سقوط شهداء « صاحبة الجلالة » بأيدى الغدر

شهداء صاحبة الجلالة
شهداء صاحبة الجلالة

آية‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬المقصود

فكم من كربة أبكت عيونا فهونها الكريم لنا فهانت .. على مدار أسبوعين من الهجمات والضربات العنيفة التى شنتها قوات الإحتلال على قطاع غزة بدولة فلسطين الشقيقة، والتى راح ضحيتها آلاف الشهداء، حيث نالت أيادى الغدر ثمانية من الصحفيين الفلسطينيين أثناء تغطية أحداث الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة منذ أن شنت حماس عملية “طوفان الأقصى” فى السابع من أكتوبر الجارى، العملية التى قوبلت بهجوم غاشم من قبل الجانب الإسرائيلى، أودت بحياة مئات الشهداء، حيث أن هؤلاء الصحفيين واجهوا  مخاطر كبيرة بشكل خاص أثناء محاولتهم تغطية الحرب وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، وانقطاع الاتصالات والتيار الكهربائي على نطاق واسع

من المفترض أن الصحفى هو شخص مدنى يقوم بعمل هام أثناء الأزمات والحروب، ويجب ألا يتم استهدافه من قبل الأطراف المتحاربة، كما يعتمد الملايين في جميع أنحاء العالم على المراسلين والصحفيين في المنطقة لتغطية الأحداث وتقديم معلومات دقيقة حول ما يحدث، فلا بد من حمايتهم. 

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أعلن استهداف وهدم عدد من منازل الصحفيين، ورصد أضرار بالغة تعرضت لها العديد من المؤسسات الإعلامية، وتم حصر تضرر أكثر من 40 مقر لوسائل الإعلام، وطالب المكتب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للاعتداءات الأخيرة عليهم.  

وقد استقبل الوسط الصحفى خبر سقوط آخر شهداء صاحبة الجلالة، الصحفية الفلسطينية “سلام ميمة”، والتى استشهدت جراء قصف لمنزلها بنطقة بئر النجعة شمال غزة، وكان آخر منشور كتبته “ميمة” عبر صفحتها الشخصية على فيس بوك يحمل صور أطفالها الثلاثة مرفقة بكلمات  “أولادي هم السند والسكن والمسكن والسكينة ولذة الحياة.. اللهم إنهم قطعة من روحي، فيا رب احفظهم لي بعينك التي لا تنام.. على وهادي وشام “ . 

كما استشهد أيضا هشام النواجحة، مصور وكالة خبر للأنباء،  وكانت آخر كلمات كتبها هشام   على صفحته بفيس بوك يشيد فيها بصمود الشعب الفلسطيني، قائلا: “ ولا أعلى من هيك معنويات.. كم أنت عظيم يا شعبنا برجالك”، وقبل استشهاده بنحو 20 ساعة فقط كتب كلمات رثاء لرحيل عبدالله أبوسيف، الذي كان أسيرا في سجون الاحتلال، وبعد خروجه تعرض منزله في غزة إلى قصف عنيف أسفر عن استشهاده. 

كما خيمت حالة  من الحزن على أسرة موقع “الخامسة للأنباء” بعد خبر استشهاد رئيس التحرير سعيد الطويل أبو رضوان، بعد ساعات من منشور كتبه على صفحته بموقع فيس بوك، قال فيه: “ اطمئن فنحن في رعاية الله في كل الظروف”، وبعد الأحداث الأخيرة في قطاع غزة والتي بدأت من يوم 7 أكتوبر، تحولت صفحته إلى وكالة أنباء تبث أخبار الحرب لحظة بلحظة. 

وقد نال الشهادة أيضا الصحفى محمد صبح أبو رزق، بوكالة “خبر للأنباء”،  وقد تحولت صفحتة الشخصية “ فيس بوك إلى سرادق عزاء حزنا على استشهاده، وقد رثاه أحد أصدقاءه بكلمات مؤثرة “طلبتها ونولتها لكنك أوجعت قلوبنا”.

واستشهد أيضا محمد الصالحي، مصور صحفي بوكالة أنباء “السلطة الرابعة” بالرصاص بالقرب من مخيم للاجئين الفلسطينيين في وسط قطاع غزة، وسيطرت حالة من الحزن على العاملين بوكالة السلطة الرابعة بعد  سماع استشهاده الذي نعاه شقيقه معز بكلمات مؤثرة على صفحته، كتب فيها: “ ضهري مسنود فيك وأنت عايش.. ولما استشهدت ضهر أتسند أكثر.. الله يرحمك يا صاحبي”، وقد استشهد الصالحى على الشريط الحدودي في قطاع غزة أثناء تغطية الأحداث. 

كما استشهد إبراهيم لافي، مصور وكالة  “عين ميديا” ، بعد إطلاق النار عليه عند معبر إيرز في قطاع غزة، بحسب مركز مدى وهيئة الخدمات المشتركة، كما استشهد فى إذاعة صوت الأسرى الصحفى أحمد شهاب وزوجته وأطفاله الثلاثة فى غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزله شمال قطاع غزة. 

واستشهد أيضا محمد فايز أبو مطر، مصور صحفي مستقل، خلال غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، كما استشهد أيضا أسعد شملخ، وهو صحفي مستقل، مع 9 من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في الشيخ عجلين، وهو حي في جنوب قطاع غزة.

كما استشهد كل من مصور وكالة “رويترز” عصام عبد الله، والإعلامية اللبنانية إيلي براخيا، فيما أُصيبت الزميلة كارمن جوخدار في شبكة “الجزيرة” جراء قصف إسرائيلي على سيارات الأطقم الصحفية في علما الشعب، وجرى نقلها إلى المستشفى.

وتم توجيه نداء لطواقم الإسعاف للتوجه إلى مناطق القصف في علما الشعب بسبب إصابة الصحفيين، وعملت فرق الإطفاء على إطفاء السيارة المشتعلة.

وأفاد مدير مكتب “الجزيرة” في لبنان، مازن إبراهيم، بأن الصحفيين كانوا فوق تلة لرصد الأحداث في جنوب لبنان وكانوا يضعون إشارات للتعريف بهم بوصفهم صحفيين، ولم يكونوا قريبين من أي مواقع عسكرية.

وقد تداولت أنباء متضاربة عن استشهاد الصحفى الفلسطينى نضال الوحيدى على يد جيش الاحتلال بعد اعتقاله أثناء تغطيته للأحداث عند معبر” إيرز”، إلا أن زميله يوسف شكارنة  علق عبر حسابه على فيس بوك قائلا: “ أسرته تعرفت عليه من مقطع مصور للمعتقلين داخل مستوطنات الغلاف” .

بينما أصيب محمد جرغون، صحفي في شركة “سمارت ميديا”، بالرصاص أثناء قيامه بتغطية الصراع في منطقة تقع شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وفقا لمجموعة مدى الفلسطينية لحرية الصحافة وهيئة الأركان المشتركة. 

كما أصيب مراسل قناة الغد، إبراهيم كنعان، بشظايا قذيفة مدفعية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بحسب مركز مدى وهيئة الأركان المشتركة. 

واعتدت شرطة الاحتلال على فراس لطفي، مراسل قناة سكاي نيوز عربية، إلى جانب صحفيين آخرين في سكاي نيوز في مدينة عسقلان الجنوبية، وفقا لأعضاء طاقم التلفزيون. حيث أن الشرطة الإسرائيلية قد صوبت بنادقها نحو رأسه، وأجبرته على خلع ملابسه، وصادرت هواتف الفريق، وأجبرتهم على مغادرة المنطقة تحت حراسة الشرطة. 

وقد صرح رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف في بيان، قائلاً: “إن جريمة الاحتلال بحق الشهداء هي اغتيال مع سبق الإصرار والترصد، كونهم كانوا يرتدون معدات السلامة والعلامات المميزة لهم كصحفيين”، وأكد معروف أنه كان يتسنى لطائرات الاحتلال رؤية علامات الصحافة ومعدات السلامة التي يرتديها الزملاء الشهداء. 

اقرأ أيضا : من غزة .. هنا القاهرة l مراسلو « القاهرة الإخبارية » شهود عيان لنقل الحقيقة للمواطن العربى


 

;