جسم الإنسان عبارة عن نظام منسوج بشكل معقد حيث يلعب كل جزء دورًا في صحتنا العامة، والأمعاء ليست استثناءً، لذلك سلطت الأبحاث الضوء بشكل متزايد على أهمية توازن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء (تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش بشكل طبيعي في أمعائنا)، وكيف يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتنا العقلية.
ومن جانبه، يقول الدكتور ديبوجيوتي دهار، اخصائي الجهاز الهضمي، إن الأمعاء والدماغ مرتبطان بشكل وثيق من خلال شبكة معقدة تعرف باسم محور الأمعاء والدماغ، ويمكّن نظام الاتصال ثنائي الاتجاه القناة الهضمية من التأثير على حالتنا العقلية والعكس صحيح.
وأن اللاعب الرئيسي في هذا الصدد هو الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وهي مجتمع واسع من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في أمعائنا، وأن التوازن المتناغم بين هذه الميكروبات ضروري لأمعاء صحية، وبالتالي لعقل مستقر، وذلك حسب ما ذكره موقع timesofindia.
اقرأ أيضًا| للحصول على فيتامين «د».. كيفية الاستفادة من أشعة الشمس دون تسمير البشرة
ومثلما أن بصمات أصابعنا فريدة من نوعها، كذلك فإن تكوين الكائنات الحية الدقيقة في أمعائنا فريد من نوعه، ويتأثر توازن البكتيريا في أمعائك بعوامل مثل الوراثة والنظام الغذائي والبيئة.
وأن فهم تركيبة الكائنات الحية الدقيقة الفريدة لديك يمكن أن يوفر رؤى قيمة حول صحتك العقلية ورفاهيتك بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، تقدم العديد من هذه الاختبارات توصيات غذائية شخصية لتحقيق التوازن بين البكتيريا المعوية.
وتشير الأبحاث إلى أن خلل التوازن في بكتيريا الأمعاء، المعروف باسم ديسبيوسيس، يرتبط بحالات مثل القلق والاكتئاب وحتى الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر. ومن خلال تحليل الكائنات الحية الدقيقة لديك، يمكنك تحديد الاختلالات المحتملة واتخاذ خطوات مستهدفة لمعالجتها.
الأطعمة التي تعزز ميكروبات الأمعاء الصحية:
الأطعمة الغنية بالألياف:
إن دمج مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات في نظامك الغذائي يمكن أن يعزز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، وتعمل هذه الأطعمة بمثابة البريبايوتك، مما يوفر التغذية للكائنات الحية الدقيقة المفيدة في أمعائك.
الأطعمة المخمرة:
الأطعمة مثل الزبادي غنية بالبروبيوتيك، وتحتوي على بكتيريا حية مفيدة، ويمكن أن يساعد تناول هذه الأطعمة بانتظام في الحفاظ على ميكروبات الأمعاء المتنوعة والصحية.
الأطعمة الغنية بالبوليفينول البوليفينول:
عبارة عن مركبات نباتية موجودة في الأطعمة مثل التوت والشوكولاتة الداكنة والشاي الأخضر، وتتمتع هذه المركبات بخصائص مضادة للأكسدة ويمكن أن تدعم نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة.
أحماض أوميجا 3 الدهنية:
الأطعمة مثل الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل وبذور الكتان والجوز غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي ثبت أن لها تأثيرات مضادة للالتهابات في الأمعاء وتعزز توازن الكائنات الحية الدقيقة.
دور صحة الأمعاء في الصحة النفسية:
تنظيم المزاج:
تنتج الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء ناقلات عصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والتي تلعب دورًا حيويًا في تنظيم المزاج والعواطف. التغيير في هذه الناقلات العصبية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات المزاج.
الالتهاب:
يمكن أن تؤدي الأمعاء غير الصحية إلى التهاب مزمن يرتبط بمشاكل الصحة العقلية، ويمكن أن يكون للحد من الالتهاب من خلال الكائنات الحية الدقيقة المتوازنة تأثير إيجابي على الصحة العقلية.
استجابة الإجهاد:
يمكن أن تؤثر الأمعاء الصحية على كيفية استجابة الجسم للتوتر، وأظهرت الأبحاث أن ميكروبات الأمعاء المتوازنة يمكن أن تساعد في تقليل استجابة الجسم للضغط وتحسين المرونة.
الوجبات الجاهزة:
إن رعاية القناة الهضمية أمر مهم لعقل أكثر صحة وسعادة، ويمكن لنظام غذائي غني بالألياف والبوليفينول وأحماض أوميجا 3 الدهنية أن يساعد في تعزيز الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، والتي بدورها تدعم صحتنا العقلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم التركيبة الفريدة للميكروبات الحيوية لديك يمكن أن يمكّنك من معالجة المشكلات الأساسية واتخاذ خطوات استباقية نحو صحة عقلية أفضل.
