كنوز| «بابيه» يفضح مؤامرة التطهير العرقى والتهجير القسرى

إيلان بابيه
إيلان بابيه

يعتبر البروفيسور «إيلان بابيه» الإسرائيلى الشهير من أشهر الشخصيات الأكاديمية التى آلت على نفسها فضح وتعرية الصهيونية الإسرائيلية العنصرية المقيتة التى تم زرعها فى فلسطين الأبية كمشروع استعمارى يخدم المصالح الغربية، وإيلان بابيه محاضر رفيع المستوى فى العلوم السياسية وهو المدير الأكاديمى لمعهد جفعات حبيبا لدراسات السلام، ورئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية فى حيفا. وقد عرى الصهيونية الإسرائيلية فى عدد من مؤلفاته ومنها: «تاريخ فلسطين الحديثة - الشرق الأوسط الجديد - قضية إسرائيل/ فلسطين - الخرافات الإسرائيلية - التطهير العرقى لفلسطين».

ويكشف المؤرخ إيلان بابيه فى كتابه الهام جدا «التطهير العرقى فى فلسطين» كل المخططات الصهيونية الهادفة لعمليات الترانسفير والتهجير القسرى للفلسطينين من أراضيهم ومدنهم وبيوتهم بالقتل والتفجير والنسف والاستيلاء بالقوة، ويروى هذه المراحل التى تمت قبل 1948 وما بعدها فى مجازر متلاحقة لا تلتفت للقانون الدولى أو الأعراف الإنسانية والأخلاق أيضا، ويكشف كيف جرت عمليات التطهير فى فلسطين سنة 1948، وكيف كان الترحيل والتطهير العرقى جزءاً جوهرياً من استراتيجيات الحركة الصهيونية. ما يشكل جريمة ضد الإنسانية وليس مجرد هروب أو انتقال إرادى للسكان. 

وينقض المؤلف فى كتابه الرواية الإسرائيلية عن حرب 1948 مؤكدا أن طرد الفلسطينيين لم يكن مجرد هروب جماعى وطوعى للسكان بل خطة مفصلة جرى وضع اللمسات النهائية عليها فى اجتماع عقده دافيد بن جوريون فى تل أبيب فى العاشر من مارس 1948 بحضور عشرة من القادة الصهيونيين، وتضمنت أوامر صريحة لوحدات «الهاجاناه» باستخدام شتى الأساليب لتنفيذ هذه الخطة ومنها: إثارة الرعب، وقصف القرى والمراكز السكنية، وحرق المنازل، وهدم البيوت، وزرع الألغام فى الأنقاض لمنع المطرودين من العودة إلى منازلهم. وقد استغرق تنفيذ تلك الخطة ستة أشهر. 

ومع اكتمال التنفيذ كان نحو 800 ألف فلسطينى قد أُرغموا على الهجرة إلى الدول المجاورة، ودمرت 531 قرية، وأخلى أحد عشر حياً مدنياً من سكانه.
ويقول المؤرخ إيلان بابيه إن هذه الخطة، تعتبر من وجهة نظر القانون الدولى، «جريمة ضد الإنسانية».

ويقول فى كتابه أن «جوالدا مائير» التى يعتبرها من الزعماء الصهيونيين الكبار، عندما زارت حيفا بعد أيام قليلة وجدت من الصعب عليها فى البداية أن تكبت إحساساً بالرعب عندما دخلت البيوت حيث كان الطعام المطبوخ ما زال على الطاولات، والألعاب والكتب التى تركها الأطفال الفلسطينيون على الأرض، وحيث بدا الأمر كأن الحياة تجمدت فى لحظة واحدة.

من الواضح أن الأمم المتحدة، بقبولها قرار التقسيم، تجاهلت كليًا التركيبة الإثنية لسكان البلد. ولو قررت الأمم المتحدة أن تجعل الأراضى التى استوطنها اليهود متناسبة مع حجم دولتهم، لما كانت أعطتهم الحق فى أكثر من ١٠٪ من البلد.

ويقول: إنّ الاستيلاء على الأراضى الفلسطينية لم يتضمن طرد أصحابها الشرعيين ومنعهم من العودة واسترداد ملكيتهم لها فحسب، بل أيضًا إعادة ابتكار القرى الفلسطينية كأمكنة يهودية محضة، أو أمكنة عبرية قديمة. 

الكتاب هام جدا، والشهادة التاريخية التى يتضمنها تثبت وعى القيادة السياسية المتمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السياسى تدرك أبعاد المؤامرة التى تريد إسرائيل تنفيذها بحرب غزة لتهجير الفلسطينيين لسيناء وطرد سكان الضفة إلى الأردن لتتم تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية وخلق وضع جديد مرفوض من مصر والأردن وكافة الدول العربية والشعب الفلسطينى نفسه المتمسك بأرضه والمدرك بأن خروجه من أرضه يشكل النكبة الثانية، وإلا ما تفسير الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة والغرب بتحريك حاملات الطائرات والبوارج ونقل ترسانة السلاح والذخائر لإسرائيل لتنفيذ مخططها التآمرى الفاشل تماما٠