..إخوان تونس انتهوا، لم يعد لهم تأثيرًا، ينطبق عليهم كلمة ماضي وعدى، فقط ما يتبقى منهم مجرد مكر وألاعيب اعتاد الجميع عليها من خداع وفتنة ووقيعة، هذه الأساليب يتوارثونها عبر الأجيال، لاستجداء وكسب تعاطف دولي، مؤخرًا الغنوشي لعب على هذا الوتر، الغنوشي كان قد أعلن من محبسه بسجن المرناقية، غرب العاصمة تونس، المشاركة في الإضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام، وهذا ما أعلنته حركة النهضة بتونس.
الإضراب المزمع للغنوشي، لم يكن هو صاحب ضربة البداية، لكنه كان تابعًا، كمتضامن مع عضو جبهة الخلاص الموالية للجماعة جوهر بن مبارك، الذي دخل في إضراب عن الطعام منذ منتصف الأسبوع الماضي، للمطالبة بإطلاق سراح السياسيين المسجونين في قضية التآمر على أمن الدولة، وهذا بحسب محللين سياسيين تونسيين.
الإضراب لم يكن من قبيل الصدفة أو أن بن مبارك والغنوشي بتضامنهما، استيقظا من النوم فأعلنا عن إضرابهما، ولكن هو محاولة فاشلة لإنقاذهما من المحاسبة من جرائمهما، بعد أن قضى الرئيس التونسي قيس سعيد، على جميع آمالهما.
مناورة بن مبارك وإضرابه المزعوم، جاء قبل يومين من اجتماع حقوقي لجماعة الإخوان بجنيف، وهدفه خلق أزمة لتونس لهذا انضم إليه الغنوشي، وحتى تحبك تمثيليتهما سيدخل جميع المتهمين في قضية التآمر على أمن الدولة في الإضراب وسيعلنون مشاركتهم في الإضراب، من اجل إطلاق سراحهم ووقف المحاكمات، وكما قلنا سابقًا وسنؤكد عليها دومًا، ألاعيب الإخوان مستمرة ومتشابهة في كل زمان ومكان، كما أن الغنوشي يعلم يقينًا بأن السلطات التونسية تحشد جهودها لمواجهة ملفات فساد أسفرت عن أزمات اقتصادية على مدار سنوات مضت، كما أن هناك نواب وسياسيين يطالبون بوضع حركة النهضة على قائمة التنظيمات الإرهابية مثلما تم في بلاد عديدة، لهذا هم يقومون بألاعيب مكشوفة للجميع، لأجل هدف خبيث يدور في أذهانهم، خاصة وأن حركة النهضة متورطة في ملفات خطيرة أبرزها التآمر على أمن الدولة، وتسفير التونسيين إلى بؤر الإرهاب والجهاز السري للإخوان والاغتيالات السياسية، لهذا هم يحاولون تسييس القضية، والترويج لذلك دوليًا، لكنهم يتناسون عمدًا موقف الرئيس قيس سعيد من الضغوط الخارجية، ورفضه استقبال وفد من البرلمان الأوروبي كان على أجندته التدخل في الشأن الداخلي التونسي وطلب لقاء بأعضاء حركة النهضة، لكن قيس سعيد رفض استقبال بلاده لوفود أجنبية كما وصفها «بتفقديات الاستعمار»، وعلى هذه الجهات أن تكف عن لعب دور الوصاية وإرسال موفديها للرقابة وكأننا مستعمرون، وقال: سنعاملهم بالمثل، ولن نقبل أن يتطاولوا على سيادتنا، لأننا نعمل في إطار الشفافية أكثر من هذه الدول التي نعرف جيدا محطات من تاريخها عندما احتلوا دولا افريقية»، كلمات أكثر من رائعة من قيادة قوية وحازمة محبة لبلادها.