م.القلب

طوفان الأقصى.. وصوت العقل

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

منذ انطلاق طوفان الأقصى بكل مفاجآته التى قدمها الفلسطينيون والتى ابهرت العالم عندما اخترق شبابها الحصون الإسرائيلية المنيعة وقصفوا كل المناطق العسكرية بكل شجاعة حظيت بتعاطف الكثير من دول العالم لأنه دفاع مشروع من مواطنين مقهورين محتلين يدافعون عن أراضيهم وكرامتهم، مواطنون يتم معاقبتهم منذ عام ١٩٤٨ بكل العنف والغطرسة من الجانب الإسرائيلى الذى اعتقد أنه يمكنه أن يفعل أى شئ وكل شئ يقتل ويسلب وياسر النساء والأطفال ويحتجز آلاف الأسرى الفلسطينيين بدون محاكمه ويطلق النار على المصلين الأبرياء حتى قام ببناء حاجز هائل من الظلم والاستعباد على مدار ٧٥ عاما شكلت وجدان الكبير والصغير فى فلسطين المحتلة..

وفجأة يتضح للعالم أنه يمكن لجرافة فلسطينية بدائية الصنع اختراق أكثر العوائق تعقيدا والأعلى تكلفة فى العالم وعبور العوائق بالدراجات الهوائية والنارية وغزو العمق الإسرائيلى بطريقه لم يتخيلها أحد منهم، فليس من المعقول بل هو مستحيل أن يتم سجن مليونى إنسان إلى الأبد دون أن يدفع المحتل ثمنا باهظا ويتم خلال ساعات تمزيق عباءة غطرسته بعد أن قرر الفلسطينيون دفع أى ثمن مقابل الحصول على بصيص من الحرية.

وبكل العنف بدأت إسرائيل الرد بمنتهى العنف والقسوة بقصف مركز لقطاع غزة يتم خلاله تدمير الأبنية العسكرية والمدنية ومؤسسات الخدمات والبنية التحتية والمدارس بل تم تدمير أحياء بأكملها..

وكعادتها فى مثل هذه الأحداث ومنذ اندلاع الاشتباك العسكرى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى انطلقت مصر فى اجراء اتصالات مكثفه مع كافة الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا لمنع التصعيد وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف لما ينطوى عليه الأمر من مخاطر وخيمة لتجنيب المنطقة المزيد من التوتر وعدم الاستقرار والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.

ودعت مصر كصوت للعقل كل محبى السلام إلى دعم جهود استئناف مفاوضات السلام والتدخل الفورى لوقف التصعيد الجارى وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطينى والالتزام بقواعد القانون الدولى الإنسانى فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال..

هذه هى مصر وهذا هو موقفها الثابت وهذا هو رئيسها عبدالفتاح السيسى الذى يمثل صوت العقل ويدعو إلى الحكمة والتحلى بالإنسانية وضبط النفس الذى أتمنى أن يكون هو هدف الجميع حتى تنجلى هذه الغمة عن المنطقة.