هوية أطفال غزة تحت ظلال القصف»

أظهرت مقاطع الفيديو جثث أطفال ملقاة داخل ما يبدو أنها مشرحة بمستشفى في غزة، وقد تم رفع أحد ساقي سراويلهم لتتكشف كتابة بالحبر الأسود على جلودهم.

هذا الحبر الأسود هو علامة صغيرة على الخوف واليأس الذي يشعر به الآباء في القطاع المكتظ بالسكان، بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الدامي بغارات جوية متواصلة ردًا على عملية طوفان الأقصى.

ووصف مشرف الغرفة التي يتم فيها غسل جثث الموتى في مستشفى "شهداء الأقصى"، الأحد، بأن هذه اليوم هو "يوم استثنائي بسبب ما شاهدوه"، بحسب قناة"CNN بالعربية" الإخبارية.

والعديد من الأطفال مفقودون، وكثير منهم يصلون إلى المستشفيات وجماجمهم مكسورة... ومن المستحيل التعرف عليهم، فقط من خلال تلك الكتابة يتم التعرف عليهم".

ولذلك العديد من الآباء يكتبون أسماء أطفالهم على أقدامهم حتى يتم التعرف عليهم بعد الضربات الجوية وإذا ضاعوا".

وأكد مُتحدث باسم وزارة الصحة في غزة يوم الأحد، على وقوع مأساة إنسانية مروعة، حيث أعلن أن إسرائيل قد أسفرت عن وفاة 177 طفلا فلسطينيا خلال 24 ساعة، هذا الإعلان الصادم يُسلط الضوء على الحجم المدمر للأزمة الإنسانية والأثر الكبير على الأطفال.

وفي سياق متصل، قامت خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة بتحذير العالم يوم السبت، بشأن الأوضاع الإنسانية المروعة في قطاع غزة، حيث وصفت الظروف هناك بأنها "كارثية"، مما يجعل الوضع مأساويًا بحق.

وأعلنت الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال في فلسطين يوم السبت، عن إحصائيات صادمة تشير إلى وفاة ما لا يقل عن 1661 طفلاً شهيدًا، نتيجة القصف المتواصل من قبل القوات الإسرائيلية منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، وكذلك، تم تسجيل وفاة 27 طفلاً في الضفة الغربية خلال نفس الفترة، وهذا يشير إلى حدوث مأساة إنسانية بمعدل يتجاوز 120 طفلاً يوميًا، مما يُظهر حجم الكارثة الإنسانية والمأساة التي يمرون بها.

من جانب آخر، تستمر أعداد ضحايا قطاع غزة في الارتفاع يومًا بعد يوم، حتى الأطفال الذين لم يُفقدوا حياتهم تمامًا يعانون من آثار نفسية كبيرة، هؤلاء الأطفال أصيبوا بأزمات نفسية وعصبية نتيجة شهادتهم المروعة للقصف والدمار من حولهم.

وتتزايد تداعيات هذه الأحداث بسرعة خلال 16 يومًا من الحصار والهجمات الإسرائيلية على القطاع، حيث كانت التداعيات النفسية عميقة بصورة خاصة على هؤلاء الأطفال الأبرياء.

ومنذ صباح يوم السبت 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، كما قصف المقاومة مستوطنات غلاف غزة بآلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع عديدة في المستوطنات الإسرائيلية، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، والذي تم بشكل واسع ومكثف.

وسقط مئات القتلى في إسرائيل جراء هجمات المقاومة الفلسطينية، وقال هيئة البث الإسرائيلية.

وقال موقع "واللا" العبري، في وقتٍ سابقٍ، نقلًا عن العاملين في المستشفيات الإسرائيلية، "ما يحدث حاليًا لا يمكن وصفه بالفوضى العارمة بل أسوأ من ذلك بكثير".

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصق مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

وأشار نتنياهو إلى أن فصائل المقاومة الفسطينية، مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الإحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها آلاف الشهداء من الجانب الفلسطيني.