«مُتَّسعٌ في عيونِ الفراغ».. قصيدة للشاعر علي النهام

علي النهام
علي النهام

 «صغيري عمار»

 

تطلُّ رؤىً من حنايا الفؤادِ

تشكّلُ في الروحِ سرَّ النَّدى

 

وتمضي تؤبجدُ عطرَ المعاني

تفلسفُ ما قد يعيدُ الصَّدى

 

تهزُّ بكفِّ البراءةِ لحنًا

لتملأَ بالأغنياتِ المدى

 

سلامًا أتيتَ وفي الثغرِ شيءٌ

كعشبِ الحياةِ وماءِ الهدى

 

أتيتَ تمشّطُ شَعرَ الأماني

وتبني على خافقي مسجدا

وكلُّ مساءٍ على كأسِ حبٍّ

مع القهقهاتِ أرى موعدا

 

نلوّحُ للشمسِ عندَ المغيبِ

وتنبتُ في ضحكتي فرقدا

 

وكالضوءِ تنسابُ في مقلتيَّ

فألمحُ كلَّ الثرى عسجدا

 

وتعزفُني عندَ بابِ الصباحِ

كأنّكَ طيرٌ بغصني شدا

 

لألقاكَ في أوّلِ الأغنياتِ

وقد جئتَ في غيمةٍ مُنشدا

 

لأنّكَ ملءُ الوريدِ حياةً

وتحيا على مهجتي مفردا

 

وفي راحتيكَ صلاةُ وجودي

تشكّلُ من دفئها معبدا