حكاية "فاطمة".. بنت الرئيس محمد نجيب

الرئيس محمد نجيب
الرئيس محمد نجيب

وقفت سيارة (جيب) أمام عمارة بحري بميدان التحرير، ونزل منها ضابط الجيش ومعه فتاة ضريرة في الثامنة عشرة من عمرها، وصعد بها إلى الدور الأول من العمارة وسأل عن الدكتور محمد صبحي، وقال له وهو يشير إلى الفتاة الضريرة، هذه حالة مستعجلة وأن الرئيس محمد نجيب سيحضر حالا بشأنها.

لم تمر بضع دقائق حتى استقر موكب رئيس الجمهورية أمام باب العمارة وصعد الرئيس محمد نجيب درجات السلم، حيث كان في استقباله الدكتور صبحي وقال الرئيس له:

هذه يادكتور بنت مريضة يئست من علاج نفسها، وقد طافت بعدة مستشفيات لكن دون جدوى، فارجو أن تكون موضغ عنايتك.

ومكث الرئيس محمد نجيب لمدة ساعة وربع اطمأن خلالها على أن الفتاة قد استقرت في سريرها، وأن الأطباء بدأوا في تشخيص مرضها، وبعد أن غادر المستشفى أخذ الممرضين في استجواب الفتاة، فوجدوا أنفسهم أمام شخصية غريبة ذات اعضاب من حديد.

وسألها كبير ممرضي المستشفى.. اسمك ايه

 

قالت في هدوء تام، فاطمة محمد نجيب.

 

وكانت مفاجأة للجميع، فقد حاول ممرضوا المستشفى أن يعرفوا أي شيئ حتى عن تاريخ حياتها، وظلوا على محاولاتهم هذه ٢٠ دقيقة لكنها ذهبت أدراج الرياح.

 

وكل ماقالته لهم أن اسمها، فاطمة محمد نجيب، وأنها ظلت ٣ سنوات كاملة تنتقل من مستشفى إلى آخر دون أن ترى أو تحس أي بريق من الأمل في أن يعود إليها بصرها، وأصرت في عناد على أن اسمها هو فاطمة محمد نجيب!

 

وإزاء هذا الاصرار، والعناد من الفتاة اتصل ممرضو المستشفى بالرئيس محمد نجيب، وذكروا له الأمر متسائلين؟ هل يقبل سيادته أن يقيد اسم الفتاة كما ذكرت أم لا؟

 

لم يبد الرئيس محمد نجيب أي اعتراض، وقال إنه يقبل ذلك على شرط أن تنفذ الفتاة أوامر الأطباء وتطيعهم، وهكذا قيدت باسم فاطمة محمد نجيب.

 

البداية عندما خرجت هذه الفتاة المجهولة من مستشفى روض الفرج، بعد أن يئس الأطباء من علاجها، وأعلنوا ان حالتها غريبة للغاية، وأنهم أمام مرض لم يسبق لهم أن شاهدوا مثله، فالفتاة ذات عينين مفتوحين تماما لكنها لاترى شيئا على الإطلاق.

 

وخرجت هذه الفتاة الضريرة الضالة في هذه الدنيا، تبحث عن رجل يعيش في حي الزيتون سمعت الناس يتكلمون عنه كثيرا، واسمه "محمد نجيب"، وما إن وصلت إلى منزله، ادخلها حيث باتت ليلتها. وفي صباح اليوم التالي ارسلها الى المستشفى العسكري التي قرر اطباؤها بأنه لا أمل في شفائها.

 

لكن الرئيس محمد نجيب لم يعرف اليأس، فأرسلها إلى الدكتور صبحي لعلها تجد عنده مايعيد اليها نور الحياة.

 

وقال الدكتور صبحي، أن عملهم مقصور على مجرد الابحاث، وأنهم أمام حالة مستعصية، والحالات المستعصية في أمراض البصر غالبا ماتكون ناتجة عن أمراض خاصة في الجسم، وأنهم قد اجروا عدة ابحاث على البول والدم، وعمل اشعة على صدرها وراسها.

 

وسكت الدكتور صبحي قليلا ثم قال:

 

حتى الآن لا استطيع أن اقطع برأي.. هل ستجرى لها عملية أم لا.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم