عاجل

الرئيس يلتقى المستشار الألمانى شولتز ويعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا

السيسى: نرفض تهجير الفلسطينيين لسيناء

الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال استقباله المستشار الألمانى أولاف شولتز
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال استقباله المستشار الألمانى أولاف شولتز

أحداث غزة لها تداعيات أمنية وإنسانية تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع

نرفض حصار غزة الهادف إلى نقل الفلسطينيين وندين استهداف المدنيين

الوضع الإنسانى فى القطاع يتدهور ولابد من السماح بمرور المساعدات الإغاثية

شولتز يطالب بالتحقيق والإفصاح عن المتسبب فى قصف مستشفى «المعمدانى» بغزة

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهالى قطاع غزة، وضرورة التوقف الفورى لجميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين.

وحذر الرئيس السيسى من أن تصفية القضية الفلسطينية أمر غاية فى الخطورة، قائلا: «نرى أن ما يحدث فى غزة الآن ليس فقط الحرص على توجيه عمل عسكرى ضد حماس، وإنما هو محاولة لدفع السكان المدنيين إلى اللجوء والتهجير إلى مصر، وكل من يهمه السلام فى المنطقة لا يقبل بذلك وليس فقط فى مصر، فنحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارا استراتيجيا نحرص عليه وننميه ونسعى أيضا لأن يكون هذا المسار جاذبا لدول أخرى للانضمام إليه».

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك للرئيس السيسى والمستشار الألمانى أولاف شولتز بمقر قصر الاتحادية بمصر الجديدة.

وقال الرئيس السيسى: «إن قطاع غزة الآن تحت سيطرة إسرائيل، ولن أقول إنه خلال السنوات الماضية لم تنجح إسرائيل فى السيطرة على بناء القدرات العسكرية للجماعات والفصائل الفلسطينية، لن نناقش أسباب ما وصلنا إليه حاليا.. متسائلا: هل نجحنا خلال 20-30 سنة فى خروج دولة فلسطينية إلى النور، رغم المبادرات والقرارات المختلفة التى صدرت من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمبادرات العربية التى قدمت فى هذا الشأن على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح؟».

وأوضح الرئيس السيسى أن مصر اقترحت أن تكون هناك قوات أممية من حلف شمال الأطلسى «الناتو» أو قوات عربية تضمن أمن واستقرار كل من الشعب الإسرائيلى والمواطن الإسرائيلى، والشعب الفلسطينى والمواطن الفلسطينى.. وقال: «إن ذلك لم يتحقق».

وقال الرئيس السيسى إننا «لا نبرر أبداً أى عمل يستهدف أى مدنى، ومصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية القضايا، وقضية المنطقة بالكامل، ولها تأثير قوى على الأمن والاستقرار، وهناك رأى عام عربى وإسلامى داعم لهذا الأمر ويتابع بشدة كل ما يحدث فيها».

وأضاف الرئيس أن فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع لمصر يعنى ببساطة حدوث أمر مماثل، وهو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، لذا لن تكون فكرة الدولة الفلسطينية التى نتحدث عنها نحن والمجتمع الدولى قابلة للتنفيذ، لأن الأرض موجودة والشعب غير موجود.

وجدد الرئيس السيسى تحذيره من مخاطر فكرة النزوح إلى سيناء، وقال «إن نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء يعنى أننا ننقل فكرة المقاومة وفكرة القتال من قطاع غزة إلى سيناء، وبالتالى تصبح سيناء قاعدة للانطلاق ضد إسرائيل، وفى تلك الحالة من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وعن أمنها القومى فتقوم برد فعل والتعامل مع مصر وتوجيه ضربات للأراضى المصرية».

وشدد الرئيس السيسى على حرص مصر على إحلال السلام، داعيا فى الوقت نفسه الجميع للمساهمة فى عدم تبديد الأمل فى عملية السلام من خلال الموافقة على فكرة غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.. فى إشارة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.

وتابع السيسى «إنه إذا كان هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب فى إسرائيل يمكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهى تل أبيب من مهمتها المعلنة ضد الجماعات المسلحة من حماس والجهاد الإسلامى بقطاع غزة، إن العملية العسكرية التى ترغب إسرائيل من خلالها بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء لتصفية الجماعات المسلحة فى غزة قد تستغرق سنوات لم يتم تحديدها بعد وبالتالى فى هذه الحالة تتحمل مصر تبعات هذا الأمر وبالتالى تتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل وتتحمل بموجبها مصر مسئولية ذلك الأمر».

وأضاف الرئيس السيسى أن «مصر بها 105 ملايين نسمة والرأى العام المصرى والعربى يتأثر بعضهم ببعض، وإذا استدعى الأمر أن نطلب من الشعب المصرى الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسوف يرون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم موقفنا فى هذا الأمر».

ورفض الرئيس السيسى بشكل قاطع الهدف الرئيسى من وراء عملية الحصار الإسرائيلى على غزة ومنع المياه والوقود والكهرباء ودخول المساعدات إلى القطاع، وهو نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى مصر، لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير إلى سيناء.

وأعرب السيسى فى نص كلمته فى المؤتمر عن بالغ الأسى والألم وتقدم بخالص التعازى فى ضحايا القصف الوحشى للمستشفى الأهلى المعمدانى، مؤكداً إدانة مصر لكافة الأعمال العسكرية التى تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكافة القوانين الدولية وشدد على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين وأطالب المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لوقفها.

