خالد زكى : نصيحة محمود المليجى سر نجاحى l حوار

خالد زكى
خالد زكى

أحمد‭ ‬سيد

مشاعر مختلفة انتابت خالد زكي لحظة تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الأخيرة، لكن لا شك أن السعادة والفرحة بهذا التكريم كان الإحساس الغالب عليه، خاصة أنه يعتبر التكريم نوعا من التقدير لرحلة عطائه الكبيرة، ويحمله في نفس الوقت مسئولية باختيار أعماله المقبلة.. خالد رغم سعادته إلا أنه يشعر بالحزن لفقدان زوجته ورفيقة دربه، والتي كان يتمنى أن تشاركه لحظة تكريمه.. “أخبار النجوم” التقت بخالد زكي لتتحدث معه عن سر غيابه سينمائيا منذ عام 2008، ويكشف عن أكثر الشخصيات التي أثرت في مسيرته الفنية.

في البداية يقول خالد زكي: “سعيد بتكريمي في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط بدورته الأخيرة، وأرى أن هذا التكريم له وقع خاص بالنسبة لي، وجاء في توقيته المناسب، لأنه نوع من التقدير لرحلة عطائي بالسينما والتليفزيون، ويحملني في نفس الوقت مسئولية تلقى على عاتقي، خاصة باختيار أعمالي المقبلة، وتقديم أعمال تحترم عقلية المشاهد، وتضيف لرصيدي الفني”.

  الظهور الأول في السينما كانت تنم عن نجم شباك قادم بقوة لكن لم يتحقق ذلك.. ما السبب؟  

السبب في ذلك اختياراتي، حيث رفضت كثير من الأعمال ببدايتي الفنية، وكان يتسبب إعتذاري في حساسية لدى البعض، وكنت أتعامل منذ بدايتي وحتى الآن مع التمثيل على أنه اختيار وليس انتشار، وهذا الأمر أفقدني الكثير من الفرص التي كانت تفيدني ماديا، لكن رفضتها بسبب مستوى الأعمال التي كانت تعرض علي، والتي لم تكن جيدة، وكنت أخشى أن يؤثر ذلك على مسيرتي، والتي أخطوها بخطوات ثابتة، لذلك فأنا راضي تماما عن مسيرتي الفنية، لأنني لم أقدم عملا لست راضي عنه. 

  معنى ذلك أنك لم تندم عن هذه الإعتذارات التي أثرت بشكل واضح على مسيرتك السينمائية؟ 

لست نادم على هذا الأمر، والعبرة ليست بالكم، وكما قلت أنني أسير بحكمة أساسية منذ ظهوري الأول، وهي أن الأعمال كانت وليدة الاختيار وليس الانتشار، كما أنني لم أندم على خسارتي المادية، رغم أن الأعمال التي أعتذرت عنها كان أجري بها كبير، فهذه الإعتذارات أفادتني كثيرا بمشواري الفني، ومنحتني فرصة الاختيار، كان هدفي تقديم أعمال جيدة الصنع تؤثر بالجمهور، وأترك بصمة حقيقية لديهم، وهو ما تحقق، حيث أصبح بيني وبين الجمهور لغة خاصة، ويتفهم جيدا تفكيري ورؤيتي. 

  هل الإعتذار عن الأعمال كان السبب أيضا في الابتعاد عن السينما لمدة 15 عاما منذ تقديم آخر أعمالك فيلم “طباخ الرئيس”؟ 

بعد “طباخ الرئيس” ظن البعض أنني سأتواجد بقوة في السينما، لكن هذا لم يتحقق، حيث أن كل الأعمال التي عرضت علي كانت قريبة من شخصيتي في “طباخ الرئيس”، وكانت أعمال دون المستوى، ومصيرها الرفض والإعتذار لأنها لا تناسبني، ولم أبحث عن التواجد السينمائي بشكل مطلق، وأتمنى في الفترة المقبلة العودة إلى السينما بعمل جيد الصنع وأقتنع به ويضيف لي، وأتمنى أن تقدم أعمال سينمائية تهتم بأدوار لكبار السن، خاصة أن السينما تحديدا في الفترة الأخيرة مقصرة في هذا الجانب، وتتعامل معهم على أنهم “كمالة عدد”. 

  كيف يمكن للسينما أن تتدارك هذا الأمر؟ 

لابد من تدارك صناع الفن أن الدراما بشكل عام سواء في السينما أو التليفزيون لا غنى فيهما عن ممثلي كبار السن، وعندما نشاهد أفلام أمريكية تجد بها كبار السن متواجدون بقوة ولهم أعمالهم والقضايا التي يمكن أن يتم طرحها من خلالهم، وتواجدهم ليس لمجرد اكتمال الصورة أو هامشي. 

