السيسي: لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي

خلال حضوره حفلي تخريج طلاب الكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة

الرئيس عبدالفتاح السيسى يقلد علم القوات المسلحة وسام الجمهورية
الرئيس عبدالفتاح السيسى يقلد علم القوات المسلحة وسام الجمهورية

■ كتب: شحاتة سلامة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، استعداد مصر تسخير كل قدراتها وجهودها للوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط، مُشددًا على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني، وطالب الرئيس فى كلمة له خلال حضوره حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية، كافة الأطراف بإعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضى، تجنُبًا لحرائق ستشتعل فلن تترك قاصيًا أو دانيًا إلا وأحرقته.

◄ مستعدون لتسخير كافة قدراتنا للوساطة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى

◄ السلام خيارنا للحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه

◄ ندعو للالتزام بضبط النفس.. وإخراج المدنيين والأطفال والنساء من دائرة الانتقام الغاشم

■ الرئيس يلقى كلمته فى حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية

وشدد السيسي، على ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكرى، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطيني، بشكل عاجل، مُطالبًا المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته: «فمن أجل السلام فليعمل العاملون»، وقال السيسي: «تبلغ سعادتى مداها، ونحن نحتفل بتخريج جيل جديد من أبناء مصر الذين تعلموا فى مدرسة العسكرية المصرية، تعلموا مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة، وعاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن، مُحافظين على أرضه ومُقدرات شعبه، اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية فى هذه الأكاديمية العسكرية العريقة»، ووجه التهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة، بانضمام الخريجين الجدد لصفوف القوات المسلحة لينضموا إلى خير أجناد الأرض، موجهًا تحية تقدير وإجلال لشهداء مصر الأبرار الذين قدموا أرواحهم؛ ليظل هذا الوطن باقيًا، وتظل كرامته مصونة، ورايته عالية خفاقة بين الأمم.

■ الرئيس خلال كلمته بأكاديمية الشرطة

◄ حُكم التاريخ
أضاف الرئيس: «أن حُكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى ما جعل مصر دائمًا وأبدًا فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية مُقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجل الحق العربى المشروع حين كانت الحرب فكنا مُقاتلين وكان السلام فكنا له مُبادرين لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا، واليوم ونحن فى قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعى دؤوب من أطراف مُتعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعى لإقرار السلام القائم على العدل وعلى مبادئ أوسلو، والمُبادرة العربية للسلام، ومُقررات الشرعية الدولية إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا مُنتصر فيها ولا مهزوم، صراعات تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتُخالف مبادئ الأديان والأخلاق».

وقال: «إدراكًا منى، ويقينًا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه؛ فإننى أدعو كافة الأطراف لإعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضى، تجنبًا لحرائق ستشتعل فلن تترك قاصيًا أو دانيًا إلا وأحرقته مع استعداد مصر أن تُسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط»، مُضيفًا أنه يؤكد بشكل واضح أن سعى مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجى يُحتم عليها ألا تترك الأشقاء في فلسطين، وأن تُحافظ على مقدرات الشعب الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية، مُشددًا على أن هذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير.

◄ اقرأ أيضًا | استمرار توافد طلاب جامعة سوهاج على حملة التبرع بالدم لصالح الفلسطينيين

وأكد الرئيس، فى كلمة مرتجلة، أن الأُمم تصمد ليس فقط بقيادتها، ولكن بشعبها وقيادتها، داعيًا لضرورة التيقظ للتحديات بالمنطقة، مُطالبًا الجميع بمُتابعة الأوضاع على حدود مصر الغربية والجنوبية وكذلك الشرقية الآن، ولافتًا إلى أن الأوضاع هناك «لحكمة لا نعلمها» دائمًا مُشتعلة، وقال الرئيس: «عندما يكون لديك جار لديه مُشكلة صغيرة أنت تتأثر، تصور إذا هذا الجار بيته مُشتعل، البيوت بجوارنا مُشتعلة لكن شاءت إرادة الله أن تظل مصر آمنة مُطمئنة»، وأشار الرئيس إلى أنه يمكن أن تكون هناك صعوبات وتحديات متواجدة، إلا أن الأمر المُهم هو البقاء صامدين وثابتين آملين ومتفائلين بالله، مؤكدًا أن مصر تُدير سياستها بشكل يهدف أولًا وأخيرًا للسلام والتنمية والبناء والتعاون، وأن سياسة مصر، ليس فقط منذ توليه السلطة، لكنها سياسة مصر دائمًا، الحرص على ألا تتطلع خارج حدودها.

