قلم حر

الوزير .. والقرار الجرىء

ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز

قبل نحو 50 يوماً هاجت الدنيا وماجت لقرار استبدال اللواء حسن موسي المدير التنفيذى للزمالك بالدكتور عماد البنانى الذي تم تعيينه بقرار سليم وجرىء من د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة لوأد فتنة كان من الممكن أن تعصف بمستقبل النادى ، وتحول دون إجراء واحدة من أعظم الانتخابات على مدار تاريخ البيت الأبيض ، ورغم موجات الغضب صمد الوزير الشجاع وتمسك باستمرار البنانى الرجل الذى يحمل خبرات وتجارب سنوات أمضاها فى ملعب الإدارة الرياضية ، وبعد أقل من 24 ساعة قطع البناني لغة التشكيك والجدل ودعا فوراً إلى الانتخابات مدعوماً بقرار الوزير، وهيأ مع زملائه من أفراد اللجنة الثلاثية بالنادى كافة معايير النزاهة والموضوعية لكل المشتاقين للبيت الأبيض، وجرت مراحل العملية الانتخابية فى أجواء أقل ما يمكن أن توصف بها أنها إيجابية ومثالية ، أجواء تحول فيها المتناقسون إلى أصدقاء ، وأعضاء النادى إلى أصحاب بيت ، أجواء ساعدت رؤية الرموز والحكماء  بعد سنوات من الهجر والغربة ، شاهدنا أسماء لم نكن نسمع عنها من قامات وقمم ونجوم رياضية وسياسية يحبون النادى ، جذبتهم الاجواء الحضارية والراقية والإيجابية وشدهم الحنين ،منهم من تحامل على عكاز ومنهم من جاء  كرسي متحركة للمشاركة ومناصرة مرشحيهم ، وكان  الجمعة الماضي يوم الاقتراع  تاريخياً من كل الوجوه ، باستثناء بعض المناوشات التى لم تتمكن من عرقلة عملية العبور لأن الكل كان على باقة العشق ، إضافة إلى الجهد الوفير من أفراد التأمين بقيادة الكابتن لؤي دعبس وهو واحد من عشاق البيت الأبيض أيضاً .. تحولت المراحل الصعبة التى توقعها المتشائمون فى اعقاب قرار استبدال موسي بالبناني إلى أيام حلوة مرت كنسمات الربيع ازداد معها الزمالك اخضراراً وحلاوة ، وعزز هذه الأجواء الحلوة إرادة جمعية عمومية أثبتت أنها واعية جداً بانحيازها الكامل إلى القائمة الموحدة بقيادة الكابتن حسين لبيب «ابن النادى» الذى احتفي به الأعضاء وغني له الجمهور  ، وزادها حلاوة مسارعة الخاسرين للمباراة الانتخابية على رأسهم الفارس النبيل هاني العتال والمحارب عمر هريدى  والكابتن ناصر ابراهيم والمتألقة مرفت احمد وغيرهم بتقديم التهاني للفائزين تحت شعار : حب الزمالك والانتماء إليه أخلاق .. كل ما أتمناه أن يحافظ أفراد القائمة الموحدة على هذه المكتسبات التاريخية فلا يتسلل إليهم حملة المباخر وهواة الفتن والانتقام حتى لا تحترق الأرض الخضراء التى باتت مهيأة إلى الزرع والري والحصاد .. شكراً لكل من ساهم فى الأجواء الرائعة .. وتحية لأبطال العملية الانتخابية التى نتمناها بشكلها الجميل بلا طعون وبلا تشويه  .. وبالتوفيق للبيب ورفاقه وهارد لك للفرسان الذين لم يحالفهم التوفيق  ، وتحية كبيرة جداً إلى د.أشرف صبحي الذى يثبت يوماً بعد يوم أنه يستحق لقب كبير العائلة الرياضية والشبابية لأنه يفعل ما يرضي ضميره ويخدم وطنه ولولا قراره الجرىء لما شاهدنا هذا المشهد الجميل .