بصمة جمال

حمدى حامد
حمدى حامد

نادرون هم مَن تُصاحبهم أو تُزاملهم، فلا تجد اثنين يختلفان عليهم.. منهم جمال قنديل صاحب القلب الأبيض، فلم يحمل يومًا حقدًا ولا ضغينة لأحد.. ينبض بين جوانحه قلب طفل لم يتلوث بحقد أو تكالب على مال أو منصب، ولا أذكر له موقفًا أساء فيه لأحد أو تآمر عليه أو حقد.. طريقته فى الكلام وأسلوب حياته وحتى طريقة مزاحه ولهجته العَفْوية لم تتغير على مدى ربع قرن هى مدة زمالتنا فى (الأخبار)..

منذ عرفته وهو فى ابتلاء مستمر مع المرض ومع ذلك لم تغادر الابتسامة وجهه الطيب وملامحه البريئة.. فى أيامه الأخيرة كان حريصا على توثيق كتبه وجمعها ونشرها على شبكة المعلومات وكأنه يشعر بدنو أجله ويريد أن يترك بصمته قبل الرحيل.. لكن يا صديقى بصمتك الحقيقية هى شخصيتك البسيطة وقلبك النقى ولسانك العفيف.. وإذا كنا لا نعرف قيمة الشىء إلا عندما نفقده، فقد أدركنا قيمة هذا (الجمال) بعد أن غادر دنيانا الفانية إلى رب كريم رحيم.. فليتنا نَعتبر ونفيق من غرور الدنيا ونغسل قلوبنا بماء الحب والتصالح مع النفس ومع الآخرين لنترك فى القلوب بصمة كـ (بصمة جمال)!