◄ صعوبة المرحلة
وقال السيسى، إن الحدود المصرية منذ مئات وآلاف السنين هى الحدود القائمة، ولم يكن لمصر أبدًا تطلعات لتجاوز هذه الحدود أو الطمع فى حدود أو أرض أو قُدرات الآخرين، مؤكدًا صعوبة المرحلة الحالية، ومُشيرًا إلى أن الجميع مُتابع لما يحدث، وأن مصر تبذل جهدًا كبيرًا جدًا لاحتواء التصعيد والاقتتال وتحاول الوصول لوقف للاقتتال والتخفيف عن الشعب الفلسطيني، وأن الاتصالات مُستمرة ولا تنتهى، حيث يتم التواصل مع الجميع القادة والمسئولين الذين يتبادلون أيضًا الاتصالات معنا، لافتًا إلى اهتمام الجميع والحرص المصرى على وصول المساعدات سواء طبية أو إنسانية لقطاع غزة فى هذا الوقت الصعب، موضحًا أن سبب حديثه هو ما يتردد خلال الفترة الحالية من أقاويل وشائعات فضلًا عن وجود المُغرضين، مؤكدًا أن مصر تتحرك مع الأشقاء من قادة الدول العربية والأصدقاء والحلفاء لإيجاد حل لهذا الموضوع.

أضاف الرئيس: «نتعاطف مع ما يحدُث لكن يجب أن نتعامل بعقولنا حتى نصل للسلام والأمان بشكل لا يُكلفنا الكثير، وهذا لا يعنى أننا لا نُريد أن نتكلف، نحن على استعداد أن نتكلف فى إطار قُدراتنا وإمكانياتنا»، وتابع: «لم نُسبب مشكلة لأحد بالعكس نحن لدينا 9 ملايين ضيف من دول كثيرة، جاءوا لمصر من أجل الأمن والأمان والسلم والسلام، لكن بالنسبة للقطاع، أنا أرى أن الخطورة هناك خطورة كبيرة جدًا لأنها تعنى تصفية هذه القضية، من المُهم جدًا أن نكون مُنتبهين لذلك، هُناك الأمر مُختلف، هذه القضية هى قضية القضايا وقضية العرب جميعًا، ومن المهم أن يبقى شعبها صامدًا ومُتواجدًا على أرضه، ونحن سنبذل أقصى جهد للتخفيف عنه».

◄ الظروف صعبة
وبالنسبة للمصريين، قال الرئيس: «أنا أعلم أن هناك تحديات من 2011، والظروف صعبة، ومن أزمة لأزمة، لكن العزاء أن الله يسلم هذا البلد من كل شر وسوء، مُضيفًا أنه إذا كان الأمر مُرتبطًا بالحياة وتكلفتها، لكن هناك فرق كبير جدًا بين تكاليف حياة قد تكون غالية علينا وإهدار حياة وخراب دول»، كما أكد الرئيس أن مصر ستظل باقية وصامدة، قادرة بكم أنتم، ولا يستطيع أحد المساس بها، مُشددًا على أن قدرة مصر على تأمين نفسها وحماية نفسها كافية، لكن الشعب مسئول معنا عن حفظ مصر وأمنها، وحذر المصريين قائلًا: «إوعوا حد يزين لكم أو يفتنكم.. ويكفى خراب الدول الأخرى».

وخلال حضوره الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة، وجه الرئيس السيسى، التهنئة والتحية لأسر أبناء الخريجين من كلية الشرطة، وأيضًا لطلبة وطالبات الكلية المتواجدين، مُقدمًا التحية والتقدير للشهداء وأسرهم، وقال: «أود أن أذكركم بأسر شهدائنا وشهداء مصر، وأوجه لهم كامل التحية والتقدير والاحترام، كلنا فى الدنيا إلى زوال، نأتى ونذهب، وهناك أشخاص لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، إلا الشهيد فستظل ذكراه عطرة نظرًا لما قدمه من تضحيات من أجل وطنه»، وتابع: «يؤلمنا سقوط أى شهيد سواء كان من الجيش أو الشرطة أو من المواطنين، ولكن عزاءنا الوحيد جميعًا، أن هذا كان ثمنًا ليس بسيطًا من أجل أن يعيش الوطن، بفضل الله وبتضحيات الشهداء الذين قدمهم أسرهم فداءً لمصر».

وهنأ الرئيس الخريجين، مُتمنيًا لهم التوفيق، قائلًا: «مُهمتكم بدأت عقب تخرجكم وبعدما حصلتم على ما يلزم من تدريب وعلوم تؤهلكم لأداء مُهمتكم بشكل مُناسب، وستتعاملون مع المواطنين سواء العاديين أو الخارجين عن السياق، ومن المهم الالتزام، وأن ننفذ ونحترم دولة القانون والمعايير التى تعلمتموها».

◄ المسئولية الأولى
وقال الرئيس، إنه لا تهاون أو تفريط فى أمن مصر القومى تحت أى ظرف، وعلى الشعب المصرى أن يكون واعيًا بتعقيدات الموقف ومُدركًا حجم التهديد، وشدد على أن أمن مصر القومى مسئوليته الأولى، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقى والمُستدام للشعب الفلسطينى، مُشددًا على أن التصعيد الحالى خطير للغاية، وله تداعيات قد تطال أمن واستقرار المنطقة، مُضيفًا أن مصر تُكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنًا لدماء الشعب الفلسطينى، وحماية المدنيين من الجانبين، مُعربًا عن أمل مصر فى التوصل لحل وتسوية للقضية عن طريق المفاوضات التى تفضى للسلام العادل، وإقامة الدولة الفلسطينية، مُشددًا على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى، وقال: «نتواصل مع جميع القوى الدولية، وجميع الأطراف الإقليمية المؤثرة للتوصل لوقف فورى للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين».