في ذكرى وفاة الشيخ عبد الحليم محمود.. الأرض التي سماها السلام

الشيخ عبد الحليم محمود
الشيخ عبد الحليم محمود

هو علماً من أعلام الإسلام في العصر الحديث وفي العصور السابقة فعندما كان يتحدث فتعلو ابتسامته الرضى ووجهه الوضىء فيبعث الطمأنينة في النفوس والوجدان.

كان يشع نور قبله في بريق عينيه فيجذب إليه أبصاراً رائعة وينطق لسانه بحلاوة التسليم لله عز وجل فيما أمر وقضى فيلتقطها قلبه وصدره ليشرح بها صدور المؤمنين ليزداد الذين أمنو إيمانا.
النبع الصافى لحياة الشيخ عبد الحليم:
كانت حياة الشيخ عبدالحليم رحمه الله تعالي سفرا مفتوحاً ونبعاً صافياً يجد فيه كل طالب بغيته من العلم والزهد والمثابره والكرم والتقوي والورع والتأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم فى كل أعماله وأقواله والتخلق بخلق سيد البشر محمد صلوات الله وسلامه عليه والتأدب بأدبه واتباع هديه وسنته فكانت كل خطبه وكتبه في أحياء المفاهيم الاسلامية والتي تهدف الي ايضاح كيفية الاتباع لرسول الله صلي الله عليه وسلم.


قرية السلام:
ولد الشيخ العالم الجليل الدكتورعبدالحليم محمود في عزبة أبو أحمد مركز بلبيس محافظة الشرقية حيث ان هذه العزبة تنسب إلي جد الشيخ عبدالحليم محمود والذي كان سبب في إنشاءها وقام بتصليح ارضها وقد سماها الشيخ عبد الحليم قرية السلام.
وقد أستقر الشيخ عبد الحليم في هذه القرية بعد وفاة الجد بعد ان درس في الأزهر الشريف وكان ذكياً جريئاً كريماً يسعي فى قضاء حوائج الناس ويقضي بين المتخاصمين بالحق ويغدق علي فقراء القرية من ماله الخاص وكان كثير الود للعلماء والصالحين ويحن إلي الأزهر ورجاله وشيوخه.


التحاقه بجامعة السربون:
في سن الثالثة عشر من عمره حفظ الشيخ عبد الحليم محمود "القرآن الكريم" في كتاب القرية ودخل الأزهر عام 1923 وقد حصل علي العالمية في عام 1933 ثم بعد ذلك سافر إلي فرنسا وكان هذا علي نفقته الخاصة, والتحق بجامعة السربون ودرس فيها علم النفس والأجتماع وعلم الأديان وحصل علي شهادة الدكتوراه سنة 1940 وقد نجح بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف وقد طبعت الشهادة ورسالته في باريس وبالفرنسية.


مغامرة مثيرة في فرنسا:
وبعدها قرر السفر الي مصر مرة آخري ليعود إلي الأزهر الشريف الذي يعشقه وبسبب الحرب في إيطاليا علي الحلفاء مكث الشيخ عبد الحليم محمود عاماً ونصف العام متعلقاً بين فرنسا واسبانيا لا يجد سبيلاً إلي السفر وبعدها قرر السفر عن طريق رأس الرجاء الصالح ولكنه عاش أربعة أشهر في مغامرة مثيره حتي وصل إلي مصر أرض الوطن الغالي.


تدرجه في الوظائف:
عين الشيخ عبد الحليم محمود مدرساً لعم النفس في كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف ثم استاذاً للفلسفة بكلية أصول الدين ثم عميدأً للكلية ثم أميناً عاماً لمجمع البحوث الإسلامية ثم وكيلاً للأزهر وبعدها تم تعيينه وزيراً للأوقاف وأخيراً وختماه مسك شيخاً للأزهر الشريف في عام 1973.


مؤلفات وأبحاث:
قد أصدر رحمه الله تعالي أكثر من مائة كتاب بين تحقيق وتأليف وأبحاث وترجم عن الفرنسية عدة كتب منها محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم كما كان مهتماً بأمر الدعوة فقام بأنشاء العديد من المعاهد الدينية في مدن وقرى مصر وهو الذي أنشاء إدارة القرآن الكريم في الأزهر لتحفيظ كتاب الله للطلبة.


وفاته:
وفي 17 أكتوبر سنة 1978 فاضت روحه الطاهرة وكان ذلك علي اثر إجراء عملية جراحية وقد توضأ وصلي لله ركعتان وآخر كلمته رحمه الله تعالي لا إله إلا الله.. الله الحق رحمه الله تعالي.