فى الصميم

حرب الإبادة والتهجير القسرى هذه هى النازية!!

جلال عارف
جلال عارف

العالم بدأ يستفيق من الصدمة، ويدرك حجم حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين الآن. الهجمة الإعلامية التى شنتها الصهيونية، وتأييد الحكومات الغربية وعلى رأسها أمريكا والذى تمت ترجمته على أنه تصريح بالقتل والإبادة لشعب فلسطين أصبح محل تساؤل عند الشعوب فى أمريكا وأوروبا بعد أن انكشفت حقيقة كل الأكاذيب التى ابتلعها رؤساء مثل «بايدن» ثم نفاها - بعد ذلك- البيت الأبيض، والتى نشرتها كبريات الصحف العالمية ثم تراجعت عنها، ولم يعد يرددها مع نتنياهو ووزرائه الوزير الأمريكى «بلينكن»، ربما لأنه مازال- كما يقول - متأثرا بحكايات زوج أمه عن «الهولوكست»، محذرا من تكراره..

مع أنه لو أنصف للحقيقة لأدرك أن إسرائيل التى تدعمها أمريكا بكل إمكانياتها لم تتوقف عن ارتكاب الممارسات «النازية»، ضد شعب فلسطين وضد كل الشعوب العربية على مر السنين..

بدءا من مجازر «ديرياسين»، و«كفر قاسم» وحتى حرب الإبادة الحالية، مرورا بآلاف من جرائم الحرب التى لا تمنع محاكمة مرتكبيها من قيادات إسرائيل إلا «الفيتو» الأمريكي!!

الرأى العام العالمى بدأ يتحرك فى مواجهة «حرب الإبادة»، التى تشنها إسرائيل. وعواصم العالم بدأت تشهد المظاهرات ضد جرائم إسرائيل وأيضا ضد الحكومات الغربية التى تحمى إسرائيل وهى ترتكب جرائمها.. بالبوارج وحاملات الطائرات، وبالدعم بالسلاح لقتل الفلسطينيين، ثم بتصوير الأمر على أنه «دفاع عن النفس»، وليس جرائم ضد الإنسانية من احتلال يمارس النازية فى أبشع صورها!!

والسؤال الآن: هل جاءت أساطيل أمريكا وتابعتها البريطانية لدعم حرب الإبادة الإسرائيلية، أم للمشاركة فى مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية ودعم إسرائيل فى محاولتها تهجير سكان غزة إلى سيناء، وهو المخطط الذى يرفضه شعب فلسطين كما رفضته بحسم مصر التى تعرف جيدا كيف تمنع مثل هذه الجريمة مهما كانت الضغوط، والتى  يعرف الجميع أنها لا يمكن أن تفرط فى شبر واحد من أرض سيناء، ولا من حق شعب فلسطين فى الحصول على كل حقوقه المشروعة وأرضه المحتلة ودولته المستقلة وقدسه الأسيرة التى لن تكون إلا فلسطينية عربية.

المخاطر شديدة، والجنون الإسرائيلى لابد أن يتوقف، والولايات المتحدة لا ينبغى أن تتحول إلى شريك لإسرائيل وهى تمارس أحط أساليب النازية مع الشعب الفلسطيني. البوارج الأمريكية لن تأتى بالسلام.. لا للمنطقة ولا  لأمريكا نفسها. إيقاف حرب الإبادة ثم فتح الباب أمام  الحل السياسى العادل هو وحده من ينقذ الجميع.