دعم حكومي للاحتلال وشعبي لفلسطين.. كيف تفاعلت أوروبا مع «طوفان الاقصى»؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«الوطن ليس شرطًا أن يكون أرضًا كبيرةً، فقد يكون مساحةً صغيرةً جدًا حدودها كتفين».. بتلك الكلمات البسيطة لخص الأديب الشهيد غسان كنفاني قضية وطنه، ومعنى كلمة وطن، فلا أرض واسعة ولا إمكانيات مبهرة، لكن الدفء والشعور بالانتماء، أحقية الأرض والدفاع عنها، ولم لا فالأرض كالعرض، المحاربة من أجلها واجب وشرف، والتخلي عنها خزي وعار.

لم تكن القضية الفلسطينية يومًا قضية الفلسطينيين فقط بل دوما كانت قضية العرب، قضية الإنسانية، كلا يحارب من أجلها حسب استطاعته، بداية من السلاح وصولا إلى القلم حيث يسطر مأساة شعب أعزل قضى سنوات طويلة من الذل والمهانة والتهديد المستمر، نزع منه أهم شعور إنساني وهو الآمان.

وبينما يعيش الفلسطينيون أياما صعبة جراء ما يتعرضون له من قصف وانتهاكات غير انسانية بقطاع غزة، تضاف لسجل الكيان الصهيوني.

انقسم العالم بين مؤيد ومعارض ومحايد، فالبعض يرى ما قامت به إسرائيل رد فعل تجاه ما تعرضت له من المقاومة، والبعض يندد ويراها صاحبة الرصيد الأكبر في ارتكاب الفظائع وهناك من يلتزم الصمت.

وفي الوقت الذي أظهرت فيه أوروبا وجهها الاستعماري القبيح من خلال تأييدها للمحتل، خرجت الشعوب ليكون لها رأي آخر.

ففي فرنسا صاحبة أكبر تاريخ استعماري لشرق أفريقيا، خرج رئيسها إيمانويل ماكرون ليعلن مساندته لإسرائيل ودعمها واصفا ما تعرضت له بالإرهاب.

لم تكتف فرنسا برأي رئيسها بل حظرت جميع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في البلاد، وفقًا لبرقية أرسلها وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إلى الشرطة الفرنسية الخميس الماضي، وذلك خشية اضطراب النظام العام للبلاد.

وعلى الرغم من الحظر، تجمع بضع مئات من المؤيدين للفلسطينيين وسط باريس في مجموعات منفصلة وسعت قوات الشرطة إلى منع تجمعها معا. 

وهتف المحتجون: "إسرائيل قاتلة" و"ماكرون متواطئ"، فيما أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لفض التظاهرة.

بريطانيا

"أعتقد أنه من المهم لنا قول إننا كلنا غاضبون من الهجمات الإرهابية التي حدثت في إسرائيل، ومثلما سوف تتفقون كلكم معي أننا سوف نقف إلى جانب إسرائيل في هذه اللحظة. وأنا عرضت دعمي الكامل على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "الإرهاب لن يسود، ولا يجب أن يسود، في أوكرانيا أو أوروبا أو أي مكان آخر".

بتلك الكلمات عبر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن موقف بلاده من الأحداث التي يشهدها قطاع غزة، ولكن يبدو ان موقفه المخزي "فرديا".

فقد تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في لندن ومدن بريطانية أخرى تأييدا للفلسطينيين وسط تحذيرات رسمية من أن إبداء أي شخص الدعم لحركة حماس يعرضه للتوقيف.

ونشرت الشرطة أكثر من ألف عنصر في قلب العاصمة البريطانية لمواكبة التظاهرة هناك، في حين خرجت تظاهرات مماثلة في مانشستر وأدنبره وجلاسجو ومدن أخرى.

احتشد المتظاهرون صباحا بالقرب من مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قبل تظاهرة عصرا قرب البرلمان ومقر إقامة رئيس الوزراء ريشي سوناك.

أستراليا

تظاهر الآلاف في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين الأحد في عواصم الولايات رغم تهديدات الشرطة بكبحهم.

كانت إحدى أكبر المسيرات شهدتها سيدني عاصمة نيو ساوث ويلز، أكثر الولايات سكانا، حيث قالت جماعة العمل الفلسطيني التي نظمت الاحتجاج إن نحو 5000 شاركوا فيه.

الولايات المتحدة 

خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليظهر تضامن بلاده بصورة رسمية مع إسرائيل، طالبا من الكونجرس إقرار مساعدات عسكرية عاجلة لإسرائيل.

أما في بلده، فقد تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين السبت في واشنطن، واحتجوا أمام البيت الأبيض هاتفين "حرروا فلسطين" فيما يستمر عدد قتلى الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في الازدياد.

وفي نيويورك، معقل أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل، تجمع المئات في بروكلين الجمعة للإعراب عن استيائهم من الهجوم الإسرائيلي رافعين لافتة كتب عليها "اليهود يقولون: أوقفوا الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين".

كندا

لم يختلف موقف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن سابقيه، في الانبطاح وتأييد العدوان الغاشم.

فقد ندد بالمظاهرات التي تشهدها جميع أنحاء كندا قائلا، إنهم "يمجدون العنف" من خلال دعمهم لهجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل.

وقال ترودو في منشور على موقع إكس، تويتر سابقا، "أستنكر بشدة المظاهرات التي جرت وتجري في جميع أنحاء البلاد دعماً لهجمات حماس على إسرائيل".

وأضاف إن "تمجيد العنف غير مقبول على الإطلاق في كندا".

وانضم ترودو إلى تجمع للتضامن مع إسرائيل في وقت متأخر من يوم الاثنين وشجب هجوم حماس في خطابه، كما عبر القادة السياسيون من مختلف الأطياف في كندا عن دعمهم لإسرائيل.

يذكر  أن، مقاطعة أونتاريو شهدت كبرى التظاهرات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني حيث تظاهر الآلاف مرددين هتافات تدعو للعدالة والحرية لأجل فلسطين، وتشدد على ضرورة إنهاء العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة.

وفي مقاطعة ألبرتا غرب البلاد، احتشد المئات من الداعمين والمناصرين للشعب الفلسطيني في مسيرة مركبات رافعين الأعلام الفلسطينية ومنددين بجرائم العدو، كذلك تورنتو التي شهدت احتشاد نحو 1000 محتج في مظاهرة نظمتها مجموعة تسمى حركة الشباب الفلسطيني.