«كومبارس» قصة قصيرة للكاتب سمير لوبة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

عبر تقاطعات طرق الحياة يمر "رضا " ما بين اللونين الأبيض والأسود لا يحمل سوى اسمه، يسير بهدوء وروية دون صخب يعتمر القناعة على الدوام، يأتيه أوردر جديد؛ ينظر من النافذة يغمض عينيه يرى صورته واسمه على كل أفيش، يقضي ليلته غارق في حلمه،

وقبل الموعد بكثير يتواجد في اللوكيشن مرتديا أفخر ما لديه من ثياب يقف منتظرا الأوامر، يزعن لصراخهم يلتزم الصمت،  وبين أروقة الصفحات الخالية  من أي حوار تعصف بأحلامه نوة بحر ثائر فلا ينسى أنه مجرد كومبارس بين المجاميع، تكفي إشارة أصبع صغير منهم أن تناديه، وفوق علامة طبشور خطوها له في جمود يقف لا يتقدم ولا يتأخر، يظهر في خلفية المشهد تلون وجهه المساحيق، يؤدي دوره بكل تفان،  بابتسامة باهتة يتمنى أن تصالح الكاميرا وجهه ليتحقق حلم كم بات الليالي يسبح فيه، حلمه كبير لكن تعجز بصماته أن تلون صفحات حياته ، ينهي دوره الفارغ من الحوار بكل إتقان، ينتهي تصوير المشهد؛ يرد  إليهم ملابس الدور، ويمسح من على وجهه المساحيق، وقبل موعد العرض أمام باب السينما يقف مرتديا أفخم ما لديه من ثياب، يتنقل بين رواد السينما يلقي بوجهه في عيونهم ربما انتبهوا لوجوده، يرفع عينيه ينظر إلى الأفيش يبحث عن صورته أو اسمه ..

كالعادة غير موجود . 

مبتسما ينطلق صوب البحر لا تكاد قدماه تلامس الأرض تحلق روحه تعانق قوس قزح، وبخفة عصفور يرقص فوق الغيمات.