الخروج عن الصمت

اغتالوا البراءة

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

من الصعب أن تدين إنسانا مدللا على أفعاله حتى وإن بال على ثوبك فهو يعتبر ما فعله كرامة لك.
هكذا تعامل العالم مع وليدهم المدلل فى الشرق الاوسط رغم همجيته ووحشيته ضد اطفال ونساء وشيوخ غزة لم تأخذهم شفقة ولارحمة بصراخ الاطفال بل اغتالوا ابتسامتهم وبراءتهم واعتبروا مافعلوه هو انقاذ للبشرية من الإرهاب.


رغم هول ماحدث من خراب ودمار وتشريد وقتل للاطفال والنساء وكسر كل قواعد الامم المتحدة بالهجوم على دور العبادة والمدارس والمستشفيات الا ان هناك من يجد مبررا لتلك الوحشية بأنها جاءت للرد على مافعلته المقاومة . وللاسف لم يتذكر هؤلاء كل المذابح التى ارتكبتها إسرائيل فى حق المدنيين سواء كانت فى الحرم الابراهيمى اودير البلح ودير ياسين اوصبرا وشاتيلا. أوقانا لو استرجعت الاحداث فستجد ان اجرامهم فاق كل الحدود. وبدلا من ان يستوعبوا مابقى منهم ويتعايشوا معهم ذهبوا فى حكومتهم الجديدة للتطهير العرقى وبناء مزيد من المستوطنات وحولوا شعبهم الى عصابات مسلحة لمطاردة الفلسطينيين وانتزاع أراضيهم.

 


قبل ان تتكلم ضع نفسك مكان أهالى غزة اصبحوا يستيقظون على صراخ اطفالهم ونسائهم ، فلا ملاذ ولا مأمن لهم وعليهم أن يرضخوا لصبيه تلموديين يحملون السلاح .. وان حاولوا الصراخ فى وجوههم كان نصيبهم أن يلقوا حتفهم. ورغم القصف والتصفية اصبح اعتقال الاطفال غاية يتلذذون بها لدرجة انهم اعتقلوا طفلا اصم ولم يرحموا صمته وصراخه لانه لايجيد التعبير عن نفسه .


كلما حاولت ان تذكر البعض وتعيد لأذهانهم وحشية ذلك العدو تجد من يبررها بكلمة تخرجك عن ثبات العقل عليهم أن يقبلوا الأمر الواقع .
هذا الأمر الذى تريد لهم قبوله مستحيل ان ترضاه لنفسك إلا لو أصبحت والعياذ بالله ديوث ترى انتهاك حرمات بيتك وانت صامت.
تذكروا هذه الايام جيدا فإن التاريخ سيسطرها فى طيات صفحاته وسيعلم القاصى والدانى بأنكم مدعوون للحرية والديموقراطية.
وسيقرأ من يمسك بيده صفحات التاريخ بأنكم نازيون لا تختلفون عن نازية هتلر التى طالما تغنيتم بها بأنها دمرت العالم بأسره من أجل أحلامه .