كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: نمر من ورق!

أحمد الجمال
أحمد الجمال

فى الفترة الأخيرة من حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ترشّح إلى العلن ما جرى وصفه ب«الخلافات السياسية والاجتماعية» فى تل أبيب، لكن بعد عملية «طوفان الأقصى» التى نفذتها حركة حماس، بدا واضحًا أنّ الخلل لم يكن سياسيًا أو اجتماعيًا فقط، بل إن حالة اهتراء وجدت طريقها ممهدًا إلى الجيش الإسرائيلى أيضًا، الذى طالما روّج له جنرالاته باعتباره «جيشًا لا يُقهر»، لتكشف نتائج عملية حماس النوعية داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، أننا أمام مجرد نمرٍ من ورق، وأن الداخل الإسرائيلى أوهن من بيت عنكبوت!

إن قوة  أى دولة  تعكسها متانة جيشها فى المقام الأول، وفى مقاماتٍ تالية تأتى عوامل أخرى، يتصدّرها تماسك الشعب. ولعل الوعى الجماهيرى المصرى والتفافه حول الرئيس السيسي، يؤكدان هذا المبدأ الراسخ فى عقيدة أبناء وطننا، الذين انفرجت أساريرهم مع انطلاق الطوفان الفلسطيني، لكنهم فى الوقت ذاته لم يستجيبوا ل«آلة التسخين» التى نفخت فى أبواقها كتائب الشر فى الداخل والخارج لتوريط القاهرة فى حرب تدور على بُعد «مسافة السكة» من سيناء.

نحن المصريين نتعاطف مع أشقائنا فى غزة، وتنفطر أفئدتنا لما يتعرّض له المدنيون من قصف وتهجير وسعى همجى لإبادة أصحاب الأرض الأصليين، لكننا ندرك أن القرار السيادى بغلق معبر رفح أمام نزوح ٢٫٥ مليون غزاوى هو الأمل الوحيد الباقى لعدم تكرار نكبة 1948 ولتجنب تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.

إن تطوّر الأحداث الميدانية يُنذّر بأن الأيام المقبلة ستكون حُبلى بالنواكب، واشتعال المنطقة بالكامل إن انزلقت أطراف إقليمية أخرى إلى أتون الصراع، لذا يجب الإنصات لصوت العقل ولجم جنون إسرائيل، قبل أن تلهب النار الجميع، بمَنْ فيهم ذلك النمر الورقى.