نساء ما قبل التاريخ.. «تنظيم الإنجاب» للعمل في الصيد

 العصر الحجري القديم
العصر الحجري القديم

أظهرت دراسات حديثة أن نساء ما قبل التاريخ كانوا فنانات أيضا وساهمن برسم كهوف مثل "كويفا دي لاس مانوس" في الأرجنتين، كما قاموا بتنظيم الولادات مع الرضاعة الطبيعية لإنجاب عدد أقل من الأطفال والذهاب للصيد.

ويعتبر النساء والرجال تشاركوا جميع المهام فيما بينهم، فعلى سبيل المثال، ما بين 30 و50 في المئة من صيادي الطرائد الكبار كانوا من النساء قبل 10000 عام في القارة الأمريكية، فقد نشرت أبحاث جديدة في مجلة "Sciences advances".

اكتشفت دراسة نشرت أيضا مؤخراً في مجلة «ساينتيفك أمريكان»، واعتمدت على تقسيم العمل حسب الجنس، خلال العصر الحجري القديم، منذ ما يقرب من 2.5 مليون إلى 12 ألف سنة، أن القليل من الأدلة تدعم فكرة تخصيص الأدوار بين الرجال والنساء.

ونظر الفريق أيضاً في علم وظائف الأعضاء الأنثوي، ووجد أن النساء لم يكن قادرات جسدياً على الصيد فقط، ولكن هناك القليل من الأدلة، التي تدعم عدم قيامهن بالصيد.

وبحسب ناشر الدراسة العالم الأنثروبولوجي راندال هآس، فقد عثر هيكل عظمي لفتاة يرجع تاريخها إلى أقل من 9000 سنة قبل الميلاد قرب بحيرة تيتيكاكا في بيرو وكان جثمانها محاطا بأسلحة صيد، وبعد هذا الاكتشاف الأول، عثر على 27 هيكل عظمي آخر دفن إلى جانبهم عدة الصيد، أما اللافت في هذا الاكتشاف أن 11 هيكل عظمي يعود لنساء.

ويقدر هآس أن 30 إلى 50٪ من البشر الذين كانوا يلاحقون لعبة كبيرة منذ 10000 عام ربما كانوا من النساء.

من جانب آخر، رأت العالمة كلودين كوهين أن أوائل علماء الحفريات في القرن التاسع عشر كانوا من الرجال، لذلك قاموا بإسقاط نظرة أبوية على المجتمعات القديمة، لكن الإثباتات الحديثة أظهرت أن الأشخاص ذوي الصحة الجيدة أيا كان جنسهم شاركوا في عمليات الصيد مهما كان جنسهم.

عصور ما قبل التاريخ | اكتشاف عظام أحفورية من التيروصورات عمرها 107 ملايين عام

أما الفروقات بين الرجل والمرأة ظهرت في وقت لاحق في العصر الحجري الحديث، عندما استقر البشر، حين ازدادت الفروقات الجسدية بين الرجل والمرأة. فازداد طول الرجال جسديًا، وتحمل النساء المزيد من علامات نقص التغذية أو الأمراض.

وفي كتابها "رجل ما قبل التاريخ هو أيضًا امرأة"، توضح الباحثة ماريلين باثو أن عصر الكهوف كان أكثر مساواة بكثير مما كنا نظن وأن التنظيم الأبوي للمجتمعات لا يعود إلى أصول إنسانية.