ورحب الرئيس بزيارة المستشار الألمانى لمصر والتى تأتى فى توقيت غاية فى الدقة والخطورة، فى ضوء التصعيد العسكرى الخطير، الذى يشهده قطاع غزة، والتحديات الإقليمية المرتبطة بهذا التصعيد.

وتابع السيسى موجها حديثه للمستشار الألمانى: إن زيارتكم لمصر، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، والتزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية، فى مختلف المجالات كما تتيح هذه الزيارة، التنسيق والتشاور المستمر، من أجل تحقيق أهدافنا وغاياتنا المشتركة، والتى يأتى فى مقدمتها،تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وبما ينعكس أيضًا على أمن القارة الأوروبية.

وأضاف السيسى أن مباحثاته مع المستشار الألمانى تناولت بشكل تفصيلى، المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، الذى أودى بحياة آلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضًا بمخاطر جسيمة على المدنيين وعلى شعوب المنطقة كما أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، آخذ فى التدهور بصورة مؤسفة وغير مسبوقة.

وشدد السيسى على إن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية، يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، فى حالة عدم تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية، للوقف الفورى للتصعيد الحالى.

وأشار السيسى إلى أنه تناول والمستشار «شولتز»، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة، من خلال اتصالاتنا المكثفة، مع طرفى الصراع وكافة الأطراف الدولية والإقليمية، على مدار الأيام الماضية واتفقنا فى الرؤى، حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة، وفتح آفاق جديدة للتسوية، من أجل تجنب انزلاق المنطقة، إلى حلقة مفرغة من العنف، وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر.

كما أكد السيسى خلال المباحثات، ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود ١٩٦٧، وعاصمتها «القدس الشرقية»، وأشار إلى أنه تم التوافق فى الرؤى مع المستشار الألمانى، على أهمية العمل بشكل مكثف، على استئناف عملية السلام، عقب احتواء التصعيد الراهن، وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية.

كما أعرب الرئيس السيسى عن قلق مصر البالغ، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة وشدد على ضرورة السماح، بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.

وأكد الرئيس السيسى استمرار مصر فى استقبال المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة، عن طريق معبر رفح البرى، لدى سماح الأوضاع بذلك أخذًا فى الاعتبار، أن مصر لم تقم بإغلاقه منذ اندلاع الأزمة، إلا أن التطورات على الأرض، وتكرار القصف الإسرائيلى للجانب الفلسطينى من المعبر حال دون عمله.

كما أكد السيسى رفض مصر، لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب دول المنطقة ،وشدد على أن مصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطينى.

وأضاف السيسى أنه تناول مع المستشار «شولتز» أيضًا، القمة التى دعت لها مصر، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام وأكدنا أهمية أن تسفر القمة، عن مخرجات تساهم فى وقف التصعيد الجارى، حقنا لدماء المدنيين، وللتعامل مع الوضع الإنسانى الآخذ فى التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام.

وجدد الرئيس السيسى ترحيبه بالمستشار «أولاف شولتس» فى مصر، وأعرب عن أمله فى أن تكون هذه الزيارة، خطوة رئيسية فى جهودنا لإنهاء الأزمة الحالية، وتحقيق التعايش السلمى بين الشعوب.

ومن جانبه طالب المستشار الألمانى أولاف شولتز، بضرورة التحقيق والإفصاح عن المتسبب فى قصف مستشفى «المعمدانى»، فى قطاع غزة والذى أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، مشددا على ضرورة حماية المدنيين وضمان سلامتهم.

وأشار إلى أنه بحث مع الرئيس السيسى بشكل مكثف الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، وقال:»إن حركة حماس، قامت بهجمات «إرهابية» آتت بتبعات على مواطنى إسرائيل وفلسطين وأن الهجوم الذى قامت به لا يمكن أن يبرره أى سبب».

وقال المستشار الألمانى أولاف شولتز، إنه جاء إلى مصر لأن مصر جار مباشر لهذه المنطقة «قطاع غزة»، وأنها تتأثر من تداعيات هذا الأمر.

وأضاف شولتز «أننا نعمل سويا من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث يحتاج الناس هناك إلى الماء والمواد الغذائية والأدوية، وأننا لن نترك المواطنين هناك وحدهم، وسوف يقوم العالم بدوره فى تقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المدنيين».

وأوضح المستشار الألمانى أن مصر وألمانيا تجمعهما الرغبة فى منع أن تنتشر تداعيات هذا الأمر فى المنطقة، محذرا الدول الأخرى من أن تتدخل فى هذا الصراع وقال» إننا نود بالتعاون مع مصر أن نمنع تبعات هذه الحرب الفظيعة».

وأعرب شولتز عن خالص تقديره للدور المصرى ومساعى التهدئة ومنع تصعيد الأوضاع وموضوع الأسرى، وقال:»إنكم قمتم فى الماضى بدور مهم للغاية فى التفاوض واليوم تحاولون أيضا بذل المساعى لتهدئة الأوضاع ومنع التصعيد وفى موضوع الأسرى».

وتابع شولتز: إننا نقوم بكل ما فى وسعنا من أجل تحرير هؤلاء الأسرى وهذا من أهم الموضوعات التى تناولناها».

وحول مجالات التعاون بين البلدين، قال شولتز إن ألمانيا تقدم استثمارات جيدة فى مجال خطوط السكك الحديدية، وكذا مجال البيئة وهذه كلها علامات جيدة، علاوة على انضمام مصر إلى نادى المناخ.

وتوجه شولتز بالشكر إلى الرئيس السيسى على حسن وحفاوة الاستقبال وعلى اللقاء المثمر الذى حظى به، وأعرب عن أمله فى رؤية الرئيس السيسى فى ألمانيا.