  ما أقرب الأعمال إلى قلبك خاصة سينمائيا؟ 

أغلب أعمالي قريبة إلى قلبي، وسعدت بنجاحها، لأنها منتقاة من جانبي بعناية شديدة، وراضي تماما عن اختياراتي، كما أن كل هذه الأعمال تحمل كثير من الذكريات الجميلة بالنسبة لي، وكانت كواليسها مليئة بالمواقف والأحداث التي أسعدتني وأستفدت منها، خاصة في بداياتي، حيث كنت محظوظا بالتعاون مع نجوم كبار في عالم الفن سواء أمام الكاميرا أو خلفها، وهو ما أعطاني خبرات كبيرة، ولعل من أبرز هؤلاء النجوم الذين تعاملت معهم الفنانة نجلاء فتحي والمؤلف أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، وحتى عندما تعاونت مع الفنان الراحل طلعت زكريا في “طباخ الرئيس”، والذي يعد من الأفلام المهمة التي تحمل ذكريات جميلة بالنسبة لي، حيث كان دور الرئيس معروضا في البداية على عادل إمام ثم محمود عبد العزيز، وكنت رفضت المشاركة بالعمل في البداية، حيث عرض علي شخصية أخرى غير شخصية الرئيس، وبعد إعتذار النجمين عرض علي الدور، ووافقت مع إجراء بعض التعديلات أيضا، وبعدها أعتذر المخرج شريف عرفة عن العمل، ليكمل المشروع المخرج سعيد حامد، وحقق نجاحا كبيرا.        

  تعاملت خلال مشوارك مع كثير من النجوم والمبدعين.. من أبرز من أثر فيك؟ 

أعتبر نفسي محظوظ لأنني تعاونت مع كم كبير من النجوم الكبار الذين استفدت منهم كثيرا في بدايتي، ومنهم نجلاء فتحي وأحمد مظهر ومحمود المليجي وإسماعيل عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة وشكري سرحان وفريد شوقي وفؤاد المهندس وصلاح منصور وحمدي وعبد الله غيث وغيرهم، ومثلوا لي إضافة كبيرة، ومن أبرز ما تعلمته من هؤلاء النجوم الإلتزام في العمل والإخلاص له، وحب المهنة، والتعامل معها باستمتاع، وليس  كمهنة يحاول أن يؤديها فقط، وتجمعني بهؤلاء مجموعة من المواقف المهمة والتي تعلمت منها أيضا، وجمعتني بهم كثير من المواقف الإنسانية التي تركت أثر على المستوى الشخصي، ولعل من أبرز هذه المواقف تعاوني مع الراحل محمود المليجي، حيث دخلت عليه ذات يوم في مسلسل “لعبة القدر” ووجدته حزين ويبكي بسبب زوجته علوية جميل، التي كانت تعاني من مرض ما، وقرر أن يصطحبني معه لزيارتها، ولمست مدى الطيبة والحب الذي يتعامل به مع زوجته، وتعلمت منه هذا الأمر.

  ما النصيحة التي تتذكرها من محمود المليجي؟ 

تعاونت مع المليجي في 3 أعمال تقريبا، وكان “لعبة القدر” العمل الأول، وأتذكر نصيحته لي حينما قال: “اتوسم فيك خير، لا تشارك في أي عمل إلا وأنت مقتنع به تماما”، وسرت على هذه النصيحة طوال مسيرتي الفنية.  

  هل تعاونك مع مبدعين كبار في التليفزيون ساهم بصنع نجوميتك بشكل أسرع؟ 

بالتأكيد، تعاوني مع كبار المبدعين في التليفزيون مثل أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ ساهم بشكل كبير من نجوميتي، وثبت أقدامي بشكل أكبر، وأثرى مشواري الفني، وكان سببا في حصولي على كثير من الجوائز سواء في السينما أو التليفزيون.         

  ماذا عن أول أجر حصلت عليه؟ 

كان من خلال عملي التليفزيوني، وكان 100 جنيه، وهذا مبلغ ضخم وقتها، وسعدت به كثيرا، وأتذكر أنني استخدمته في شراء بعض الملابس لعمل فني آخر.         

  هل كنت تتمنى أن تتواجد زوجتك بجانبك لحظة تكريمك؟ 

عشت مع زوجتي لحظات من السعادة وأخرى صعبة، وكانت رفيقة دربي، وكنت أتمنى أن تكون بجانبي أثناء تكريمي، وأفتقدتها في هذه اللحظة، وفي حياتي كلها.   

اقرأ أيضا : خالد زكي: أحترم كل رأى وملاحظات المشاهدين وأطور من نفسي دائما

;