أوراق شخصية

الدبلوماسى الفلسطينى الجسور

آمال عثمان
آمال عثمان

حين يجد الإنسان ظهره إلى الحائط، ولا مفر للحياة إلا تحت القمع والقتل والدمار، يعطى جلده مقابل حبة الزيتون، يأتيه الموت بكل سلاح، ويموت من لا يستطيع الركض فى الطرقات، ولا رصيف ولا جدار ولا أرض تحته كى يموت كما يشاء، ولا سماء حوله ليثقبها ويدخل فى خيام الأنبياء، وحينما يصبح الوطن حقيبة من جلد الأحباب، والحقيبة وطن يخيّم فى الأغانى والدخان، شعبه يفتش عن مكان بين الشظايا والمطر، فلا تسأل حين يتفجر طوفان الغضب، ويخرج مثل عنقاء الرماد من الدمارِ، لا يهم متى أو كيف؟ لأنه حتماً كان قادماً وبقوة لا محالة.

 فالأمر كله مسألة وقت، مثلما قال الدبلوماسى الفلسطينى الجسور»حسام زملط» سفير فلسطين بإنجلترا، الرجل الوطنى الشجاع الذى يمتلك ناصية الحكمة والمنطق والقدرة على الإقناع، والذى برع بامتياز فى الحوار مع الإعلام الغربي، بثقة وبسالة واحترافية يحسد عليها، اختار كلماته بمهارة وذكاء، ليسدد هدفاً فى مرمى الإعلاميين الغربيين، ويكون خير صوت للشعب الفلسطينى، مطالباً الإعلام الغربى بالتخلى عما أودى بالقضية الفلسطينية لما وصلت إليه، وعدم السماح للحكومة الإسرائيلية بترويج الأكاذيب وقلب الحقائق.

سألته المذيعة كريستين أمانبور: ما الذى أدى إلى ذلك، وهل كان هجومًا مخططًا من حماس؟ قال: «ما أعرفه أن المسألة كانت مسألة وقت، وصرخنا بأعلى أصواتنا لا تتجاهلوا ما نقوله، ولا تُقللوا من رغبة شعب فى الحرية، وكسر القيد وإنهاء الأسر، أغلقت كل الطرق والسبل فى وجوهنا، لا حلول سياسية أو دولية، ولا حقوق إنسانية، احترموا حقنا فى الرجوع إلى أرضنا، والحفاظ على مقدساتنا،  نختلف مع حماس لكن تُوحدنا المعاناة والهدف، وهدفنا إنهاء الاحتلال، ويتعامل معنا العالم وفق الأعراف والقوانين الدولية.

وفى محاولات مضنية من مذيع بى بى سي، للحصول على إدانة حماس قال زملط: «حماس لا تمثل الحكومة الفلسطينية، لكن الحكومة الإسرائيلية من تعطى الأوامر لجيش منظم، ومستحيل المساواة بين الاحتلال والطرف المحتل، جمهورك لابد أن يفهم أن إسرائيل منذ تأسست وعقيدتها العسكرية قتل المدنيين للضغط على المقاتلين، لذا فالحوار لا ينبغى أن يقوم على لعبة إلقاء اللوم، أنا لست معنيًا هنا بتوجيه اللوم للضحايا، وإنما بكيفية وقف هذه الحلقة المفرغة من القتل».

 سلمت سيادة السفير الجسور، وحفظك الله لفلسطين.