مشوار

ذاكرة أمريكا المعتلة

خالد رزق
خالد رزق

يبدو أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة  لا تورث تجاربها السابقة، أو أن ذاكرتها الأمنية معتلة «ميح» على حد تعبيرنا العامى المصرى البديع،  فهؤلاء فى المؤسسات الأمريكية حول الرئيس العجوز بايدن  راحوا فى دعمهم للعدو الصهيونى إلى حد تجييش الجيوش وحشد حاملات طائرات ومدمرات، فى مواجهة قوة حركة مقاومة محدودة التعداد وليست مجهزة إلا بالبدائى و الخفيف من السلاح وشعب أعزل محاصر و مقهور منذ عقود..

الانقطاع بين تجارب الذاكرة المهمة القريبة بنتائجها و بين مواقف هذه الإدارة الوحشية المتعسفة الرعناء تشهد عليها تحركاتهم العسكرية وحتى السياسية دعماً لاحتلال إحلالى وحشى ينتمى فى مرجعياته وأيديولجيته إلى أزمنة غابرة لا تليق بالتطور و التحضر الإنسانى وقد اقتربنا من إتمام الربع الأول من أول قرن بعد الألفية الثانية العدو الصهيوني. فهؤلاء فى دوائر صنع القرار فى حكومة بايدن تقريباً إما نسوا أسباب ما جرى لهم فى 11 سبتمبر، أو أن أحداً فى المؤسسات لم يشرح لهم ما جرته مواقف إدارات سابقة على بلادهم من موت و خراب ، أى أنهم نسوا أن يلقنوهم أن العدوان بيبيح للضعيف المعتدى عليه و الذى لا يملك رداً عسكرياً مقابلاً اللجوء إلى الخيار المنطقى الممكن والأشد إرعاباً بتنفيذ عمليات مؤثرة صغيرة ضد مصالح العدو و داعميه فى أى مكان على وجه الأرض باختصار يحول المقاوم ساحة القتال إلى ساحة كونية مفتوحة لا يمكن حصر أهدافها، وعليه فمن المستحيل حمايتها و تجنب الخسارة.. عموماً لا يوفر الأمريكان بمواقفهم الداعمة لعدوان همجى لا إنسانى ، للضمير الإنسانى الحر فى كل مكان  ولمسلمى و مسيحيى الشرق الأوسط كله و للمقاومة العربية فى ساحات المواجهة وعلى اتساع دول الطوق كلها، «أسباباً» للكراهية الحقيقية لمن يرونه الشريك الأصلى الأهم  الأكبر فى العدوان، وهى كراهية إن كنتم ضعاف الذاكرة أوالعقل لا بد وأن تعبر عن نفسها ضدكم و ضد مصالحكم أينما كانت ، بهذا يقول الحق الإنسانى فى بديهيات الفكر المقاوم.. أتصور أن على شعب المهاجرين المستوطنين الأمريكى، إن كان يطلب الأمان  أن يذكر و ينبه حكامه وإدارته بما قادت إليه سابقاً مواقف كتلك، و ما سيجره التمادى فيها حتماً من خسائر و على كل الاتجاهات و المستويات .